«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سنة مليئة بالوعود
الحد الأدنى للأجور.. حلم يناير
نشر في الوفد يوم 31 - 12 - 2013

يفتح بيوت صغار الموظفين ويكلف الدولة 200 مليار جنيه.. وعقبال الحد الأقصى
حلم يناير.. هكذا يري ملايين العمال والموظفين وأسرهم وعد رئيس وزراء مصر، حازم الببلاوي، بتطبيق الحد الأدني للأجور بداية من يناير 2014، والسبب تضارب التصريحات والآراء بشأن حقيقة إمكانية تحقيق حلم طال انتظاره في ظل تفاقم عجز الموازنة وارتفاع معدلات التضخم والأسعار وتدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية بعد جلاء الإخوان وبسببهم.. خبراء المالية والاقتصاد يرونه ناجحاً سياسياً وفاشلاً اقتصادياً وسيزيد أعباء الحكومة مما قد يجعلها تطبع البنكنوت عند تطبيق الحد الأدني للأجور والذي سيكلف ميزانية الدولة 200 مليار جنيه في ظل استمرار تراجع حجم الاستثمارات الكلية التي بلغت نحو 8.1٪ بقيمة إجمالية بلغت 73.5 مليار جنيه خلال الربع الأخير من العام المالي الماضي وكذلك اتساع الفجوة بين الاستثمار والادخار المحلي لتصل إلي 7٪ من الناتج الإجمالي، وهو ما أدي إلي ارتفاع معدل البطالة في مصر ووفقاً لبيانات جهاز التعبئة العامة والإحصاء بنسبة 13.4٪ من إجمالي قوة العمل وبزيادة قدرها 30 ألف متعطل بنسبة 0.8٪ رغم هروب 1.2 مليون مصري للعمل بالخارج وفقاً لإجمالي تصاريح العمل الصادرة للمصريين للعمل بالخارج من وزارة الداخلية.
الحكومة من جانبها، أكدت تطبيق الحدين الأدني والأقصي للأجور في يناير المقبل دون استثناء.. والخبراء من جانبهم يشككون في ذلك، والأسواق والتجار استعدوا لالتهام تلك الزيارات إذا ما صدقت الحكومة، فهل يتحقق حلم يناير 2014؟
الحد الأدني للأجور المناسب لحياة كريمة.. حلم ظل يراود جميع عمال وموظفي مصر وأسرهم وطال انتظاره منذ صدور حكم محكمة القضاء الإداري في أكتوبر 2010 بإلزام الحكومة ب 1200 جنيه، وقامت ثورة 25 يناير 2011 وحملت شعار «عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية» وتعاقبت معها الحكومات ولم يتحقق الحلم من عصام شرف وتأكيداته علي تطبيق الحد الأدني، ونهاية بتأكيدات حازم الببلاوي بأن حكومته لن ترفع الحد الأدني للأجور لأن الميزانية لا تسمح.. إلي إعلانه مؤخراً أن تطبيقه بداية يناير 2014، وأن هناك صعوبات في تفعيل وتطبيق الحد الأقصي للأجور دون استثناءات.. وتجدد الحلم من جديد للخلاص من الفقر والمعاناة بتطبيق الحد الأدني للأجور ولو بعد حين، خاصة بعد تشكيل حكومة الببلاوي ل «مجموعة وزارية للعدالة الاجتماعية»، إلا أن تصريحات وزير مالية الببلاوي صدمت الجميع وباعدت بينهم وبين حلمهم.. فقد توقع الدكتور أحمد جلال زيادة عجز الموازنة إلي 10٪ من الناتج المحلي الإجمالي بدلاً من 9.1٪ المستهدف خلال 2013/2014، عند تطبيق الحد الأدني للأجور، وأنه لذلك تعكف وزارة المالية علي دراسة الأثر المالي جراء التطبيق مطلع يناير المقبل، وليتجدد الأمل والحلم من جديد مع تأكيدات حكومة الببلاوي بتطبيق ليس فقط الحد الأدني للأجور وإنما بتطبيق الحد الأقصي كذلك، وعلي جميع العاملين بالجهاز الإداري دون استثناء في يناير المقبل، بعد الانتهاء من قاعدة بيانات أجور العاملين في الجهاز الإداري.
التنظيم والإدارة
وقاعدة بيانات الحد الأدني للأجور في عهدة وزارة المالية - وفقاً لتصريحات جيهان عبدالرحمن - رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، وذلك لترتيب وتحديد عدد الدرجات المالية للعاملين بالجهاز الإداري للدولة، المستحقين للحد الأدني للأجور من إجمالي 6 ملايين عامل بالجهاز الإداري والمحليات والقطاعين العام والأعمال العام.
