قبل عام كامل كانت الطبيبة البريطانية، فيونا رينولدز، في زيارة لباكستان عندما شاهدت تقريرًا تليفزيونيًا عن الطفلة ملالا يوسف زاي التي استهدفتها جماعة طالبان بالرصاص بسبب دعوتها لفتيات بلادها للتعلم في المدارس. حينها طلبت الحكومة الباكستانية من الطبيبة فيونا زيارة الطفلة ملالا في أحد مستشفيات بيشاور حيث كانت تتلقى العلاج، وتقول الطبيبة في أول لقاء صحفي معها لسكاي نيوز "لقد كانت ملالا مريضة جدًا.. كانت على وشك الموت..". وتتابع "الأطباء الباكستانيون أخبروا والدها أن يصلي لها ما دفعه للشعور بأنه على وشك أن يفقد ابنته فبدأ بإعداد مراسم الجنازة والدفن". وكشفت فيونا أن "جميع العمليات التي أجريت لملالا كانت ناجحة إلا أن فقر قسم العناية المشددة بالمعدات اللازمة كان غالبًا سيؤدي إلى أذية دماغية لها أو حتى الموت". هذا ما كان سببًا رئيسيًا لنقل ملالا إلى مستشفى آخر حيث ساهمت الطبيبة فيونا في الإشراف على حالة ملالا الصحية خلال نقلتها جوًا من بيشاور إلى راولبنديز، كما عملت على مراقبة ومتابعة حالتها في ساعات حرجة للغاية عقب وصولها لتتحسن صحتها لاحقا مع زوال خطر الالتهابات والمضاعفات. مجددًا وجدت الطبيبة فيونا أن قسم إعادة التأهيل الموجود في مستشفى راولبندي غير متطور بشكل كاف لمساعدة ملالا على التحسن فاقترحت نقلها إلى برمنغهام ثاني أكبر مدن بريطانيا لمتابعة العلاج هناك. وبالرغم من دور الطبيبة البريطانية فيونا رينولدز المفصلي في نجاة وعلاج الطفلة الباكستانية ملالا إلا أنها فضلت الاحتفاظ ببعض الأسرار لأسباب أمنية. ويبدو أن الطبيبة البريطانية لا تسعى نحو الشهرة من خلال قصة ملالا حيث أن أصدقاءها لم يكونوا على علم بتفاصيل تلك الوقائع، لكنها رضخت لإصرار ملالا بأن تذكر تفاصيل ما حدث معها. وتضيف الطبيبة فيونا "لم أود في أن يتم ذكر اسمي في كتاب ملالا إلا أنها ألحت على ذلك". وفيما يتعلق بالتوقعات بنيل ملالا جائزة نوبل للسلام لتكون بذلك أصغر فائزة في تاريخ هذه الجائزة تقول رينولدز "أنا متعاطفة معها.. اعتقد أنها تستحق تلك الجائزة.. ولكن الأمر متروك للجنة لاتخاذ القرار".