تولى جماعة الإخوان المسلمون الملف الطلابى أهمية قصوى منذ نشأتها فى 1928 وحتى ارهاصات تصدعها الأخيرة، وتعتبره الملف الأخطر فى أجندة اهتمامات الجماعة، إذ توكل دائما مهام الاشراف اليه إلى الثقات من أبناء التنظيم. ورغم نبل المقصد الذى أنشأ حسن البنا القسم لأجله فى اخريات عام 1933 وبعد 5 سنوات من ميلاد الجماعة على يد «محمد عبد الحميد» أحد أبناء الجماعة المخلصين، إلا أنه تحول بفعل فاعل وبقصد مخطط له مسبقا الى ذراع متحركة لجماعة الإخوان المسلمون، لتجنيد الشباب الصغار وغرس قيم الجماعة فى عقولهم لاستخدامهم فى بسط يد البنا فى الجامعات والمدارس مستغلا فقرهم. ونشط طلبة الجامعة من أبناء الجماعة في نشر الدعوة في البلاد، فكانت قوافل الدعوة من الطلبة تذهب إلى البلاد لتوصل لها الدعوة، كي تنضم للتنظيم الإخوانى الوليد، ولا سيما بالبلاد الفقيرة التى لم تكن تعرف الراديو وقتها أو الخطباء المفوهين وكان الناس يعجبون هؤلاء الطلبة «الأفندية»، الذين يجيدون التحدث في أمور الدين فيقبلون على الدعوة ومبايعة الجماعة. وفى الفترة الاخيرة تناوب على الإشراف على قسم طلاب جماعة الإخوان المسلمون قياديان الدكتور محمد البلتاجى ثم الدكتور رشاد بيومى، إلى أن تم اسناد مهام الاشراف على القسم ل «التاجى» مرة أخرى قبل أحداث 30 يونية، لاستخدام طلاب الجماعة فى الجامعات المصرية لمناهضة الموجة الثورية الثانية فى يونية. مظاهرات الأزهر واعمال الشغب التى شهدتها اروقة الجامعة لم تكن الاولى فى تاريخ الجامعة العريقة، ففى عام 2000 انلعت مظاهرات عنيفة فى الجامعة بسبب إجازة الأزهر الشريف لرواية «وليمة لاعشاب البحر» للكاتب السورى حيدر حيدر وتجاوزت الاصابات ال50 مصاباً وقتها. وفى عام 2006 قام طلاب الإخوان المسلمون بعمل عرض عسكرى فى الجامعة أمام مكتب رئيس الجامعة باستخدام الجنازير وتم فصل 7 طلاب من الجامعة وإلقاء القبض علي 140 آخرين، فيما عرفت بقضية «ميليشيات جامعة الأزهر» التي اتهم فيها القيادي الإخواني خيرت الشاطر بتمويل هذه الميليشيات، واعفاء الدكتور محمد البلتاجى عضو مكتب الارشاد وقتها من الاشراف على ملف قسم الطلبة بالجماعة. كما شهد مطلع العام الحالى تظاهرات عنيفة لطلاب جماعة الإخوان المسلمون بجامعة الأزهر بالتزامن مع بدء تحرك الطلاب فى باقى جامعات مصر، وترجع تلك التظاهرات لتسمم 500 من الطلاب المقيمين بالمدينة الجامعية إثر تناولهم لإحدى الوجبات المسممة وطالبوا بعزل شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، الأمر الذى أوضح ان التظاهرات كانت موجهة ومخططاً لها لتستغلها الجماعة سياسيا. بينما أعلنت حركة «طلاب ضد الانقلاب» المنتمية لجماعة الاخوان المسلمون مؤخرا البدء فى فعاليات «أسبوع الصمود» بكل الجامعات المصرية وفى مقدمتها جامعات الأزهر وعين شمس والقاهرة، للمطالبة بعودة الرئيس المعزول محمد مرسى ولتعطيل الدراسة فى الخطة التى أطلقتها الجماعة مؤخرا لعمل عصيان مدنى. تتزامن الدعاوى مع بدء أولى محاكمات الرئيس المعزول محمد