وأوضحت أن الجهاز مازال يفحص حتي الآن بيانات القيادات بالدولة بدءاً من منصب رئيس الجمهورية حتي منصب مديري العموم الذين سيطبق عليهم الحد الأقصي للأجور في أول يناير، وعددهم 8 آلاف قيادة يتقاضي كل منهم أكثر من 50 ألف جنيه شهرياً.
وكان الدكتور أشرف العربي، وزير التخطيط رئيس المجلس القومي للأجور، قد أعلن عن تطبيق الحد الأدني للأجور في يناير 2014، وأنه مستمر في اللقاءات والتشاور مع العمال وأصحاب الأعمال قبل إقرار الحد الأدني للأجور للعاملين في القطاع الخاص لضمان زيادة حقيقية في دخول العاملين يجري بعدها وضع هيكل قومي للأجور يتغير سنوياً طبقاً للأسعار وبما يحقق العدالة الاجتماعية وعدم الإضرار بالمستثمرين ومناخ الأعمال في الوقت نفسه خاصة مع وجود تحديات لدي بعض القطاعات التي يمكن استثنائها حالياً من وضع حد أدني لها كالسياحة والغزل والنسيج والمنشآت الصغيرة، حيث إن الأوضاع الاقتصادية الحالية جعلت بعض القطاعات تعاني الكساد الذي انعكس بدوره علي ارتفاع معدلات البطالة ما يؤثر علي صعوبة تحديد حد أدني مناسب لها خلال المرحلة الراهنة.. وقد أشار «العربى» إلي وجود معوقات في قوانين العمل والتأمينات، ولذلك تقوم الحكومة حالياً بتعديل تلك القوانين لتلائم أصحاب الأعمال في القطاع الخاص مع وجود أكثر من 70٪ من العمال في القطاع غير الرسمي الذي يمثل نحو 18 مليون عامل، ولكل ذلك يقوم المجلس القومي للأجور بدراسة شاملة لإصلاح هيكل الأجور في مصر لوجود خلل كبير في منظومة الأجور علي المستوي القومي.
وحلم يناير.. بتطبيق الحد الأدني للأجور يزداد التمسك به، والأمل في تحقيقه بعد تصريحات حازم الببلاوي رئيس الحكومة في حواره مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» بأن الدعم سينخفض بنسبة 10٪ خلال 7 سنوات ولكن بعد تعريف وتهيئة المواطنين لدواعي هذا الخفض التدريجي وإلي حين الوصول لتحويل الدعم العيني إلي نقدي مع تفاقم مشكلات عدم وصوله إلي مستحقيه، وفي ظل ارتفاع نسبة الفقر في مصر وفقاً لآخر وأحدث تقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء إلي 26٪ خلال عام تولي محمد مرسي للحكم بزيادة أكثر من 1٪ خلال العام السابق علي حكمه وجماعته، حيث تشير البيانات إلي قيمة خط الفقر المدقع للفرد في عام 2012/2013 بلغت 2570 جنيهاً، أي 214 جنيهاً للفرد شهرياً، بينما بلغت قيمة خط الفقر القومي في العام نفسه إلي 3920 جنيهاً، أي 227 جنيهاً للفرد شهرياً.. فالمؤشرات الرسمية تقول إن 49٪ من سكان الريف علي سبيل المثال خلال عام 2012/2013 لا يستطيعون الوفاء باحتياجاتهم الأساسية من الغذاء وغيره مقابل 44٪ خلال 2008/2009، وهي نسبة تقل إلي الثلث في حضر الوجه القبلي.
الأجور.. والدستور
ومع قرب الاستفتاء علي دستور 2013 يتجدد الأمل في تحقيق حلم يناير بعد تأكيدات حازم الببلاوي رئيس مجلس الوزراء أن تطبيق الحدين الأدني والأقصي للأجور يأتي متوافقاً مع مبادئ مشروع الدستور الجديد للبلاد الذي يكرس المساواة والعدالة الاجتماعية ومن ثم فإن تطبيق الحدين الأدني والأقصي قرار جرىء وغير مسبوق يأتي ترجمة للأهداف والمبادئ التي قامت عليها ثورة 25 يناير، وأكدت عليها ثورة 30 يونية، متمثلة في تحقيق العدالة الاجتماعية.. فهل يتحقق الحلم؟.. أم سيظل بعيد المنال؟
تناقض حكومي
اللواء أبوبكر الجندي، رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، ووفقاً لتصريحاته، يري أن تطبيق الحد الأدني للأجور يزيد البطالة ويرفع الأسعار ويهدد الأمن القومي والاقتصادي، مرجعاً ذلك إلي أن تحديده ب 1200 جنيه سيؤدي إلي إحجام رجال المال والأعمال ورؤساء منشآت القطاع الخاص عن ضخ استثمارات وإنشاء مصانع جديدة، فضلاً عن اتجاه الكثير منهم إلي تغيير الأنشطة أو إغلاق مصانعهم خوفاً من الالتزامات المالية التي ستفرض عليهم نظير دفع رواتب العاملين لديهم بما تشملها من ضرائب وتأمينات وغيرها من المصروفات التي تمثل عبئاً عليهم، خاصة في الصعيد، إلي جانب تأكيد الدراسات أن رفع الحد الأدني للأجور سيزيد معدلات التضخم ومن ثم حدوث ارتفاع كبير في الأسعار، فالحد الأدني سيكلف الحكومة مليارات الجنيهات والتي ستحاول أن توفرها لصرف مستحقات العاملين بها، ومع تفاقم عجز الموازنة سيكون هناك مشكلة بالفعل.
