حذرت وكالة رويترز للأنباء من التأثير العكسي لقرار أوباما بوقف المساعدات عن مصر. وأضافت أن القرار قد يدفع القاهرة لطلب المساعدات من اماكن أخرى، وهو ما يقلص دور واشنطن في التأثير على مصر. وأوضحت أن واشنطن تواجه مأزقا في التعامل مع مصر حليفها الرئيسي في المنطقة والتي تسيطر على قناة السويس، وتربطها معاهدة سلام بإسرائيل. يأتي ذلك بعد أن أعلنت الولاياتالمتحدة وقف تسليم دبابات وطائرات مقاتلة وهليكوبتر وصواريخ للقاهرة، بالإضافة إلى مساعدة نقدية قيمتها 260 مليون دولار لدفع الحكومة المدعومة من الجيش للسير في طريق الديمقراطية. وأضافت الحكومة المصرية ثاني أكبر متلق للمساعدات الأمريكية بعد إسرائيل إنها لن تستجيب للضغط الأمريكي، مشيرة إلى قدرة الجيش الذي يقود حملة على جماعة الاخوان المسلمين ابداء تحد أكبر. وأوضحت رويترز أن ما يقلق الولاياتالمتحدة هو امكانية لجوء الجيش المصري وهو أكبر الجيوش العربية لدولة منافسة للحصول على مساعدات بعد العلاقات الوثيقة التي ربطته بالولاياتالمتحدة على مدى عشرات السنين. ونقلت رويترز عن مسئولين مصريين لم تذكر اسماءهم تراجع ثقة العسكريين في الولاياتالمتحدة خلال الأزمة السياسية التي اندلعت بعد عزل مرسي. وأوضحت أن العسكريين ثار غضبهم في وقت مبكر عندما بدأت الولاياتالمتحدة في التلميح باتخاذ إجراء لإظهار استيائها لعزل مرسي. وأوضح المسئولون العسكريون أن خفض المساعدات لم يفاجئهم. وحسب الوكالة ، قال مصدر عسكري «لدينا قول مأثور نتداوله بيننا.. المتغطي بالامريكان عريان.»وأضاف «الامريكيون يغيرون مواقفهم بناء على مصالحهم ولا يتبعون مباديء. لكننا نعلم كذلك أن ما يقولونه أو يلمحون إليه يمكنهم القيام به وفي نهاية الأمر هم لا يريدون ان يخسروا مصر.»ويدرس الجيش المصري خياراته. وقال المصدر العسكري دون الخوض في التفاصيل «الجيش لديه خطط بالتأكيد لتنويع مصادر الأسلحة تشمل الذهاب إلى روسيا.» وأضافت رويترز أن محاولات الامريكيين الترويج لفكرة الديمقراطية وعودة الاخوان للحياة السياسية عمق الافتقار للثقة في الولاياتالمتحدة، فتزايد بدرجة كبيرة الحديث عن مؤامرات أمريكية لتقسيم مصر وعن الشرق الأوسط الكبير. ويصدق الجيش بعض نظريات المؤامرة ومنها تلك التي تقول ان إسرائيل حليفة الولاياتالمتحدة تريد حكم الإسلاميين في الشرق الأوسط لتبقي على المنطقة في حالة اضطراب. وقال أحد القادة العسكريين «حكم الإسلاميين للعرب سيكون كافيا لضمان أن تبقى إسرائيل أكبر قوة في المنطقة.» وأضافت ان الكثير من المصريين اصبحوا يعادون جماعة الإخوان التي استخلصوا بمرارة أن الولاياتالمتحدة تدعمها، بينما يعتقد العديد من أعضاء الاخوان أن إدارة أوباما كانت وراء تدخل الجيش للإطاحة بها. وأضافت أن مصداقية واشنطن أصبحت على المحك، وليس امامها من فرصة لإجبار الطرفين على المصالحة والمشاركة في عملية ديمقراطية تشمل جميع الاطياف السياسية.وأضافت أن الاتحاد الأوروبي الذي ينظر إليه باعتباره أكثر حيادا لم يتمكن من احراز تقدم في هذا الاتجاه.