بعد نجاح عرض مسرحية «هنكتب دستور جديد» يعود المخرج الشاب مازن الغرباوي بعمل جديد بعنوان «طقوس الموت والحياة» ليترك بصمة أمل علي جبين المتفرج قبل مغادرته قاعة العرض ، حيث يتناول من خلاله حياة سيدة توفي زوجها وهي مازالت تنتظره بجانب قبره لأنها لا ترى حياة من بعد موت زوجها وفراقه، وبتوقيت وجود هذه السيدة بالمقابر توجد قيادة عسكرية مشددة حارسة لجثة أحد الثوار ليعاقب على ثورته، وأحد هذه القيادات العسكرية يرى هذه السيدة وينجذب إليها، وتبدأ بينهم قصة حب. عن العرض تحدث مازن قائلاً: «طقوس الموت والحياة» يحمل الهم الإنساني، ويوضح العلاقة الوطيدة بين المشهد السياسي والمواطن المصري، وهذا كان من أهم الأسباب التي جعلتني اختار النص بعد انتهائي من تقديم مسرحية «هنكتب دستور جديد»، خاصة أنني متحمس لتقديم عرض مختلف ويلقي الضوء علي الأحداث التي نمر بها لكن بصورة مختلفة. وأضاف: وبالرغم من تناول العمل الفكرة في قالب تراجيدي إلا أن المتفرج يخرج من العرض ليس حزيناً ولكن عنده بصيص من الأمل وهذا ما أردت التأكيد عليه في آخر مشهد من العرض عند خروج البطلة في اتجاه الضوء، لأن وجهة نظري أن المسرح له رسالة إيجابية يجب أن تصل للمتفرج، واسم العرض نفسه الموت والحياة أي الحياة التي تدب بعد الموت وتبعث الأمل للمشاهد لذلك تركت النهاية مفتوحه ليضع كل مشاهد تصوره، مع الاتفاق أنها انسلخت من الموت للحياة. وأشار «مازن» إلي أن اختلاف العرض عما سبقه يرجع إلي حاجة المتفرج للتنوع والاختلاف، وهذه النظرية تقدم في السينما، وأفضل مثال علي ذلك ما يقدمه الفنان أحمد حلمي حيث قدم فيلم «آسف علي الازعاج» بعد فيلم «كده رضا» الذي يختلف عنه تماماً، مما يجعل الجمهور لديه شغف المعرفة فيذهب للعرض ليشاهد ما هو جديد وهذا هو ما أسعي إليه. وعن استخدامه الأسلوب السينمائي في تنفيذه للعرض قال: «أنا مع فكرة أن كل وسيط يحتفظ بالإطار الخاص به، ولكنك داخل العمل يمكنك أن تصنع صورة مختلفة مع الاحتفاظ بالثوابت الأساسية للعرض مثلما حدث هنا حيث أردت تقديم صورة مبهرة ومعالجة مسرحية غير تقليدية مع الاحتفاظ بالقالب المسرحي، بجانب أننا نقدم عرضاً مسرحياً داخل قاعة لذلك حاولت أن يخرج بشكل غير تقليدي بعيد عن العلبة الإيطالية وهذا رفع من رصيد العرض عند المتفرج». وبسؤاله عن وجود إسقاطات سياسية عن الثورة والجيش داخل العرض قال: «المسرحية مكتوبة منذ فترة كبيرة وهي مأخوذة عن أسطورة يونانية قديمة، فأخذت منها جوهر الأسطورة، وفي النص الأصلي موقف الجيش سلبي وليس إيجابياً، ولكن اعتقادي ورؤيتي لما يحدث حولنا رأيت أننا يجب إظهار موقف الجيش وأنه درع الأمن والأمان للوطن، ففي النهاية هو من يحمينا وهذا هو ما أراه بعد ثورتين، لذلك أخرجت رجل الجيش بشخصية إيجابية تدفع الحياة للأمام. ونفي «مازن» ما يتردد حول أنه مدلل من قيادات وزارة الثقافة، وقال: من يقول إنني مدلل ليفعل مثلي، فأنا لا أنام لكي أنجح وأعمل مع فريق كبير بتعب وجهد لنصل لذلك النجاح، وأي قيادة في النهاية تتولي إدارة المسرح تريد مشاهدة دور العرض تعمل وبها جمهور.. وأكد «مازن» أنه لا تربطه بقيادات الوزارة أي علاقة غير العمل.. وأضاف: أريد توجيه رسالة لمن يقول ذلك اتعبوا واعملوا واجتهدوا ستجدون أنفسكم مدللين من الجمهور قبل القيادات، وحتي الآن لم تحتفل الدولة بي كأول شاب يحصل علي جائزة الدولة التشجيعية بعد 30 سنة، وكل ما حدث أن قام الفنان محمد الدسوقي مدير فرقة الطليعة بما أنني أحد أبنائها والفنان فتوح أحمد بتهنئتي بحضور عدد من الإعلاميين داخل المسرح. وعن مشاريعه القادمة قال: الخطوة القادمة قريبة علي مستوي التمثيل والإخراج في المسرح والسينما لأنني أريد إحراز تقدم في مشواري الفني، ولذلك اعتذرت عن أكثر من عرض مسرحي الفترة الماضية، ولكن يوجد مشروع مع لقاء الخميسي وميرنا وليد وعدد كبير من النجوم، بجانب عدد من المشاريع علي المسرح الخاص والعام وغالباً سوف تكون هذه الأعمال من تأليف وليد يوسف الذي اعتبره كاتباً مسرحياً لم يستغل حتي الآن، فلديه رصيد مسرحي كبير. وأنهي «مازن» حديثه قائلاً: «السينما حلم وارد تحقيقه بشكل سريع وبسيط ولكني لا أريد الظهور لمجرد التواجد، لأن الجمهور مازال يتذكر فيلم «بنات وسط البلد» مما يجعلني أريد الظهور بعمل يدفعني للأمام ويساعدني في مشواري الفني.