ومخاوف وتوقعات رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أكدها وتناولها الملف السنوي ل «فاينانشيال تايمز» عن مصر والمشكلات والأوضاع الاقتصادية والسياسية بعد عزل محمد مرسي.. وأشارت إلي أن تطبيق الحد الأدني للأجور المقترح حل قصير المدي لتقليل الفقر ولكنه سيضيف أيضاً مشكلة جديدة إلي قائمة مشكلات أصحاب المال والأعمال والمصانع.
قرار ملزم
المهندس هاني محمود، وزير التنمية المحلية، أثني علي قرار والتزام الحكومة بتطبيق الحد الأدني للأجور في يناير 2014، علي جميع القطاعات المملوكة للدولة بنسبة 100٪، ويستثني من تطبيقه الشركات والقطاعات المملوكة للدولة ولمساهمين محليين وأجانب وبنسب شراكة لا ترقي ل 50٪ وكذلك لن يتم تطبيقه بأثر رجعي، وبالتالي لم يحسم تطبيقه بالنسبة للبنوك والبترول وبعض شركات الاتصال، لوجود شركاء ومساهمين أجانب هم في حاجة لأن يفهموا ويستوعبوا تداعيات قرار وضع حد أدني للأجور وجميع العاملين في الدولة.
وأشار وزير التنمية المحلية إلي أن المشكلة ليست في تطبيقه ونحن بصدد تطبيقه فعلياً، ولكن في دراسة الفوارق ما بين سنوات العمل والخبرة وما بين التخصصات الفنية والإدارية وهي مسئولية وزارة المالية ومعها وزارة التخطيط وهم يقومون بوضع كيفية تقليل الفوارق بين الدرجات، ولذلك نجد أن تطبيقه مشكلته في القطاع الخاص فيما يتعلق علي وجه الخصوص بالحد الأقصي لأن المطبق عليهم في الحكومة ليس بالكثير والعكس بالنسبة للقطاع الخاص فهم أغلبية من يطبق عليهم.
خبراء المالية والاقتصاد، انقسموا ما بين المؤكد لاستطاعة الحكومة تطبيق الحد الأدني والمتشكك في تطبيقه خلال 2014، فالدولة والاقتصاد المصري لا يزالا علي حافة الهاوية مما يستلزم الدراسة المتأنية لآثار أي قرار ومن قبل ذلك ما هي الموارد المتاحة للتطبيق دون تحمل الاقتصاد أي أعباء إضافية.
بنص الدستور
الدكتور عارف الدسوقي، أستاذ الاقتصاد بجامعة 6 أكتوبر نائب رئيس حزب الغد، يري أن الحكومة ستحاول الالتزام بتطبيق الحد الأدني خلال عام 2014، خاصة بعد الاستفتاء علي الدستور الذي تضمنت نصوصه صراحة علي هذا الالتزام لكل من أصحاب الأجور والمعاشات، ومن ثم فقد يكون العام الجديد عام حسم للأجور وتحريكها ولكنه في تجربة الحكومة ولكن علي عدة مراحل حتي لا تتحمل الميزانية العامة للدولة عجزاً جديداً ومتقدماً يجبرها علي طبق أوراق جديدة من البنكنوت للالتزام بتطبيقها للحد الأدني للأجور مما ينتهي بالاقتصاد إلي حالة من التضخم وارتفاع الأسعار وتدني بل وانهيار الجنيه وتراجع قوته الشرائية، ولذلك كان علي الحكومة طرح إجراءات وآليات تنفيذ هذا القرار.
ويري «الدسوقي» أنه كان ينبغي علي الحكومة ولجنة الخمسين أن ينص الدستور أيضاً علي الحد الأقصي والذي حددته الحكومة ب 35 ضعف الأدني، وواقعياً قد تصل ل 100 مرة ضعف من خلال بعض الأبواب الخلفية والمسميات المستحدثة، ولذلك كان ضرورياً أن يحدد الحد الأقصي علي أساس الدخول فقط وليس الأجور تحقيقاً لمبدأ العدالة الاجتماعية وبنص الدستور والقانون.
