الانحطاط لا نشعر به إلا عند وقوعه جملة. قال أحد الأدباء: ((أمران لا يحدد لهما وقت بدقة، النوم في حياة الفرد، والانحطاط في حياة الأمة، فلا يشعر بهما إلا إذا غلبا واستوليا)) . التهاون في شرع الله : {يا يحيى خذ الكتاب بقوة} {فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة} {وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم} عدم تطبيق مبدأ الولاية بين المؤمنين: {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض} المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار ومنها عبدالرحمن بن عوف والأنصاري. الترويج للإشاعات. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِشِرَارِكُمْ؟ " فَقَالَ: " هُمُ الثَّرْثَارُونَ الْمُتَشَدِّقُونَ، أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخِيَارِكُمْ؟ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا " حسن لغيره. "الثرثارون" هم الذين يكثرون الكلام تكلفاً وخروجاً عن الحق، والثرثرة: كثرة الكلام وترديده."المتفيهقون" هم الذين يتوسعون في الكلام ويفتحون به أفواههم، من الفهق: وهو الامتلاء والاتساع بلا احتياط، قيل: أراد به المستهزىء بالناس، يلوي شدقه بهم وعليهم، وقيل: هم من يتكلمون مِلء أفواههم تفاصحاً وتعظيماً لنطقهم. "المتشدق: الَّذِي يَتَطَاوَلُ عَلَى النَّاسِ فِي الكَلَامِ. الطريقة الخطأ في معالجة القضايا: [1] معالجة الشريعة لقضية شرب الخمر. التدريج في الحكم.... [2] محاولة أمريكا منع شرب الخمر. منعت حكومة أمريكا الخمر، وطاردتها في بلادها واستعملت جميع وسائل المدينة الحاضرة كالمجلات والجرائد والمحاضرات والصور والسينما لتهجين شربها وبيان مضارها ومفاسدها ويقدرون ما أنفقته الدولة في الدعاية ضد الخمر بما يزيد على 60 مليون دولار، وأن ما نشرته من الكتب والنشرات يشتمل على 10 بلايين صفحة، وما تحملته في سبيل تنفيذ قانون التحريم في مدة أربعة عشر عاماً لا يقل عن 250 مليون جنيه، وقد أعدم فيها 300 نفس؛ وسجن 532335 نفس، وبلغت الغرامات إلى 16 مليون جنيه، وصادرت من الأملاك ما يبلغ 400 مليون وأربعة ملايين جنيه، ولكن كل ذلك لم يزد الأمة الأمريكية إلا غراما بالخمر وعناداً في تعاطيها، حتى اضطرت الحكومة سنة 1933 م إلى سحب القانون وإباحة الخمر في مملكتها إباحة مطلقة. التسليم المطلق للأحداث وعدم السيطرة على المواقف: العلاج: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ الْعَزِيزِ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7] قَالَ عُلَمَاؤُنَا - رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ - نَصْرُ الْعَبْدِ لِرَبِّهِ هُوَ اتِّبَاعُ أَمْرِهِ، وَاجْتِنَابُ نَهْيِهِ فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ كَانَ سَبَبًا لِنُصْرَةِ اللَّهِ تَعَالَى لَهُ، وَأَمْنِهِ مِمَّا يَخَافُ. وَقَدْ، وَرَدَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - جَاءَهُ كِتَابٌ مِنْ بَعْضِ جُيُوشِهِ بِالشَّامِ، وَهُمْ يُخْبِرُونَهُ فِيهِ بِأَنَّهُمْ قَدْ افْتَتَحُوا