رأت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية، فى إحدى مقالات الرأى، أن مصر الآن لديها فرصة ثانية للحصول على ديمقراطية حقيقية بعد أن خلعت جماعة الإخوان المسلمين المتطرفة الثيوقراطية – بحسب الصحيفة – ورئيس مستبد مثل "حسنى مبارك". وشدد الكاتب – فى سياق مقاله – على أن الديمقراطية أكثر بكثير من مجرد انتخابات وترتيبات مؤسسية فى بلد لاتزال فيه الأصولية الدينية منتشرة على نطاق واسع، علاوةً على الفقر المدقع والأمية المنتشرة بين معظم السكان. وقال: "من المرجح أن تستغرق مصر فترة طويلة من عدم الاستقرار، فى ظل الفقر الذى يضرب أنحاء البلاد؛ لذلك فإن ترسيخ آفاق لديمقراطية مستقرة أمر مشكوك فيها". ذكر كاتب المقال أن مصر تعتبر المحطة الأولى التى لا غنى عنها بالنسبة للدبلوماسية الأمريكية الإقليمية، مضيفاً: "إن مصر كقائد سياسى وعسكرى فى العالم العربى على مدار 4 قرون، كانت محور السياسة الأمريكية فى الشرق الأوسط، وحجر الزاوية فى معسكر الاعتدال الموالى لأمريكا وأول بلد عربي يبرم اتفاق سلام مع إسرائيل". واستطرد الكاتب قائلاً: "إن دعم مصر للسياسة الأمريكية يعتبر أفضل وسيلة للولايات المتحدة لتعزيز أهدافها الاقليمية، وعندما لا يحدث ذلك – كما هو الآن – فإن أمريكا تواجه صعوبات كبيرة". وأضاف: "إن الحكومة الانتقالية تحمل فى طياتها أمل أفضل لديمقراطية مصرية معتدلة ومستقرة على الأقل جزئياً". وقال الكاتب: "مثلما أدت الانتخابات إلى أنظمة استبدادية بشعة – مثل هتلر، وحماس فى غزة، والجمهورية الإسلامية – فإن النظام العسكرى فى مصر يمكن أن يكون مصدر تغيير إيجابى إذا التزم بالانتقال إلى حكم مدنى، وهذا ما يبديه الجيش المصرى". ووصف الكاتب دعوات وقف المساعدات العسكرية بأنها "ستؤدى إلى نتائج عكسية، وستضعف القوة الأساسية للاستقرار والاعتدال في مصر وسيحرم الولاياتالمتحدة من أقل نفوذ لها". وأضاف: "لذلك ينبغى على الولاياتالمتحدة أن تدعم الحكومة الانتقالية الهادفة إلى الحكم المدنى فى مصر، ولا أن تمارس ضغوطاً مسبقة من أجل التحول الديمقراطى". وختاماً أشار الكاتب إلى أن نقطة البداية نحو الديمقراطية فى مصر ستكون صعبة، مضيفاً: "ولكن الأساسى هو أن تكون مصر دولة معتدلة ومستقرة وسلمية".