للصيام الدورى تأثير إيجابى على صحة القلب والأوعية الدموية.. فقد أظهرت نتائج دراسة لعلماء أمريكيين أن صيام أفراد طائفة المورمون لمدة يوم واحد كل شهر يساعد فى وقايتهم من الإصابة بأمراض شرايين القلب التاجية، فما بالك بمن يصوم شهراً كاملاً دورياً وبانتظام كل عام؟! الدكتور بنجامين هورن مدير خدمات صحة القلب والأوعية الدموية وعلم الأوبئة الوراثى فى مدينة سالت ليك أعلن عن نتائج دراسة قام بها وفريق البحث العامل معه عن تأثير الصيام الدورى المنتظم على صحة القلب والأوعية الدموية. وأكدت نتائج الدراسة التى قدمت فى مؤتمر الكلية الأمريكية للقلب الذى عقد فى نيو اورليانز, ما توصلت إليه دراسة مماثلة أجريت فى عام 2008م من أن للصيام تأثير إيجابى على صحة القلب. شملت الدراسة 200 شخص, 90% منهم من طائفة المورمون الذين تفرض عليهم معتقداتهم الصوم ليوم واحد كل شهر. وأظهرت النتائج أن الذين كانوا يصومون دورياً وبانتظام كانوا أقل عرضة للاصابة بأمراض القلب وبنسبة 58%, مقارنة بمن لم يكونوا يصومون. وقال أفراد المورمون فى الدراسة إن صيامهم كان يشمل إضافة للطعام, عدم التدخين أو تناول الكحول أو القهوة, وهى عوامل يعرف أن لها تأثيراً مضراً على القلب. لكنهم كانوا يشربون الماء فقط. ويقول د. هورن إن دراسة 2008م, التى هدفت الى تعرف تأثير الصيام على صحة القلب, وأجراها باحثون من جامعة يوتا أظهرت أن للصيام فائدة واضحة فى تقليل الأخطار على القلب والأوعية الدموية. ولاحظ الباحثون فى دراستهم أن مستويات هرمون النمو زادت كثيراً عند المشاركين بعد فترة الصيام, وبنسبة وصلت إلى 20 ضعفاً عند الرجال و13 ضعفاً عند النساء. ومن المعروف أن إفراز هذا الهرمون يزداد فى حالات الجوع, ليحفز عمليات حرق الدهن المختزن وحماية الكتلة العضلية فى الجسم. ويوضح الدكتور هورن أن نتائج الدراستين تشير إلى أن الصيام يضيف جهداً كبيراً على الجسم بما يحفزه للاستجابة من خلال تفعيل آليات عدة للحماية, وأن لهذه الآليات تأثير طويل الأمد على صحة القلب والأوعية الدموية. ويشير هورن الى ما كانت أظهرته نتائج دراسات سابقة من أن الصيام يقلل من احتمالية الاصابة بالسكرى والزهايمر وحتى يطيل العمر. ويشير هنا إلى ما أظهرته نتائج دراسة حديثة لباحثين من جامعة بنسلفانيا أن الصيام يطيل من عمر الخلايا فى أجسام فئران المختبر, ويقول إن هناك مؤشرات على أن التأثير نفسه ينطبق أيضاً على الخلايا البشرية.