تواصلت تداعيات الفضيحة الأمريكية وتجسسها على دول العالم ، واعلنت دول البريكس صاحبة أسرع نمو اقتصادي بالعالم «البرازيل ، روسيا ، الهند ، الصينوجنوب أفريقيا» عن تدشين مشروع يعد الاول من نوعه فى العالم لمد كابل بحري من الألياف البصرية يربط بينها في شبكة غير قابلة للاختراق والتجسس الامريكى ، ونقل موقع روسيا اليوم عن صحيفة «هيندو» الهندية أن دول مجموعة البريكس تقترب من استكمال المشروع ، وان الكابل الذي يبلغ طوله 34 ألف كيلومتر سيربط بين مدينة فلاديفوستوك شرق روسيا وفورتاليزا في البرازيل مروراً ب شانتو الصينية وتشيناي الهندية وكيب تاون في جنوب إفريقيا، وسيخلق هذا شبكة غير معرضة للتنصت الأمريكي، وسيكون بمقدرة دول البريكس إصدار تشريعات تجبر القوى الرئيسية في الانترنت مثل «جوجل» و«فيسبوك» و«ياهو» على تخزين كافة المعلومات التي يتم جمعها داخل دول المجموعة محليا، كي لا تتمكن وكالة الأمن القومي الأمريكية من الوصول اليها. ومن شأن «كابل البريكس» ربط دول البريكس بالولاياتالمتحدة أيضا، بالإضافة إلى ربط الشبكات الإقليمية في آسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية ، وسيوفر خدمات الانترنت في 21 دولة إفريقية، ومن جانبها اكدت الحكومة الألمانية انها تأمل بالحصول على معلومات عن التجسس الأمريكي من ادوارد سنودن عميل الاستخبارات الامريكى ومفجر فضيحة التجسس لفضح المزيد من المعلومات السرية فى هذا الاطار ، والتقى النائب الألماني عن حزب الخضر هانس كريستيان شتروبيله مع سنودن في موسكو يوم الخميس ، للحصول منه على معلومات حول التجسس على تليفونات المستشارة انجيلا ميركيل، فيما اعلنت واشنطن انها تعيد النظر فى ممارسات وكالات الاستخبارات، واكدت الولاياتالمتحدة انها بصدد اعادة النظر و«مراجعة» انشطة المراقبة والتجسس التي تقوم بها وكالات الاستخبارات الامريكية، وذلك تنفيذا لامر اصدره الرئيس باراك اوباما مطلع هذا الأسبوع، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية جنيفر بساكي «نحن نجري مراجعة» لبرامج التنصت والمراقبة التي تقوم بها وكالات الاستخبارات الأمريكية. واضافت خلال مؤتمرها الصحافي اليومي «ما كنا لنجري هذه المراجعة لو لم نكن نعتقد ان هذه البرامج تستحق التمعن فيها من كثب»، مؤكدة انه «اذا تبين بنتيجة هذه المراجعة ان هناك حاجة الى اجراء تغييرات فبالتأكيد سنكون منفتحين على إجرائها». ولا تزال فضيحة انشطة التنصت الواسعة النطاق التي مارستها وكالة الامن القومي الامريكية والتي كشفتها تسريبات المستشار السابق في الوكالة ادوارد سنودن تكبر ككرة ثلج، وكان آخر ما تكشفت عنه ما نشرته صحيفة واشنطن بوست من ان وكالة الامن القومي ترصد بيانات مئات الملايين من مستخدمي عملاقي الانترنت جوجل وياهو ، واكدت واشنطن بوست استنادا الى وثائق حصلت عليها من سنودن، اللاجئ حاليا في روسيا، ان البرنامج الذي اطلق عليه اسم «موسكولار» ونفذته وكالة الامن القومي الامريكية مع نظيرتها البريطانية يسمح للوكالتين بجمع معلومات من الالياف البصرية التي يستخدمها عملاقا الانترنت. واضافت ان الوكالة الأمريكية جمعت معلومات عن مئات الملايين من مستخدمي جوجل وياهو خارج الولاياتالمتحدة ، ونفت جوجل وياهو اي علاقة لهما بوكالة الامن القومي، وانضمتا الى كل من «آبل» و«مايكروسوفت» و«فيسبوك» و«ايه او ال» في توجيه رسالة مشتركة الى الكونجرس الامريكي تطالبه فيها بمراقبة افضل لانشطة وكالات الاستخبارات، ولا سيما لجهة حماية الحياة الخاصة.