مواقف مغايرة، مبررات كاذبة اختبأت وراء عباءة المعارضة، بين آن وأخر يعلو الصوت السلفى بقرارات سياسية، معلنًا مواقف متناقضة تهدف إلى تمزيق إرادة الشعب وإعلاء راية الجبهة السلفية، فوق علم الدولة. جاءت التصريحات الأخيرة للجبهة السلفية التى أعلنت فيها رفض انتخاب رئيس عسكرى لرئاسة الجمهورية، واعتبار أى عسكرى استنساخًا لنظام مبارك دون وجود مبرر، لتؤكد تناقض المواقف السلفية وتغيرها باستمرار لأهداف احتار بينها المواطن المصرى "فماذا تهدف المعارضة السلفية ؟ وهل ستؤثر المعارضة السلفية على قرار الشعب ؟، وفى هذا السياق قمنا باستطلاع آراء القوى السياسية فى هذا الشأن.. ومن جانبه أكد السفير محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق ورئيس حزب المؤتمر أن معارضة الجبهة السلفية لترشح رئيس عسكرى للبلاد هو رأى يعبر عنها فقط، ولن يؤثر على إرادة الشعب أو الرأى العام، مشيرًا إلى أن معارضة الجبهة السلفية فى ذلك الوقت له أهداف خاصة. وأضاف العرابى فى تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد" أن معارضة الجبهة السلفية لوجود رئيس عسكرى هدفه الحصول على مقاعد فى البرلمان القادم، وعن إمكانية الإطاحة بالقوى السلفية من قبل الشعب مثل قيادات الإخوان أوضح رئيس حزب المؤتمر، أن الظروف الحالية مغايرة للظروف فى عهد قيادات الإخوان, مؤكدًا أن القوى السلفية تمثل قوى معارضة للنظام الحالى. وأوضح العرابى أن هناك إجماعًا شعبيًا على شخصية الرئيس القادم، ولن تؤثر المعارضة السلفية على إجماع الشعب. وفى السياق ذاته ذاته قال الدكتور جهاد عودة أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان "إن موقف الجبهة السلفية من معارضة وجود رئيس عسكرى للبلاد موقف معارض لإرادة الشعب"، متوقعًا أن تغير الجبهة السلفية موقفها. ورأى عودة أن هناك اجماعًا شعبيًا على شخصية المشير عبد الفتاح السيسى، مشيرًا إلى أن الجبهة السلفية يجب أن تعى الأزمة التى يمر بها الوطن فضلًا عن أن القضية تتعلق بإرادة حاسمة وليس وجود رئيس مدنى أو عسكرى. وأضاف أستاذ العلوم السياسية أن معارضة السلفية مناورة لكى ترفع من قدرتها للتفاوض على مقاعد البرلمان، وهذا ما تؤكده مواقفها على مدار التاريخ، مؤكدًا أن رجل الشارع أبدى قراره فى 30 يونيو، وهو وجود رئيس قادر على إدراة الدولة والقضاء على الإرهاب. فيما استنكر سعيد اللاوندى – خبير العلاقات السياسية بمركز الأهرام الاستراتيجى المبدأ الديكتاتورى الذى يتبعه سلفيو مصر الآن، من رفض أى رئيس عسكرى لاينتمى للتيارات الإسلامية، موضحًا أن هدف التيارات المذكورة هو مقاعد الحكم بعد أن شهدوا تحقيق هذا الحلم فى العام الماضى. وأضاف اللاوندى أن التيارات الإسلامية ترى نفسها الأحق بالمقاعد السياسية لما لها من خبرة تنظيمية عن الأحزاب الأخرى، ولذلك فهم يطمعون فى مقعد الحكم وأغلبية مقاعد البرلمان، بعيدًا عن قضية رئيس عسكرى أومدنى. وأكد الخبير السياسى أن شعارات تلك الجماعات وحججهم ذات الطابع الدينى لن تنطلى على رجل الشارع البسيط ثانية، خاصة بعد التخريب وأعمال العنف التى شنتها الجماعة الإرهابية فى الفترة الأخيرة من أجل المنصب السياسى. وأشار الدكتور "كمال حبيب" المفكر السياسى أن رفض الجماعة السلفية للتيارات الثورية والعلمانية تشدد لامبرر له، موضحًا أن هذا الرفض ليس طمعًا فى مقعد الحكم لتلك الجبهة قليلة العدد. وأضاف حبيب فى تصريحاته ل"بوابة الوفد" أن هدف الجبهة السلفية هو عودة المعزول ليس إلا، ولن يقبلوا سواه مقدمين العديد من المبررات الكاذبة لإقناع الرأى العام.