طالبت صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية الرئيس باراك أوباما بإجراء مشاورات مع الكونجرس قبل توجيه ضربة لسوريا. وقالت الصحيفة في مقال افتتاحي اليوم إن "أوباما أجرى مشاورات مع زعماء الكونجرس، ولكن البون شاسع بين هذه الخطوة، وإجراء مناقشات مع كامل أعضاء الكونجرس، وتصويت، دعا إليهما أكثر من 100 عضو في مجلس النواب في رسالة بعث بها أعضاء من الحزبين الجمهوري الديمقراطي إلى أوباما. وأشارت الصحيفة في هذا الصدد إلى قيام رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بدعوة برلمان بلاده للانعقاد لمناقشة تطورات الوضع في سوريا، وستسعى حكومته لاستصدار قرار من مجلس الأمن رغم أن فرص النجاح في هذا السبيل ضئيلة في ظل احتمال لجوء روسيا لحق النقض (الفيتو)، نيابة عن حليفتها سوريا. وأضافت أنه "في ظل الظروف الحالية، سيكون من قبيل الحكمة أن يسعى الرئيس لأكبر مشاركة عملية من الكونجرس، وتابعت بأن هذا جزئيًا رأي بشأن ماهو صحيح من الناحية الدستورية والقانونية، وماهو الأفضل من الناحية السياسية". وأشارت إلى أنه "بقدر مشاركة الكونجرس في عبء صنع القرار، تماشيا مع الضروريات العملياتية للمهمة المحتملة، كان القرار النهائي شرعيًا". واستطردت الصحيفة أنه يتعين على أوباما أن يدرك أن الكونجرس سيشارك على نحو عميق في بحث التطورات في سوريا عاجلا أو اجلا ، وانه حتى توجيه ضربة قصيرة وحادة مثل هذه التي ترددت تقارير بأن أوباما يبحثها، ربما لاتكون الفصل الأخير في هذه الدراما، كما لايجب ، من وجهة نظرنا، أن تكون كذلك". وأوضحت: "أنه إذا لم يكن استخدام القوة مرتبطًا بإستراتيجية أوسع نطاقا لإضعاف نظام الأسد، وإرغامه على مغادرة السلطة أو الدخول في مفاوضات حقيقية، فربما يثبت أنه أسوأ من كونه عديم الجدوى". واختتمت الصحيفة الافتتاحية قائلة إن "أوباما يمكنه صياغة إستراتيجية مستدامة ثم يطرح على الشعب الأمريكي ونوابه المنتخبين حجة مقنعة لتنفيذها، وهو يراه المقال واجبا".