الدكتور حسن شكري، خبير إدارة الأزمات، يري أن الحكومة ستلتزم بتطبيق الحد الأدني خلال العام الجديد وستقوم بتقليل الإنفاق الحكومي لإتاحة الموارد اللازمة لهذا الالتزام وتطبيقه، ولذلك هناك ضرورة أن يتزامن مع زيادة الأجور زيادة كبيرة في الإنتاج وأن تدار منظومة العمل بفكر اقتصادي حقيقي، ويمارس الجميع من خلاله عملاً حقيقياً، ويحققون إنتاجية عالية ومنافسة مع مواجهة جادة للجشع والاحتكار بكل حسم وجميعها عوامل انطلاق الاقتصاد المصري مما يعود بالنفع علي أحوال المصريين المعيشية والاقتصادية.
الدكتور محمد النجار، أستاذ المالية والاقتصاد بجامعة بنها، يري أن تطبيق الحد الأدني للأجور كما طرحته الحكومة هو التزام في صورة أمنيات، لأن الحكومة الحالية لن تستمر بعد الانتخابات البرلمانية، ومن ثم سيكون عبء التطبيق وتحديد الالتزام من عدمه علي عاتق حكومة ما بعد الانتخابات، خاصة أن الحكومة الحالية ستكون خلال يناير موعد التطبيق أكثر انشغالاً بالاستفتاء علي الدستور وباقي الاستحقاقات المترتبة علي استكمال خارطة الطريق، كما أنه التزام خائف ومرتبك لاحتياجه لبعض القطاعات لأسباب انتخابية وتصويتية دستورية، ولذلك وجدنا فتح باب الحد الأقصي للأجور للاستثناءات مما يفقد الخطوة مغزاها بالضبط كما حدد الأقصي ب 35 ضعفاً للأدني، وعالمياً لا يتعدي عن 15 ضعفاً، ولذلك هذا الحد الأقصي سيزيد من عجز الموازنة العامة للدولة وما يستتبعه من ارتفاع الأسعار، ولذلك كان من الأجدي تمويل موارد الحد الأدني للأجور عن طريق الوفر المتأتي من تحديد الحد الأقصي المناسب، ومن ثم لا تسبب أي مشكلة بشأن الموازنة أو موارد التمويل.
ويري الدكتور محمد النجار، أنه ما لم يكن هناك سياسات وخطط ترفع الناتج القومي سندور في حلقة مفرغة بمعني زيادة الأجور وتحريكها تزيد من القوي الشرائية فترتفع الأسعار، وهكذا تتآكل أي زيادات في الأجور فتتكرر الأزمة وتواجه حكومات ما بعد الببلاوي، ومن ثم علي حكومة «الببلاوي» عدم الاستمرار في سياسة ترتيب حالنا وتمشية أمورنا دون العمل علي ضبط إيقاع السوق وإحكام رقابته.. حتي لا تذهب أي زيادة في الأجور لحساب الجاشعين والمحتكرين من التجار والمنتجين.
الدكتور رشاد عبده، رئيس المنتدي المصري للدراسات الاقتصادية، سبق ووصف قرار زيادة الحد الأدني للأجور ب 1200 جنيه بالكارثي لما له من آثار مفزعة علي الاستثمار وعلي شركات قطاع الأعمال وموازنة الدولة العاجزة، بل وعلي جموع المصريين، ويراه قراراً صدر دون دراسة خاصة ما يتعلق بفروق الرواتب ما بين الموظفين والعاملين في الدولة وبعضهم، علاوة علي أصحاب المعاشات وجميعها ستكلف ميزانية الدولة أكثر من 200 مليار جنيه، يضاف إلي ذلك ما سيؤديه من خراب للقطاع الخاص الذي إن طبقها سيكون علي حساب المصريين برفع أسعار منتجاتهم، خاصة مع خسارة 52٪ من شركات قطاع الأعمال منذ 25 يناير 2011 حتي 30 يونية 2013 علاوة علي تطبيقه وإن صح سيدفع الحكومة إلي طبع البنكنوت مما يؤدي إلي زيادة في التضخم ليصل ل 30٪ وهو طبقاً لأرقام الحكومة حالياً 12٪ مما سيزيد من عجز الموازنة إلي الضعف والمقدر حالياً بحوالي 240 مليار جنيه، ومن ثم ارتفاع جنوني في الأسعار يلتهم أي زيادة في الأجور، وفي النهاية سيجد المواطن نفسه مطحوناً أكثر وأكثر في الفقر والغلاء بل والتضخم.. ولذلك الأجدي بالحكومة تخفيض معدل التضخم ومواجهة الغلاء ومنافسة القطاع العام للخاص والاستيراد المباشر للدولة، وخلاص ذلك ستعجز الحكومة عن مواجهة ارتفاعات الأسعار مهما هيكلت من الأجور.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.