أعرب أعضاء مجلس الأمن الدولي اليوم عن بالغ القلق إزاء التدهور السريع للأوضاع الأمنية والأزمة الإنسانية الناجمة عن النزاع السياسي بين الزعماء السياسيين في جنوب السودان. وتلا رئيس مجلس الأمن الدولي السفير جيرارد آرو، مندوب فرنسا الدائم لدي الأممالمتحدة والذي تتولي بلاده رئاسة أعمال المجلس لشهر ديسمبر الجاري، بيانا علي الصحفيين أكد فيه أن أعضاء مجلس الأمن حذروا من التداعيات الخطيرة على الأمن والاستقرار في جنوب السودان على المدى الطويل، فضلا علي البلدان المجاورة والمنطقة. وقال رئيس مجلس الأمن إن ممثلي الدول الأعضاء استمعوا في جلسة المشاورات المغلقة اليوم الي احاطة قدمها ادموند موليت مساعد رئيس ادارة عمليات حفظ السلام، وأدانوا بشدة أعمال القتال والعنف ضد المدنيين واستهداف الطوائف العرقية، والتي أسفرت عن سقوط مئات القتلى والجرحى، وعشرات الآلاف من المشردين داخليا. وشدد أعضاء مجلس الأمن على ضرورة قيام جميع الأطراف بنبذ العنف بجميع أشكاله وحل الخلافات بالطرق السلمية. ودعا أعضاء المجلس الرئيس سلفا كير ونائب الرئيس السابق ريك مشار إلي إظهار القيادة في تحقيق حل سريع وسلمي لهذه الأزمة بالدعوة إلى وقف الأعمال العدائية فورا والبدء في الحوار، كما دعوا جميع الأطراف إلى حماية المعتقلين. ودعا أعضاء مجلس الأمن كذلك جميع الدول والمنظمات ذات الصلة إلى استخدام نفوذها مع القادة السياسيين في جنوب السودان لوضع حد للعنف والشروع في المصالحة. وفي هذا الصدد، رحب أعضاء مجلس الأمن بمبادرة الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيجاد) وأكدوا دعمهم في السعي لفتح الحوار والتوسط بين الزعماء الرئيسيين. وأدان أعضاء مجلس الأمن بأشد العبارات الهجوم على معسكر بعثة الأممالمتحدة في أكوبو ، في 19 ديسمبر مما أدى إلى مقتل اثنين من قوات حفظ السلام الهندية وجرح آخر ،اضافة الي مقتل لا يقل عن 20 من الضحايا المدنيين في المعسكر. وقال رئيس مجلس الأمن الدولي السفير جيرارد آرو مندوب فرنسا الدائم لدي الأممالمتحدة والذي تتولي بلاده رئاسة أعمال المجلس لشهر ديسمبر الجاري إن أعضاء مجلس الأمن أعربوا تعازيهم لعائلات الجنديين الهنديين وكذلك لحكومة الهند، ولبعثة أونميس، وطالبوا حكومة جنوب السودان بإجراء تحقيقات عاجلة في الحادث وتقديم الجناة إلى العدالة. وكد أعضاء المجلس على أن "تعمد توجيه هجمات ضد موظفين ومنشآت ومواد أو وحدات أو مركبات مستخدمة في مهمة من مهام قوات حفظ السلام، قد ترقى إلى جريمة بموجب القانون الدولي. كما أعرب أعضاء مجلس الأمن عن قلقهم العميق إزاء الهجمات على المدنيين وتزايد عدد المشردين، ودعوا جميع الأطراف إلى السماح والإسراع في الوصول الآمن ودون عوائق للمنظمات الإنسانية إلى السكان المحتاجين، واحترام المبادئ التوجيهية للأمم المتحدة المتعلقة بالمساعدة الإنسانية. وأكد أعضاء مجلس الأمن التزامهم القوي بسيادة واستقلال ووحدة و سلامة أراضيها جمهورية جنوب السودان. ووجهوا نداءا إلى القادة الرئيسيين المعنيين أن يرتفعوا إلى مستوى المسئولية، وبذل كل جهد ممكن لتحقيق تطلعات شعب جنوب السودان.