لماذا لا تقبل جماعة الإخوان حُكم الشعب.. أغلبية الشعب.. لقد جاء بهم الشعب - مهما كانت أغلبية المصوتين لهم - إلي مقاعد الحكم وأعطاهم الفرصة.. وبدلاً من أن يعمل الإخوان علي خدمة كل الشعب..أخذوا يفضلون رجالهم، بل وحريمهم في عملية أخونة كاملة بداية من المناصب العليا: وزراء، محافظين، مديرين، مستشارين، مساعدين وهذا ما أزعج الأغلبية التي أحست أن ما يجري إنما هو عملية تكويش علي كل شيء.. وهذا هو ما فهمه الشعب كله.. بل هذا هو بالفعل وراء اعتصامات الاخوان في رابعة والنهضة وغيرهما، وأيضاً محاولاتهم الخروج ولو بأعداد قليلة إلي بعض الشوارع والطرق حتي يوهموا الناس بأن عددهم كبير وأنهم منتشرون.. وهم أذكياء.. فإن تتحرك مظاهرة مهما كان عددهم في شارع الأزهر إنما يريدون بذلك إيهام الغرب وإعلام الغرب بأن لهم وجوداً في الشارع.. وفي الأحياء الشعبية بالذات.. بل حاولوا الاعتصام في الجامع الأزهر عقب صلاة الجمعة أمس الأول، وما أدراكم ماهو الاعتصام في الأزهر بكل قيمته عند كل المصريين خاصة.. والمسلمين عامة.. ومعني ذلك عند الإعلام الغربي.. ونحن نعلم عشق الإخوان لهذا الإعلام، الذي يجرون وراءه ليل نهار.. وهم بخروجهم إلي الأزهر مرة.. ثم للمنيل أخري.. ثم ثالثة في ميدان رمسيس ورابعة عندما حاولوا الصعود إلي كوبري اكتوبر من ناحية العباسية.. وهم أذكياء بمحاولات تشتيت قوي الأمن.. وأيضاً القوات المسلحة.. دون أن يحسوا أنهم بذلك يستفزون الشعب كله، وليس فقط الجيش والأمن.. ويكفي ما دفع سكان منطقة رابعة العدوية.. ومدينة التوفيق القريبة منها الذين باتوا محاصرين في شققهم، فلاهم يستطيعون الخروج منها بسهولة.. ولا هم يدبرون معيشتهم حتي من رغيف الخبز.. والسبب هم هؤلاء الإخوان الذين يتجمعون في محيط رابعة، والذين خرجوا من سكان رابعة ومحيطها تحملوا مالا يتحمله بشر حتي إن بعضهم حرر محاضر للمعتصمين في رابعة في أقسام الشرطة بل وتقدموا ببلاغات للنيابة العامة يشتكون.. وبالطبع للصبر حدود.. والصبر هنا ليس لسكان رابعة ومحيطها.. ولكن أيضاً للجيش وقوات الأمن.. بل إنني أري أن هذه القوات معاً أعطت للمعتصمين فرصاً عديدة.. وبات من المؤكد أن اتخاذ الجيش والأمن إجراء ما، أي إجراء، سوف يلقي ارتياحاً من جموع الشعب.. بل وترحيبا بإجبار المعتصمين علي ترك محيط رابعة، مهما كان الثمن.. وبات سكان رابعة يخشون انتشار الأمراض والأوبئة بسبب عدم النظافة.. وهذه الكتل البشرية.. ولا يكفي قيام بعض الإخوان برش المبيدات في المنطقة محاولين تطهيرها.. وإذا كان الإخوان يستخدمون أسلوب حرب الأعصاب أو اختبار القوي.. واللجوء إلي النفس الطويل.. فإن لكل شيء نهاية لأن مصر يا سادة تريد ان تنطلق إلي الغد.. وتعوض ما ضاع ولن تسمح السلطة ممثلة في قواتها المسلحة وقوات الأمن باستمرار هذه الأوضاع.. فها هو الغرب يغير رأيه فما كان يدعيه من انقلاب علي الشرعية، فالشعب الذي قال نعم لهم.. هو الشعب - بل ونسبة تقترب من الإجماع - هو الذي سحب هذه الشرعية.. وهو نفس الشعب الذي يرحب الآن بأي أسلوب لفض هذه الاعتصامات والمظاهرات.. حتي تنطلق ثورته نحو المستقبل.. ونصيحتي للإخوان أن يقبلوا الأمر الواقع حتي يحافظوا علي بعض ما بقي لهم ممن يرحب بهم بعض المصريين الذين يؤمنون بمقولة «يا بخت من بات مظلوم.. ولا بات ظالم». لقد نفد الصبر.. ولا نريد أن نري بحوراً من الدماء.. لأن شعب مصر يمقت رؤية الدم.. ونقولها حافظوا علي ما بقي لكم حتي لا تفقدوا كل شيء..