أكدت مجلة تايم الأمريكية أن الاحتجاجات التي يقودها الشباب فى اليونان ودول أوربية أخرى ستتزايد وتتكرر فى أماكن أخرى. وأوضحت أن الخبراء يحذرون من أن الأنظمة الديمقراطية في أوروبا -برغم الفروق الهائلة بينها وبين الأنظمة الوحشية في العالم العربي- ستواجه ثورة الشباب الغاضب الذى صار على قناعة بأن قادته غير قادرين على الوفاء بتطلعات شعوبهم. وتساءلت المجلة عما إذا كان الربيع العربى قد قفز في البحر الأبيض المتوسط وعبر إلى الجانب الآخر. ونقلت المجلة عن دومينيك رينيه، السكرتير العام لمؤتمر باريس، وأحد علماء السياسة، قوله: "إن هذه الحركة توضح توتر الشباب الأوروبي الذى صار لا يستطيع الحصول على موطئ قدم، في بلاده، وقال: إن هذا الجيل الجديد هو أكثر نضالية من الناحية السياسية والديمقراطية. وأضاف أن الأزمة الحالية جعلت الشباب الأوروبى كما لو يغلي من فرط التوتر". وأضاف دومنيك أنه بطبيعة الحال، لا يمكن أن تقارن الديمقراطيات الأوروبية بالواقع السياسي العربي المتمثل فى حكم الفرد. ورغم الركود الاقتصادي الذى تعاني منه كثير من الدول الأوروبية، فإنها لا تزال تمثل مستوى من الثراء والفرص التي يحلم بها الشباب العربى وهو ما يفسر سبب هجرة الكثيرين منهم لأوروبا. وقالت تايم: إن ما يحدث من سلوك وحشي مع المتظاهرين في سوريا وليبيا لا يمكن تصوره في اليونان، أو إسبانيا، أو المملكة المتحدة؛ ولكن على الرغم من اختلاف الظروف، فإن هناك شعوراً قوياً مشتركاً بين الجماهير المحتشدة فى كلا القارتين أن النظام قد فشل. وأضافت أن الشباب الأوروبى صار مقتنعاً أن الوقت قد حان لتغيير قواعد اللعبة بعد فشل القادة المنتخبين فى تغيير الوضع. وأضافت (تايم) أن أعداداً متزايدة من الشباب الأوروبي يشعرون أن مجتمعاتهم لم تعد توفر لهم فرصاً لتحقيق الازدهار الذي كان لدى والديهم. وهذا اليأس في الحصول على وظيفة أو حتى حياة مستقلة ليس أمراً جديداً، وإنما يعود إلى ما قبل الانتفاضات العربية. لكن انتشار الثورات العربية دفع الشباب الأوروبي لأن يحذو حذو زملائهم العرب ويخرجون إلى الشوارع للضغط من أجل تغيير أنظمتهم التى لا يمكنها استيعاب تطلعاتهم. وأكد رينيه أن درجة التوتر والقلق بين الشباب الأوروبي ليست موحدة في طريقة التعبير، فمستوى اليأس وانعدام الثقة في النظم الاجتماعية الراهنة يختلف اختلافاً كبيراً في جميع أنحاء أوروبا فهى أعلى فى دول شرق وجنوب أوروبا عنها فى الشمال التي بدأت تغير مجتمعاتها واقتصاداتها منذ سنوات.