عادت الحياة إلي طبيعتها في مركز كرداسة وغلب الاعتدال علي خطب الجمعة في كافة مساجد كرداسة ولم تتطرق من قريب أو بعيد لما حدث وسيطرت حالة من الارتياح بين أهالي كرداسة باستثناء مظاهرة في وسط القرية تطالب بإسقاط حكم العسكر وترفع شعار رابعة. ولوحظ اختفاء جنود الشرطة والجيش من جميع الشوارع بشكل يدعو للاطمئنان، أما عند القسم والمسجد المسرح الرئيسي للأحداث فلم يكن هناك أي شيء غير طبيعي وانتشرت المدرعات وعربات الشرطة أمام القسم وأهالي كرداسة يحيطونهم بحب وتم فتح جميع المطاعم والمقاهي التي تقع بجانب القسم وبالطبع مازالت هناك صعوبة في الذهاب أو مغادرة كرداسة حتي الآن. وفي ساعة متأخرة من مساء أمس الأول توجه مجموعة من التجار إلي ضباط القسم للترحيب بهم وقدموا لهم المياه الغازية والبلح للتعبير عن سرورهم بما فعله الضباط والجنود الذين لم يمسوا أي فرد من الأهالي بأذي أثناء عملية القبض علي المتهمين واختفت عمليات البحث عن المتهمين داخل المدينة، ومازال البحث جارياً في الظهير الصحراوي والمناطق الزراعية والجبلية المجاورة لكرداسة وناهيا وأبو رواش. وألقت قوات الأمن أمس القبض علي 90 متهماً من العناصر الارهابية منهم مقحمو قسم الشرطة، وبينهم محامي محمد نصر الغزلاني المتهم الرئيسي في اقتحام القسم. انتقلت «الوفد» بصحبة إحدي الحملات التي ألقت القبض علي المتهمين، وتم القبض علي نجاح طاهر الشربيني محامي محمد الغزلاني داخل منزله بشارع عثمان بن عفان وداهمت الشرطة المنزل والقبض عليه دون مقاومة، كمال ألقت قوات الأمن المركزي القبض علي بدر محمد الشهير بالشيخ «بدر» أحد الذين قاموا بسحل ضباط القسم، وحاولوا الهرب من شباك المنزل، إلا أن القوات لاحقته وألقت القبض عليه. أكد اللواء محمد فاروق نائب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة أن الشرطة مستمرة في ملاحقة العناصر الارهابية والاجرامية ومقتحمي قسم كرداسة، وأنه تم القبض علي اثنين صباح امس هما: مدحت فاروق واحمد شقلوف من منزلهما بدون أي مقاومة. ووجه اللواء «فاروق» الشكر لأهالي القرية علي تعاونهم ومساعدتهم للقوات في القبض علي العناصر الإرهابية، وأضاف: لن نتراجع حتي يتم تطوير المنطقة من تلك العناصر. ويقول حمدي حسن وكيل مدرسة ومن أهالي كرداسة إن كل منزل فيه شهيد أو معتقل وهذا له رد فعل سييء علي من تسبب في هذا الفعل ونحن أهالي كرداسة ليس لنا أي مصالح شخصية مع احد، وتابع: أكره الإخوان ولا انتمي لأي حزب، ولكن انتمي لحزب بلدي ومصلحتها فوق كل شيء كما اننا نساعد قوات الأمن في الارشاد عن العناصر الارهابية. ويتدخل معه في الحديث أحد الاشخاص ويقول: قلنا للجيش نحن أمامكم وانتم خلفنا لاننا نرفض العنف والارهاب، فمصر فوق الإخوان وفوق كل معتد وسوف تظل آمنة بجيشها ورجال الأمن، ويضيف الشيخ عبد السلام جودة إمام مسجد بكرداسة، أن ما يحدث ابتلاء من الله، ونسأل ان يزيل هذه الغمة، فأهل كرداسة طيبون جداً والعناصر الارهابية جاءت إلي المدينة بعد فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، وهم ليسوا من أبناء القرية ولا علاقة لنا بهم فهم دخلاء علينا. وبابتسامة عريضة ووجه ظهرت عليه علامات الرضا والاطمئنان تقول أم يوسف: كنا مرعوبين في الفترة الماضية، وكنت أخاف من هجوم الارهابيين علينا وأن يؤذوا أولادي، ونحن نشعر بالإطمئنان الآن عندما دخل الجيش والشرطة المنطقة وأضافت: حتي الاطفال في الشوارع زرع الإخوان فيهم السم فهم يجوبون الشوارع ويسبون الفريق «السيسي» ويهتفون ضد الجيش والشرطة «حسبي الله ونعم الوكيل فيهم» حتي ابني