الْبَلْدَةَ الَّتِي نَزَلُوا بِهَا، وَكَانَ الْحَرْبُ بَيْنَهُمْ، وَبَيْنَ أَهْلِهَا مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ إلَى الزَّوَالِ فَبَكَى حَتَّى بَلَّتْ دُمُوعُهُ لِحْيَتَهُ فَقِيلَ لَهُ: أَتَبْكِي، وَالنَّصْرُ لَنَا، فَقَالَ: وَاَللَّهِ مَا الْكُفْرُ يَقِفُ أَمَامَ الْإِسْلَامِ مِنْ غَدْوَةٍ إلَى الزَّوَالِ إلَّا مِنْ أَمْرٍ أَحْدَثْتُمُوهُ أَنْتُمْ أَوْ أَنَا فَانْظُرْ إلَى مَا قَرَّرَهُ عُمَرُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - مَا نَظَرَ فِي النَّصْرِ، وَعَدَمِهِ إلَّا بِصَلَاحِ الْحَالِ، وَفَسَادِهِ فِيمَا بَيْنَ الْعَبْدِوَرَبِّهِ.راجع:المدخل: أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد العبدري الفاسي المالكي الشهير بابن الحاج (المتوفى: 737ه)- الناشر: دار التراث- الطبعة: بدون طبعة وبدون تاريخ. .راجع: بهجة المجالس وأنس المجالس: أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري القرطبي (المتوفى: 463ه) وفي دعاء استسقاء عمر بالعباس قال :"اللهم إنه لم ينزل بلاء من السماء إلا بذنب ، ولا يكشف إلا بتوبة". وأخرج البيهقي في الشعب عن الحسن أن عمران بن حصين ابتلي في جسده فقال: " ما أراه إلا بذنب , وما يعفو الله أكثر , وتلا: {ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم}. وقد قال الله-سبحانه وتعالى-:"بلى إن تصبروا وتتقوا",فقد علّق النصر بشرطين:بالصبر والتقوى.
فالصحابة- رضي الله تعالى عنهم-انتصروا لما حققوا ذلك في غزوة بدر وانهزموا بسبب أن بعضًا منهم- رضي الله تعالى عنهم- أخلوا بالشرطين في غزوة أحد وابتلوا- جميعًا- بالهزيمة لان الذنوب سبب من أسباب الهزيمة.
تأبى عقيدتنا ، تأبى أصالتنا ... أن يصبح العُرب أذيالاً وقُطْعانا فلا لشرقٍ ولا غربٍ نطأطئها... بل ترفض الجبهة الشماء إذعاناً هذه الأمة التي تقاعست عن النهوض للحاق بركب الأمم على رغم أنها تملك كل عناصر ومقومات القدرة على النهوض وأسباب التقدم، ومن ذلك أنها تملك 62 في المئة من احتياطي النفط في العالم ويمر عبر بحارها وممراتها المائية وقنواتها أكثر من 50 في المئة من تجارة العالم.
أمة ضعيفة في التسلح متخلفة في الصناعة، متخلفة في التكنولوجيا، ضعيفة في السياحة، ضعيفة في التعليم، متخلفة في الزراعة، ضعيفة في الإعلام، بل متخلفة حتى في الرياضة والفنون. ولأن كل الدول العربية والإسلامية ضعيفة، وهي متخلفة في كل المجالات ربط أعداء الإسلام بين التخلف والإسلام، وهو من ذلك براء وكل ذي بصيرة يعلم انهم كاذبون وهم يعلمون انهم كاذبون فإذا كانوا صادقين وان الإسلام سبب ضعفهم فلماذا يخافون من الإسلام الذي أشرقت حضارته على الغرب في عصور الظلام التي مرت بالغرب. والعجيب ان بعض أبناء الإسلام قد صدقوا هذه النظرية فأصبحوا يبحثون عن القوة والتقدم عند الآخر، سواء في الشرق أم في الغرب، وأصبح كثير من العرب والمسلمين يقسمون أنفسهم إلى (تقدميين) (ورجعيين) وغيرها من المسميات التي لا تخدم أهداف ومصالح الأمة. بقلم – د.على الله شحاتة الجمال: إمام وخطيب السيدة زينب