هل من المصلحة الآن إلغاء حظر التجول وكذلك إلغاء حالة الطوارئ؟.. أقول بكل ثقة إن هذا لو تم لأصبحنا أمام كارثة محققة.. بل عدة كوارث.. وإذا كانت كل هذه الحوادث تجرى ما دام العمل بالطوارئ والحظر قائمًا.. فماذا تكون عليه الحال لو تم - إلغاء هذه وتلك. وأعترف أن الاقتصاد المصرى أصيب بضربات قاتلة بسبب الحظر والطوارئ.. بل هناك من يقول إن خسائرنا زادت بنسبة تتراوح بين 45٪ و50٪ ولكن كله يهون بسبب حرصنا على أمن الوطن وتأمين الناس. وهنا نقول: وهل منع الحظر أو حالة الطوارئ خروج المظاهرات غير السلمية ليس فقط كل يوم جمعة.. بل خلال ساعات الحظر أيضًا.. بل هناك من يقول إن محاولة اغتيال وزير الداخلية تمت فى ضوء كامل للشمس.. أى بعد العاشرة صباحا بثلث ساعة.. أى فى وضح النهار.. ولكن ردنا أن هذه الجريمة وقعت رغم أنها كانت متوقعة.. وقعت بسبب حالة من التراخى واستخدام أساليب تقليدية للحماية، بينما نحن نواجه حالات غير تقليدية تحتاج إلى أساليب جديدة.. وهذا لم يحدث. بل إن احتمالات إحداث عمليات تفجير أخرى رهيبة وخلال ساعات الحظر أمر ممكن وبالذات مع حالات التفجير بالريموت كونترول.. لأنه يمكن زرع أى عبوة ناسفة فى سيارة واقفة حتى فى منتصف الليل.. ما دمنا نسمح باستخدام شوارعنا كجراجات دائمة بالليل والنهار.. وما دمنا نترك بيوتنا مفتوحة الأبواب - على البحرى - دون أى حراسة لأن معظم حراس العمارات يعملون إما تجارًا أو نشغلهم بتلبية طلبات السكان. ومن التهاون الأمنى أن نترك موكب المسئول يتحرك.. ويلف ويدور ليأخذ طريقه بعد أن يهدى سرعته لأن تلك هى أفضل لحظة لاصطياده.. بل إن ما حدث لوزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم - فى شارع مصطفى النحاس - هو نفس ما حدث لوزير الإعلام السابق صفوت الشريف بشارع الخليفة المأمون بالقرب من ميدان روكسى.. أقصد اضطرار موكب المسئول إلى تهدئة السرعة للدوران والعودة ولكن من الاتجاه الآخر.. وواضح أننا لا نتعلم. بل إننى أطالب بمزيد من الحزم فى تطبيق حظر التجول.. بمعنى احتجاز من يخترق هذه الساعات والتحقيق معه.. وتغريمه ماليا ثم بالحبس فى حالة التكرار.. أما السماح بالحركة هكذا فهذه فوضى.. للأسف تلتصق بنا نحن المصريين. وهنا يأتى دور الناس - كل الناس - فى التعامل بإيجابية مع هذا الوضع. فخير لنا ولهم أن نتحمل بعض القيود حتى نعبر هذه المرحلة الحرجة.. من أن نفاجأ بمزيد من الإرهاب.. يصل إلى كل مكان.. ولقد تعجبت من تجمعات الناس داخل منطقة الانفجار الذى استهدف وزير الداخلية - نعم ذلك بحب الاستطلاع والمعرفة ولكن ذلك يعوق عمل فرق الأمن والبحث الجنائى.. ويؤدى إلى ضياع الأدلة.. وكان الأسلم هو إبعادهم، ولو بالحزم، إذ بعض الإرهابيين الذين تعاملوا مع العدو الإسرائيلى يتعمدون إحداث عدة تفجيرات أخرى متتالية فى نفس موقع الجريمة الأولى.. بهدف إحداث أكبر خسائر ممكنة فى البشر والممتلكات. وأرى أننا بحاجة إلى تغيير نمط حياتنا التى تجرى بدون أى اعتبار للوقت.. مثلاً: ماذا لو تعودنا على أن نبدأ عملنا حتى فى المحال التجارية والشركات فى الساعة الثامنة صباحا مثل باقى الدول.. وأن ينتهى هذا العمل فى الساعة السادسة مساء.. مع السماح للمطاعم والخدمات للعمل حتى الساعة الثامنة.. وبعدها يتم إغلاق كل شئ. ولقد عشت ذلك بنفسى فى دول عديدة من استراليا أقصى جنوب شرق العالم إلى فنزويلا أقصى أمريكا الجنوبية. أما لندن مثلاً فلم أجرؤ فيها على السير فى شوارعها فى الساعة التاسعة مساء.. وربما سمح بالتواجد فى الميادين السياحية مثل بيكاديللى أو الطرف الأغر. وبذلك نطبق - دون قانون - ساعات العمل الطبيعية، حتى أن تعريفة التاكسى هناك تزيد بعد هذه الساعات. ولو تعودنا على ذلك لن نجد مقهى أو كافيه أو حتى غرزة تقدم خدماتها للناس بعد هذه الساعات.. فنتعود على العمل مبكرا.. لننهى أعمالنا مبكرا، تماما كما كان الفلاح يعمل مثل أيام زمان، وكان إنتاجه أكثر!! وسوف يكسب المصرى كثيرًا: فى صحته وماله وعلاقته بأسرته.. حتى وإن نتج عن ذلك زيادة عدد المواليد بسبب العودة للبيوت مبكرًا!! وإلى أن يتحقق ذلك مطلوب الإبقاء على الطوارئ وحظر التجول والتنفيذ بحزم وحسم. فهذا فى مصلحة الوطن.. وأيضا فى مصلحة كل المصريين. وعلينا أن نتحمل شد الحزام، مع بعض الخسائر.. حتى لا نخسر الجلد والسقط.. كده.. واللا إيه؟!