نفسه يتطوع في الجيش علشان يحمي البلد، ويضيف مروان صبري «عامل رخام»: بعد عزل مرسي تغيرت كرداسة ورأينا فيها أشخاصا غرباء كما أن بعض الأهالي كانوا يريدون مساعدة الشرطة في القبض علي العناصر الارهابية. وتقول هدي عبد الله وعلامات الفرح تعلو وجهها: منذ نزول قوات الشرطة والجيش للمنطقة ونحن نشعر أننا في عيد لأنهم يحمونا من البلطجية كما اننا مستعدون للوقوف معهم ويكيفنا أنهم موجودون في الشوارع ونحن في منازلنا. أما ممدوح حسين موظف بمجلس المدينة فيقول: عندي 4 أطفال مش عارف أطعمهم «العيش الحاف» وراتبي 500 جنيه فقط وكنت اعمل في شارع السياحة كعمل إضافي إلا أنه منذ عزل «مرسي» والشارع لا يعمل ونحن تعبانين وانا طول الليل لا انام حتي أشعر بالأمان علي أولادي وزوجتي.. «يرضي مين ده»؟ هما الإخوان عايزين مننا أيه؟ إحنا ناس غلابة وفي حالنا شوهوا صورتنا أمام العالم كله.. ويتابع نهاد المكاوي صاحب محل ملابس: الأمن ترك الإخوان لإفساد فكر المواطنين، وهذا ما جعلهم استفحلوا، فمنطقة كرداسة وناهيا محرومون من دخول الجيش أو أي كلية عسكرية بسبب الإخوان المسلمين، وعن شائعة وجود عاصم عبد الماجد وعصام العريان بكرداسة قال: صعب جداً أن يوجد هنا لأن الأهالي عانت الأمرين من دخول الإخوان وأي واحد من سكان المنطقة رأي أي إخواني سيبلغ عنه الشرطة. وبنبرة صعيدية قال عثمان حسين: من فرحتنا بنزول الجيش والشرطة لم ننم «واللي ملوش خير في الجيش والشرطة ملوش خير في البلد» ونحن نفخر بهما، لأنهم إذا لم يقوموا بتأميننا لن تستطيع الخروج من منازلنا ومن غيرهم نعيش في غاية يكون البقاء فيها للأقوي .. وأضاف: لا اعرف كيف يتجرأ شخص مسلم علي أن يحمل السلاح علي أخيه المسلم.. كما انني صاحب محل عصير ونتبع تعليمات وأوامر قوات الشرطة بإغلاق أو فتح المحل حتي يستطيعوا مزاولة عملهم وتطهير البلد. ويتدخل في الحديث أحد السائقين الذي رفض ذكر اسمه خوفاً من بطش البلطجية قائلاً احنا مش لاقيين شغل واغلب أهالي البلد فقراء ولا نستحق ما يحدث لنا كما اننا فرحون من تحركات الجيش والشرطة لتطهير البلد من العناصر الاجرامية وحتي تعود الحياة إلي طبيعتها. ويضيف محمود سعيد «سائق»: نحن عاشرنا الإخوان منذ 30 عاماً ولم نجد أي معاملة سيئة وبعد توليهم السلطة فوجئنا بظهورهم علي حقيقتهم حيث انهم كانوا يرهبون الاهالي بالأسلحة الآلية التي جلبوها من الخارج للرد علي فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة. أما محمد توفيق «عامل» فيقول: نعيش حالة من الفرح والسعادة بوجود قوات الأمن والجيش الذين يحموننا من بطش بلطجية الإخوان وبرغم وجود الأعداد الكثيفة من القوات ووجود بعض الاشتباكات احياناً إلا أننا نشعر اننا سنعيش في امان وسلام الآن. وبوجه مليء بالحزن والعتاب قال سيد عبود: أنا صاحب كشك أمام قسم كرداسة ورأيت في التليفزيون قوات الشرطة وهم يقومون بإشعال النيران فيه وتكسير كل محتوياته، وعندما سألت الضابط قال «احنا ولعناه» ولم استطع الرد عليه لأنني اعرف انهم يحموننا من الارهاب ولكني حزني ان يأتي مثل هذا الفعل من رجال الشرطة. وتتدخل سامية احمد «زوجته» وتقول: الكشك كان به بضائع بحوالي 15 ألف جنيه ولا نعرف لماذا قاموا بإشعاله رغم اننا في المنطقة 36 عاماً وليس لنا أي عداوة مع أحد ونتعامل مع الجميع كإخوة، وعندما سألت أحد الضباط قال لي أنهم وجدوا به قنابل فلماذا لم يقبضوا علينا اذا كان هذا صحيحاً؟ ولماذا قاموا بإشعال النيران به؟ ورغم كل ذلك نحن نحب مصر وتربينا علي الوطنية والكشك فداء لبلادي رغم انه مصدر رزقنا الوحيد.