خرجت مسيرة في عدد من المدن البريطانية هي الأولي من نوعها في العالم، وضمت النساء اللاتي تعرضن للاغتصاب وهن يرفعن لافتة كبيرة مكتوبا عليها "مسيرة العاهرات"، للتنديد بظاهرة الاغتصاب التي تعاني منها المجتمعات الأوروبية، وخاصة المملكة المتحدة. وذكرت صحيفة (جارديان) البريطانية أن المسيرة التي جرت في مدينة جلاسجو قادتها طالبة بالمدرسة عمرها 16 عاماً، ويطلق عليها رفيقاتها "رئيسة العاهرات"، وأنه بالرغم من أن لون بشرة الفتاة أبيض كالثلج إلا أنها تبدو صغيرة ومظلمة، وتضع وردة حمراء في شعرها، وتهتف في الحشد المكون من حوالي 100 إمرأة بعصبية وحماسة. وقالت الفتاة التي نظمت المسيرة للصحيفة: "المرأة لها الحق في أن تلبس ما تريد دون أن يهاجمها أحد بدعوى أن ملابسها مثيرة". وأضافت: "مهما كان ما نرتديه وأينما ذهبنا، لا ينبغي أن نتعرض للاعتداء". وتقول السيدة "ه"، 30 عاماً، رفضت ذكر اسمها: "تعرضت للاعتداء الجنسي عندما كان عمري تسع سنوات، علي يد الأطفال في المدرسة، ومع ذلك تعرضت لللوم والاتهام بأني كنت منزوية بمفردي في أحد أركان الملعب مما دعاهم لمهاجمتي بعيدا عن العيون". وأضافت "ه": "من حق المرأة أن تأمن على نفسها في أي مكان وإن كانت منفردة بدون مجموعة، فمن حقها أن تذهب إلي أي مكان يحلو لها، فالرجال يمرون في أوقات متأخرة بالمناطق النائية ولا يخشون علي أنفسهم الاغتصاب". واستطردت: "أتيت خصيصاً من مقاطعة دورهام للمشاركة بالمسيرة، وطلبت من والدتي وصديقتي أن تأتيا معي لكنهما رفضتا". وتقول سارة 37 عاما، وهي ترتدي ملابس ألوانها مشرقة تجعلها تبدو مثل الطيور: "أعلم أني أشارك في مسيرة تحت عنوان غريب وهو "مسيرة العاهرات"، ولكن الصدمة التي تعرضنا لها في مقتبل حياتنا تجعلنا قادرين علي صدم الآخرين حتي ينتبهوا لنا، فالاغتصاب ممارسة بشعة ولقد تعرضت له وأنا طفلة في سن العاشرة". وتقول كاتي كوليناني، 26 عاماً: "لقد تعرضت للاغتصاب عندما كان عمري 18 عاماً، ولقد شعرت بالرعب من الذهاب إلى الشرطة، فكنت أعرف ما سيقولون عندما أحكي لهم الحادثة، ومع ذلك كنت خائفة مما سيقولونه، وقيل لي حينها أن أضعها في ذاكرتي كتجربة". وأوضحت: "معظم النساء يتعرضن للاغتصاب من قبل شخص يعرفنه، ومن الغريب والكاذب أيضاً أن المعتدي غالباً ما يزعم أنه كان في حالة سكر، أو أنه أحد أعراض الحرمان الجماعي". وأشارت الصحيفة أنه على طول المسيرة كان الناس يخرجون من المتاجر، وينظر بعضهم إلى المسيرة بغضب، والبعض الآخر يلقي أكياس التسوق الخاصة به للانضمام للمسيرة. ومن المثير للاهتمام أن عدداً من الرجال انضم للمسيرة وبعضهم الآخر يقف على الحياد.