أعجبنى التنسيق الأمنى الشامل بين مصر والسعودية لتأمين الحجاج فى المشاعر المقدسة، فهناك خطط أمنية منظمة بين الجانبين، لتفويت أية فرصة على دعاة التخريب والإفساد للشعيرة الدينية المقدسة التي ينتظرها المسلمون كل عام بفارغ الصبر.. فهناك انتشار أمنى كثيف لتأمين الحجيج وتوفير الراحة لهم دون عناء أو مشقة. والمعروف أن عمليات التنسيق لم تأت من فراغ ولا وليدة اللحظة.. والمدقق للأمر يجد أن هذا سبق عملية بدء موسم الحج بفترة زمنية.. وإذا كانت جماعة الإخوان الإرهابية تنتهز المناسبات والظروف التاريخية، للعكننة على خلق الله، فإن هناك عيونًا ساهرة ترصد كل هذه الظروف لتفويت الفرصة على الذين يريدون افساد شعيرة الحج. والمعروف أن السعودية ضالعة فى مواجهة مثل هذه المواقف، لسابق تجربتها مع الإيرانيين الذين حاولوا مرارًا وتكرارًا فى مواسم الحج، تحويل أداء الشعيرة الإسلامية المقدسة إلى تظاهرة سياسية وافساد موسم الحج على المسلمين القادمين من أنحاء الدنيا.. وفى هذا العام ظهر عدو جديد ارتدى ثياب الواعظين كالثعالب وهم «الجماعة» الإرهابية التى روعت الشعب المصرى وأفسدت عليه حياته طوال اثنى عشر شهرًا حكمت فيها الجماعة مصر، وارتكبت فيها ومازالت الكثير من الحماقات والسفاهات، والقتل والذبح والسحل، لكن المثير والمقرف حقًا هو استغلال شعيرة الحج لترويع حجاج بيت الله الحرام، ألا يعلم هؤلاء أن هذه فريضة لا يكتمل اسلام المرء إلا بها إذا كان مستطيعًا.. فماذا تجنى «الجماعة» الإرهابية من محاولات افساد فرض من فروض الدين؟!.. هل افساد الحج يعود بهم مثلاً إلى الحكم مرة أخرى؟!.. وهل من الدين فى شىء ترويع حجاج بين الله الحرام؟!! الخطط الأمنية الموضوعة بالتنسيق بين الجانبين المصرى والسعودى فى المشاعر المقدسة تحول تمامًا دون ارتكاب أية مظاهر لإفساد موسم الحج، وهناك تعليمات صارمة وشديدة بالتعامل بحزم مع كل من يخالف أداء فريضة الحج، فالجانب الأمنى السعودى لا يعرف هوادة فى هذا الشأن، وبصراحة شديدة توجد عمليات تأمين واسعة لجميع الحجاج فى المدينةالمنورة ومكة المكرمة وباقى المشاعر المقدسة فى عرفات ومنى. وأضم صوتى إلى ضرورة التعامل بمنتهى الحزم والشدة مع من يثبت تورطه فى محاولة افساد موسم الحج ، لأن من يفعل ذلك، أقل وصف أن يوصف به هو خارج على الدين والملة، ولأن هذه الأفعال الإرهابية لا تصدر إلا من خونة تكفيريين لا يعرفون دينًا ولا خلقًا والضرب على أيديهم بالحديد والنار بات واجبًا وطنيًا وهذا ما يحدث بالفعل.