أثار فيلم «أسرار عائلية» للسيناريست هاني فوزي جدلاً بعد إعلان الرقابة رفض السيناريو بصورته الحالية وطلبت حذف 13 مشهداً لما فيها من ملاحظات يرون فيها خدشاً للحياء العام لأن الفيلم يتعرض لظاهرة الشذوذ الجنسي ويبدو أن الرقابة تهاجم الفيلم إعلامياً دون الإدلاء بتصريحات رسمية حتى أن الوفد طلبت تعليقاً من المخرج أحمد عواض رئيس الرقابة علي ما أثير حول الفيلم فرفض التعليق رغم ما ينشر عن العمل من جانب الرقابة بشكل غير رسمي وفي هذه السطور نعرض رد المخرج هاني فوزي علي الاتهامات التي وجهت لفيلمه الأخير الذي يتولي مسئولية إخراجه وننشر نص الملاحظات الرقابية التي تضمنها تقرير الرقابة حول السيناريو. في البداية أكد السيناريست هاني فوزي مخرج فيلم «أسرار عائلية» أن الفيلم يقدم حلاً للشذوذ الجنسي باعتباره مرضاً يمكن علاجه بشكل سيكولوجي ولا يوجد في العمل أية مشاهد إيباحية لأنه يتناول الشذوذ الجنسي وأسبابه وطرق علاجه دون الاعتماد علي الخوض في العلاقات المباشرة كما يدعي البعض. وأضاف أن الرقابة علي المصنفات الفنية لديها الكثير من الملحوظات أري أنها في غير محلها ومن الممكن أن يجاز الفيلم دون حذف مشاهد منه لأنه لا يخدش الحياء مع اعتماده علي الشكل العلمي في مناقشة هذه الظاهرة كما أنه يعطي بارقة أمل لمرضي الشذوذ الجنسي بأن هناك علاجاً لما يعانون منه وهذه مرة من المرات القلائل التي يعطي فيها الفن حلاً لأزمة أو قضية مجتمعية. ورد فوزي علي الحملة التي شنتها الرقابة متمثلة في رئيسها المخرج أحمد عواض بأنها شنت لتبرير رفض الفيلم أو عدم اجازته والتمسك بحذف الثلاثة عشر مشهداً بمثابة دفاع عن النفس من قبل الرقابة التي تخشي تحمل مسئولية عرض فيلم يواجه المجتمع بإحدي أزماته. وأكد فوزي تمسكه بالفكرة ليس لمجرد إثارة الجدل ولكنه تعامل مع الظاهرة بشكل علمي وقرأ العديد من الابحاث العلمية التي تؤكد وجود علاج للشذوذ الجنسي لطبيب نفسي في المانيا، بالإضافة لكثير من المراجع العالمية كما أن هناك طبيباً مصرياً يدعي «أوسم وصفي» متخصص في علاج الشذوذ الجنسي واستعنا بخبراته ليكون مستشاراً طبياً للفيلم. ونفي فوزي أن يكون متعمداً إثارة هذا الجدل سواء في فيلمه الأخير أو في أفلامه السابقة، مشيراً إلي أنه يقدم أعمالاً ذات هدف لأنه يقوم بعمله بطريقة فنية جادة لا تحمل أي هدف تجاري أو تحاول صنع «فرقعة» إعلامية ولكن الآخرون هم من يحاولون النيل من هذه الأعمال مثل موقف الرقابة التي تحاول أن تنفر الجمهور من الفيلم بدعوي أنه فيلم إباحي رغم أنه لا يحمل أية مشاهد جنسية فهم يخافون من إجازة الفيلم وتحمل مسئولية هذا القرار وهو ما لا يجب أن نرضخ له بعد ثورتين كلتاهما تنادي بحرية الإبداع ولا يوجد ما أقوله لأحمد عواض، إلا أننا نرجع للخلف لما قبل ثورتي يناير ويونيه. وأكد هاني فوزي أنه لا يستطيع التخلي عن المشاهد التي طلبت الرقابة حذفها لأن هذا الأمر يخل بمضمون العمل فلم تعترض الرقابة علي مناقشة فكرة الشذوذ الجنسي وهي الأصل في الموضوع ولكنها اعترضت علي الفروع أو تفاصيل صغيرة تحتاجها الدراما وتتناسب مع الموضوع لذا لم تبد الرقابة اعتراضاً عليه ولم ترفضه من الأصل. وأضاف أنه أبدي مرونة في بعض المناقشات ومستعد لإجراء تعديلات لا تخل بالدراما ولكن الرقابة لا تريد التنازل عن الثلاثة عشرة ملاحظة حتي لو طلبت التغاضي عن واحدة منها ويكتفون بالهجوم علي الفيلم بطريقه مضحكة. ووصف فوزي الملاحظات التي تتمسك بها الرقابة بأنها مضحكة مثل مشهد لشخص يبصق في كوب ومشهد لطبيب يعالج احد المرضي ويسأله بماذا يشعر فيقول إنه يحب زميله فسأله وهل تريد أن تنام معه أو الاعتراض علي جملة «دول هيطلعوا ميتين أبونا» ولقطة أخري لشخص يضع رأسه علي كتف زميله في السينما ولقطة لشخص يقذف بقبلة في الهواء لزميله ومشهد لشخص يقول لآخر «معلش أنا طردتك المرة اللى فاتت لأني كنت لسه راجع من العمرة» ومشهد للطبيب مع مريضه وهو ينصحه بمشاهدة أفلام بورنو لبنات بمايوهات ومشهد لشخصين يستلقيان علي سرير بعيداً عن بعضهما البعض يدخنان وينظران إلي السقف وأحدهما يسأل الآخر «إحنا هنخف إمتي؟ والمرض ده له علاج وللا لأ وللا إحنا هنفضل طول عمرنا كدا» والمشهد الوحيد الذي يشير للفعل يدور في الظلام ويوحي بعلاقة بين ولد وأخيه ولكنه من الخلف والولد يرتدي تيشيرت أسود ويغلق الكادر بظهره في الظلام فلا نشاهد أي فعل ولكنه يؤكد علي معني الاعتداء علي هذا الشخص وباقي الاعتراضات الثلاثة عشر مجرد شتائم بين الشخصيات.