مرسى والمقرر تنفيذها اليوم 4 نوفمبر، وتهديد الطلاب بإعلان العصيان المدني داخل الجامعات لحين تنفيذ مطالبهم. وأعلنوا عن بدئهم التجمهر أمام مبانى الجامعات خلال الأسبوع الجارى لمساندة الرئيس المعزول خلال محاكمته، لافتين إلى أنهم سينظمون مظاهرة أمام المبنى الإداري للجامعة بمدينة نصر. وكشف «صهيب عبد المقصود» المتحدث الرسمي باسم طلاب الإخوان المسلمون فى بيان صحفى له إنه سيتم الحشد بكل جامعات مصر خلال الأسبوع المقبل، مؤكدًا أن الحركة تعتمد التنسيق مع كل شباب الجامعات لتنظيم الفعاليات بشكل أقوى. بينما اعتبر طلاب منتمون لأحزاب سياسية وحركات ثورية أن جماعة الإخوان المسلمون استنفدت الحيل فى الحشد للمليونيات الأخيرة التى دعت لها، وطوال ال100 يوم الاخيرة والتى تلت عزل الرئيس محمد مرسى، فشلت الجماعة فى حشد أنصارها للخروج بمظهر لائق فى الميادين والمسيرات التى دعا التحالف الوطنى لدعم الشرعية والشريعة المساند للجماعة. وظهر جليا ان الجماعة لجأت الى استخدام طلاب الجامعات بعد كسر الحلقات الوسيطة من البسطاء والمهمشين وأبناء المناطق الشعبية وكسر التعبئة والحشد داخل الجماعة، بالإضافة إلى أن بعض القطاعات شعرت بأن الجماعة لا تسعى سوى لمصلحتها ومن المستحيل أن يعودوا للسلطة وأن الشعب يصر على خارطة المستقبل. يرى «محمد عبد الرحمن هلال» المتحدث الرسمى باسم اتحاد طلاب جامعة القاهرة وأمين طلاب حزب التجمع، أن محاولات جماعة الإخوان المسلمون المستمرة لتفجير الأوضاع داخل الجامعة محاولة أخيرة بائسة والكارت الأخير لجماعة الإخوان المسلمون بعد أن فشلت في الحشد في الشارع. وأضاف أن ما شاهدته الجماهير المصرية من محاولات البلطجة داخل جامعة الأزهر من بضعة افراد لا يتجاوز عددهم الألف طالب علما بأن عدد طلاب جامعه الأزهر يتعدي ال 450 الف طالب دليل علي فشلهم في الحشد حتى داخل الجامعات والقوى السياسية ترفض أسلوب الحشد المضاد. ولفت إلى أن الجماعة تسعى لتحويل الجامعة إلي ساحة حربية، مشيرا إلى ان الأمر الآن متروك بيد أمن الجامعة اذا تعدت مظاهراتهم حدودها السلمية، والفيصل بيننا وبينهم هو انتخابات اتحاد الطلاب فمثلما فشلوا العام الماضي في الحصول على أغلبية داخل كل الجامعات نعدهم بالفشل هذا العام أيضا. وشدد على أنه أصبح من الضرورى الآن اكمال العام الدراسي لأن توقفه أو الغاءه يجعل الإخوان منتصرين، ويساعد فى نجاح دعاواهم للعصيان المدنى. بينما قال «رامز المصرى»، المتحدث الاعلامى للجبهة الحرة للتغيير السلمى: إن تظاهرات الطلاب المنتمين لجماعة الإخوان المسلمون بالجامعات تحصيل حاصل، ومراد بها لفت الانتباه بأن المطالبة بعودة الرئيس المعزول تتم على أكثر من مستوى، ووصفها بأنها بمثابة كارت أخير ترميه الجماعة قبل محاكمة قياداتها بدعاوى التحريض على العنف. وشدد «المصرى» على أن الإخوان فى الجامعة ظهروا بصورة محدودة الأمر الذى جعلهم يلجأون للعنف، بهدف تعطيل الدراسة، مطالبا بفصل من يثبت اشتراكه فى أحداث العنف التى شهدتها الجامعات المصرية.