تسببت تصريحات رئيس الوزراء التركي طيب أردوغان العدائية ضد مصر حالة من الغضب الشديد واستياء الشعب المصري وخاصة الوسط الفني مما دفع الكثير من الفنانين والمهتمين بالفن للرد على هذه التصريحات بشن حملة لمقاطعة الفن التركي وخاصة الدراما التركية التي انتشرت بشكل مخيف على مستوى الوطن العربي. ومن الفنانين الذين بادروا بهذه الحملة أثر تصريحات أردوغان كان المخرج المسرحي محمد كريم الذي ألغى دعوة الفرق التركية الراغبة في المشاركة في فعاليات الدورة الثانية من المهرجان الدولي لمسرح الطفل والذي يتم التحضير له هذه الأيام استعدادا لإقامته في أول أكتوبر القادم،لافتا إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار مساهمة مؤسسة"مانيتون"لمسرح الطفل في تفعيل مقاطعة المنتجات والأعمال الفنية التركية وذلك ردا على عداء أردوغان لمصر ولثورة 30 يونيو التي أطاحت بنظام الإخوان بأكمله . وقال المخرج الكبير نبيل الجوهري إنه في المقام الأول وبعد الثورة المصرية العظيمة في 30 يونيو الماضي وبعد الوقفه الدنيئة لتركيا مع الإخوان ومساندتها لهم فكان من الضروري أن تتم مقاطعة جميع المنتجات التركية بأكملها وليس الأعمال الدراميه فقط،وهذا ماحدث بالفعل من الشعب المصري العظيم لأن هذا من شيم الإنسان المصري ،مؤكدا أنه نادى كثيرا من قبل على مقاطعة هذه الأعمال الدراميه التي تتسم بالتفاهه الواضحة في المادة التي تتناولها مثل هذه الأعمال. وترى الفنانة ميار الغيطي أن عزوف الناس عن مثل هذه الأعمال الخادشة للحياء والمفتقدة للذوق العام كان ضروريا لأن ما يقدم ليس له علاقة بالدراما ولايوجد بها في الأساس مادة دراميه تقدم حيث أنهم يعتمدون على الديكور والأماكن السياحية الموجودة فقط،مشبرة إلى إن الأعمال الدرامية التركية لاتقدم دراما في مضمونها الحقيقي وذلك لما يوجد بها من تجاوزات أخلاقية رهيبة لا تتماشى مع ديننا ولاقيمنا الإنسانية. ودعت إلى ضرورة مقاطعة جميع المنتجات التركية والدنماركية والأمريكية وأيضا مقاطعة منتجات الإخوان وكل من يحاول أن تسول له نفسه أن يأتي بالضرر على مصرنا الغالية ، وقالت"ما يحدث الآن من مساندة الرئيس التركي لجماعة الإخوان زاد الشعب المصري إصرارا أكثر على مقاطعة جميع منتجات الأتراك". بينما يرى المخرج الزمخشري عبد الله أن الفن والسياسة شيئان مختلفان وأنه لابد وأن يتم النظر إلى الايجابيات وكيف استطاع الفن التركي أن يصل لكل المنازل فى الوطن العربى ولا أحد يستطيع منع هذا الفن ، فالممنوع مرغوب كما نعلم،مشيرا إلى أن البعض فعلها من قبل حينما تعرضوا للفن ولاقوا هجوما كبيرا فالأولى أن نصنع فنا جيدا وأن يكون للدولة دور في مقاطعة الأفلام المفلسة التي تعرض الآن وتعمل على تهميش دور المواطن وتفكيره ورؤيته . وتساءل الزمخشري كيف يطلب منه كمواطن أن يقاطع الفن التركى في حين يتم عرض فنا هابطا،مشيرا إلى أن المشاكل السياسية تحل بالسياسة ونحن الآن فى عالم مفتوح لن تستطيع منع مشاهد من المشاهده فالتحدي هو صنع منتج فني مصري جيد نستطيع أن نتحدى به أى منتج آخر هكذا تكون السياسه . وطالب الزمخشري بأن ننظر كسياسين لتجربة أردوغان بمحمل الجد وكيف وصل ببلاده من حالة الافلاس إلى دوله ذات قوة تريد أن تتدخل في شئون الشرق الأوسط،ونتمنى أن تصبح مصر قادرة على البناء لكى تصبح القوة الفاعلة في المنطقة. ويرى الفنان الشاب إسلام مدحت أن حملة مقاطعة الفن التركي ما هو إلا قرار عاطفي لملاك القنوات التى تقوم بعرض الأعمال التركية،لافتا إلى إنه في الأساس ليس هناك تعاون فني بين مصر و تركيا بشكل صحيح لكنها عبارة عن عدد من المسلسلات يتم عرضها كنوع من التجارة تعود بعائد ربحي لرجال الاعمال المالكين لها ،لافتا إلى أنه لا يري في الأساس أى مقاطعة وأنه غير مؤمن بهذه الفكرة لأن الفن أسمى وأرقى من أى خلافات سياسية . من ناحية أخرى دعم المخرج المسرحي هشام السنباطي حملة مقاطعة الفن التركي حيث قرر إتحاد ومشروع "آفاق"مسرحية الذي يرأسه وقف ومنع التعامل فنيا مع أى دولة عربية أوأجنبية تحاول التدخل في شئون مصر الداخلية وعلى رأسهم تركيا بسبب سياستها العدائية الأخيرة ضد مصر. وقال الفنان الشاب طارق صبري أنه يدعم هذه الحملة ووصف تتدخل أردوغان في الشأن الداخلى لمصر بأنه تتدخل سافر وتعدى على خصوصيتنا،وأكد أن هذا يدل على نفس المنهج وهو تخطى الحدود الجغرافية والتدخل في شئون أي دولة وأي وطن،حيث يمثل الوطن لديهم هو الإخوان فقط .