في أمسية حاشدة، استضافت دار التنوير بقلب القاهرة، الخميس الماضي، حفل توقيع رواية "باب الليل" للروائي وحيد الطويلة، والصادرة مؤخراً عن منشورات الاختلاف وضفاف ودار الأمان. الأمسية شهدت حضوراً لافتاً من قراء ومحبي وحيد الطويلة فضلاً عن عدد كبير من الأدباء والنقاد من أجيال مختلفة، على رأسهم الناقد الأدبي د. صلاح فضل والشاعران فريد أبو سعدة ومحمد عيد إبراهيم. كما شهدت الأمسية حضوراً كبيراً لكتاب الجيل الأحدث في مصر، بحضور محمد الفخراني، حسن عبدالموجود، أحمد عبد اللطيف، نهى محمود، هاني عبد المريد، الطاهر شرقاوي، سهى زكي، رباب كساب وغيرهم. وخروجاً على النمط التقليدي لحفلات التوقيع، تنوعت فقرات الاحتفالية بين قراءات نقدية رصينة ومداخلات مفتوحة من الحضور متواشجة مع الغناء والعزف للفنان أحمد اسماعيل، والذي تخلل فقرات الأمسية. وبدأت الأمسية بقراءة نقدية للشاعر فريد أبو سعدة، أكد عبرها على انتماء الطويلة العميق للشعر لغوياً وتقنياً ورؤيوياً، مؤكداً أن "باب الليل" رواية قادمة من آفاق الشعر، ومدللاً على ما قال ببنيتها "الموزاييكية" على حد تعبيره، حيث تلتم التفاصيل وتلتحم لتكون مشهداً واسعاً من الأحداث والشخوص. واتفق معه في الرأي د.صلاح فضل، الذي أكد على قدرة الطويلة الفائقة على خلق انسجام فائق بين عناصر حكايته، لا يحركها التطور التقليدي للحدث الروائي، بل الشخصيات التي تخلق صراعها الخاص من تجاورها في حيز واحد. فضل اعتبر صدور "باب الليل" حلماً شخصياً تحقق، حيث أكد أنه كان من المحرضين للطويلة على تحويل تجربته الثرية في تونس لأكثر من عشر سنوات إلى نص روائي، وهو ما نجح فيه الطويلة بشكل ملفت. وتحدث الطويلة عن "مطبخ" الرواية والكواليس الخفية التي غذت تفاصيلها، فاستعرض جانباً من تجربته التونسية، مُضوئاً على السياق الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، ومقارباً العنصر البشري في توهجه وفي ضعفه. أكد الطويلة أن التجربة لم تخل من قسوة في سياق إنساني تسمه العملية الشديدة واللهاث المادي، وحيث تختبئ الأرواح في أركان منزوية. واستعرض الطويلة جانباً من علاقته بالمقهي، والتي كان لها أثر كبير على الرواية التي تختزل العالم في مقهى أسماه الطويلة "لمة الأحباب".