اعتقلت قوات الأمن في سوريا الفنان التشكيلي الشهير يوسف عبدلكي على خلفية مواقفه المناهضة لحزب البعث الحاكم، حسب ما أفاد ناشطون في المعارضة الجمعة. يعرف عبدلكي البالغ من العمر 62 عاما بمواقفه المعارضة للرئيس السوري بشار الأسد وقبل ذلك لوالده حافظ الأسد الذي حكم سوريا 30 عاما قبل وفاته عام 2000. وقال ناشطون إن عملية اعتقال الرسام اليساري جاءت في إطار حملة جديدة شنتها القوات الحكومية السورية وأسفرت عن اعتقال معارضين على الرغم من عدم جنوحهم للعنف. في هذا السياق، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان إن السلطات اعتقلت أيضا شخصيتين بارزتين من حزب العمال الشيوعي المحظور، هما توفيق عمران وعدنان عباس. وكان معارضون قالوا إن نشطاء حقوقيين آخرين اعتقلوا الأسبوع الماضي، ما يشير إلى أن الحكومة السورية تضاعف ضغوطها على من ينبذون العنف ويدعون إلى المقاومة السلمية، على حد قولهم. جدير بالذكر أن الأزمة في سوريا بدأت في مارس 2011 بعد أن شهدت بعض المناطق مظاهرات سلمية تطالب بالإصلاح، إلا أن القوات الحكومية قابلتها بعنف مفرط لنتحول تدريجيا إلى نزاع مسلح راح ضحيته أكثر من 90 ألف قتيل حتى الآن. وقال سامر عيطة عضو المنتدى الديمقراطي السوري لرويترز في بيروت إن القوات الحكومية تستهدف عمدا الجماعات التي لا ترتبط بالمعارضة المسلحة. وكشف المنتدى المعارض الذي يقدم المساعدات الإنسانية للاجئين السوريين والعائلات النازحة ويدعو إلى الديمقراطية في سوريا، أن اثنين من نشطائه هما رامي سليمان وبدر منصور اعتقلا الأسبوع الجاري. وعلى أثر هذه الاعتقالات أطلق ناشطون حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو إلى الإفراج عن المعتقلين، ومنهم عبدلكي الذي وصفه الشبان بأنه فنان موهوب ومثال للفنانين والنشطاء الشبان. وقال فنان صديق لعبدلكي إن الفنان التشكيلي السجين مثل بيكاسو، وإن لوحاته ورسومه الهزلية لأسرة الأسد وتدويناته التي دعم فيها فنانين شبان ألهمت كثيرين، واصفا اعتقاله ب"ضربة هائلة لثورتنا". وعبدلكي مسيحي من مواليد العام 1951 في القامشلي بمحافظة الحسكة، تخرج في كلية الفنون الجميلة في دمشق وأمضى اعواما طويلة في المنفى، قبل أن يعود إلى سوريا للإقامة فيها بشكل نهائي عام 2005.