محاولات مستميتة يبذلها أصدقاء الشيطان وحلفاؤه للقصاص من أهل المحروسة الذين رفضوا أن يسلموا أنفسهم لجماعة اجرامية ادعت أنها تسير في ظلال القرآن فإذا بها في نهاية المطاف في ظلال تنظيم القاعدة، محاولات مستميتة يبذلها أصدقاء الشيطان وحلفاؤه لتمزيق مصر وتشتيتها وتفتيتها وتحويل الوئام والحب بين ناسها إلى صراع مقيت سفيه بين مسلم ومسيحي، سني وشيعي، مدني وعسكري ... إلخ. من يصدق أن من ادعوا حملهم مشروع النهضة كانوا يخفون وراءه مشاريع الصهاينة لتخريب مصر؟ من يصدق أن من صدعونا بحتمية القصاص للشهداء في ثورة 25 يناير هم من يحاربون مصر كلها الآن ويسقطون من أهلها الشهداء والمصابين بلا ذنب؟ من يصدق أن من فشلوا في حكم مصر سنة واحدة مصرون الآن على حرق مصر وإدخالها إلى الفوضى سنوات لا يعلم إلا الله عددها؟ عن أي دين يتحدث هؤلاء الذين لا يشرفني أن أذكر صفتهم أو لقبهم؟ ومن أين تعلموه؟ أي دين هذا الذي يخلع الرحمة من القلوب ويهون الحياة في عيون المغيبين ممن ارتضوا أن يكونوا قنابل بشرية يقتل بها الأبرياء ؟ في تقديري أن يوم الجمعة الماضي بالتحديد كان بمثابة ساعة الصفر لإعلان الحرب بين المصريين والإرهاب، بين أبناء الوطن وسكان الحارات المزنوقة، بين الحريصين على وحدة مصر ومدمني ثقافة الفتنة والفرقة؟ طبعا هي حرب لم يكن أحد يريدها أو يتمناها خاصة بعد عرس الديمقراطية الذي عاشته مصر في استفتاء يومي 14 – 15 يناير 1914، إلا أن هذه الحرب – وللاسف الشديد – فرضت علينا فرضا ولا يصح أبدا أن نتخاذل في خوضها كي تتطهر مصر من هذا الفكر الإرهابي المستورد من دول ترفع شعارها «تخريب مصر أولا» هذه الحرب سوف تتكلف الكثير من الوقت والجهد والمال والأرواح الطاهرة سواء من صفوف الجيش أو الشرطة أو من بين أبناء هذا الشعب لكن يجب أن تخرج مصر من هذه الحرب مرفوعة الرأس منتصرة، تماما مثلما سبق أن انتصرت إرادة الشرطة على إرادة المحتل الإنجليزي في منطقة القناة يوم 25 يناير 1952 ومثلما تصدى شعب مصر للعدوان الثلاثي عام 1956 ومثلما قضى الجيش المصري على أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر يوم 6 أكتوبر 1973 ومثلما نجحت ثورة يناير 2011 في إزاحة كابوس الحزب الوطني بكل من فيه من رموز الحكم عن المشهد المصري ومثلما سينتصر المصريون على كل المتاجرين بكتاب الله وسنة نبيه لكن هل ستكون الحرب سهلة؟ لا أظن مطلقا، لماذا ؟ لأن التحدي الأكبر في هذه الحرب هو محاولة تجنيب الأغبياء الذين هم منا بينما يوظفون ضدنا، الذين اعتادوا ألا يفكروا ويسلموا أنفسهم لمن يفكر لهم ويدفع بهم إلى طرق الندامى وهم لا يدركون، هم في الأصل ليسوا إرهابيين ومع ذلك يمارسون الإرهاب آليا ويرتكبون أعمالا لو أعطوا لأنفسهم فرصة التفكير فيها ومراجعتها، لما وصلت كراهية الناس لهم هذا المبلغ، لو نظروا إلى أنفسهم في المرأة لأدركوا أنهم باتوا على مشارف الشطب من خريطة الوطن لذلك من واجبنا ان نحاول توعيتهم سياسيا ودينيا ونذكرهم بأن الإرهاب الحاصل سيكونون هم أول ضحاياه، نذكرهم بأن أعداءهم الحقيقيين هم إسرائيل وكل من يحمون مصالحها، نذكرهم ببطولاتهم ضد الصهاينة في حرب 1948 بدعمهم لانتفاضة 18 – 19 يناير 1977 بالأثمان الباهظة التي تحملوها من أجل حرية هذا البلد الذي لا يستحق منهم كل هذه الكراهية، نذكرهم بأنه لا مأوى لهم سوى هذا البلد ولا أرض يدفنون فيها إلا داخل هذا البلد ولا وطن سوف يحتويهم غير هذا البلد، إن سقطت مصر فسيسقطون وإن عششت بها الفوضى فلا غالب ولا مغلوب. ربما تقول لي عزيزي القارئ، لكنهم أغبياء فهل سيفهمون ؟ هل يمكن أن يعودوا إلى رشدهم يوما من الأيام، أقول لك، هذا هو الجهاد الذي يحق علينا ممارسته والنجاح فيه فاسترداد الأرض ليس أقل أهمية من استرداد الإنسان وتحرير الوطن مساوٍ في الأهمية بتحرير العقول، والإنسان المصري طالما لم يتورط في دم، هو مصري ينبغي محاولة علاجه من الغباء ورويدا رويدا قد ننجح في تغيير المفاهيم الملتبسة والأفكار المريضة والنفسيات المشوهة وتعرف مصر طريقها إلى الاستقرار وتبدأ عجلة الوطن في الدوران نحو مستقبل لا إقصاء فيه إلا للمجرمين وإن شاء الله مصر منتصرة.