بدأ معهد الدراسات السياسية يوم الأحد الماضي دورته الجديدة بحضور الدكتورة كاميليا شكري عميد المعهد مساعد رئيس الحزب، والدكتور وليد الحداد الباحث الاقتصادي وخبير التنمية البشرية، بمشاركة العديد من الدارسين. في بداية اللقاء أكدت الدكتورة كاميليا شكري أن معهد الدراسات السياسية أسس عام 1987 بقرار من الزعيم فؤاد سراج الدين، ليكون مركزاً لتعبئة الشباب ورفع وعيه الثقافي السياسي حتي يمكنه المشاركة الإيجابية الفاعلة في شئون الوطن وأثبت نجاحه بصورة فاقت كل التوقعات وهو يعتمد علي التوعية السياسية لكل الاتجاهات والتيارات السياسية والإلمام بقضايا الوطن وأحواله السائدة عبر موضوعات لها أهميتها. وأضافت الدكتورة كاميليا شكري: إلي جانب ما يقدم في معهد الدراسات السياسية للشباب كان هناك حرص من الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد علي إنشاء وزارة للتنمية السياسية في حكومة الظل الوفدية، وهي الأولي في مصر بالرغم من وجودها في بعض البلدان الأخري بهدف التعبئة السياسية للجماهير لدفعها إلي المزيد من المشاركة، وفرض منهج تكافؤ الفرص خلال المشاركة في صنع القرار، خاصة الشباب. وقال الدكتور وليد الحداد، خلال المحاضرة الأولي للمعهد: إن هناك عدة معايير يمكن من خلالها تصنيف الدول إلي متقدمة ومتخلفة أهمها أن الدول المتقدمة تصنع الحضارة وتبتكر وتنتج ولديها تقدم علمي وحرية وعدالة اجتماعية، أما الدول المتخلفة فهي تعيش علي أعراض الحضارة، ومصر تحتل الرقم 118 من 174 دولة في معيار الشفافية والفساد، وإسرائيل تحتل الرقم 16، ومن المعايير المهمة هو عمر الدولة والموارد الطبيعية الموجودة به، ومساحة الدولة والعرق والجنسية واللغة والموقع الجغرافي، فدول مثل مصر والهند ضاربة في جذور القدم، مصر عمرها سبعة آلاف سنة، والهند أربعة آلاف سنة، ولكن لم تلحق بقطار التقدم، في حين أن دولاً مثل استراليا عمرها لم يتجاوز 200 سنة، ودولاً مثل اليابان 80٪ من مساحتها غير صالح لأي نشاط إنساني، وتعتبر من أهم اقتصاديات في العالم، وكذلك سويسرا دولة مغلقة ومعظم شهور السنة أرضها لا تصلح للزراعة، بسبب الجليد وظروف الجو، ومع ذلك تنتج أفضل منتجات الألبان وتعتبر بنك العالم. وأضاف «الحداد» أن الفرق بين الدول المتقدمة وغير المتقدمة هو نسق القيم الذي تم تشكيله عبر سنوات من طرق التعليم والثقافة، فغالبية الناس في الدول المتقدمة يلتزم بالمبادئ واحترام القوانين والنظام والانضباط والأخلاق والنزاهة والأمانة، وتحمل المسئولية وحب العمل والرغبة في الإتقان وثقافة الادخار والاستثمار، أما في الدول المتخلفة فقلة منها هي التي تؤمن بهذه الأفكار التي تجدها غريبة عن المجتمع، ونحن نعاني من نقص في الولاء والالتزام واتباع وتعلم هذه المبادئ التي قامت عليها الإنسانية في الماضي، وعندما نري خطأ نقول «فهلوة» وقد آن الأوان أن نستعيد مكانتنا كأمة قائدة ولا نرضي أن نظل قابعين في ذيل القائمة كأمة تابعة خانعة، وأتذكر هنا مقولة الإمام الغزالي «إن العمل الصعب هو تغيير الشعوب، أما تغيير الحكام فإنه يقع تلقائياً»، ومصر هي إشعاع الحضارة وأول دولة نظامية وإدارية تحكم وتدير عدة ملايين من البشر علي مر العصور، ونحتاج إلي استراتيجية متقدمة الأبعاد والتثقيف والتوعية والتعليم وخطاب ديني عصري يبرز المكون القيمي والمعاملاتي وإدماج المجتمع بكل مكوناته.