كشفت دراسة جديدة قام بها باحثون فى جامعة ميتشجان الأمريكية أن حل المسائل الرياضية يجعل الإنسان أكثر ذكاءً، مما ينفى المفهوم السائد أن الذكاء ثابت وأنه متعلق أكثر بالجينات. وقد شملت الدراسة التى نشرت نتائجها مجلة (تايم) الأمريكية 62 طالباً فى المراحل الابتدائية والإعدادية الذين تم اختيارهم بشكل عشوائى للتدريب على واحدة من ألعاب الذكاء، حيث تم تقسيم الأطفال إلى مجموعتين، قامت المجموعة الأولى بتنفيذ تدريب عقلى يهدف إلى تحسين الذاكرة، والقدرة على تذكر واسترجاع المعلومات على المدى القصير؛ فى حين قامت المجموعة الثانية، بممارسة بعض المهارات الفردية، وقراءة بعض المعارف العامة والمفرادات. واستمرت المجموعتان فى هذا التدريب لمدة شهر، خمس مرات فى الأسبوع، مدة الجلسة 15 دقيقة. وتبين مع نهاية التدريب، أن العديد من الأطفال الذين شاركوا فى تدريب تحسين الذاكرة، ساهم ذلك فى تحسين ذكائهم عن طريق خمس نقاط رئيسية، وعلى وجه التحديد، فقد تحسن أداؤهم فيما يسمى باختبارات الذكاء المتدفق (الخام)، والقدرة على حل المشكلات الجديدة. ونوهت الصحيفة عن الجدل الدائر بين الباحثين منذ زمن طويل حول ما إذا كان ممكناً اعتبار الذكاء المتدفق مؤشراً حقيقياً على النجاح التعليمى، وما إذا كان من الممكن تطويره وتحسينه عن طريق التدريبات؛ حيث يعتقد بعض الباحثين أن الذكاء المتدفق منفصل ومستقل عن التعلم، والخبرات، والتعليم، وبالتالى فهو بالأساس يخضع للجينات؛ على العكس من الذكاء العام، الذى ينطوى على اكتساب الخبرات الحياتية. وختاماً، اتضح من نتائج الدراسة أن الأطفال فى ميتشجان قد تطور ذكاؤهم المتدفق، بالإضافة إلى أنهم حافظوا على مكتسبات التدريب على تحسين الذاكرة لمدة ثلاثة شهور بعد التدريب.