يقول العالم الجليل الدكتور محمد سعيد رسلان فى دروسه بالجامع الكبير بقرية «سبك الأحد» التابعة لمحافظة المنوفية إن الله تعالى ذم فى كتابه الكريم من أراد بعمله غير وجهه الكريم وبين ذلك فى مواضع كثيرة فى كتابه العزيز وأنه لا ثواب له عنده وأنه يكله للذي أشرك والله تعالى طيب لايقبل من العمل إلا ماكان طيبا قال تعالى «من كان يريد حرث الآخرة نزد له فى حرثه ومن كان يريد الدنيا نؤته منها وما له فى الآخرة من نصيب» (الشورى20) وقال تعالى «من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا، من أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون فتيلا» (الإسراء 18-19) قال الشوكانى رحمه الله: «من كان يريد العاجلة»: المنفعة أو الدار العاجلة أى من كان يريد بأعمال البر أو بأعمال الآخرة ذلك «عجلنا له فيها» أى فى تلك العاجلة «ما نشاء» نحن، لا ما يشاؤه ذلك المريد فلا يحصل لمن أراد العاجلة ما يشاؤه إلا اذا أراد الله له ذلك «فكم من عامل لا ناصب .. يموت بحسرته عليها». وقال القاسمى رحمه الله: «من كان طلبه الدنيا العاجلة ولها يعمل ويسعى وإياها يبتغى لا يوقن بمعاد ولا يرجو ثواب ولا عقابا من ربه على عمله» عجلنا له ما نشاء لمن نريد أى ما نشاء من بسط الدنيا عليه أو تقتيرها عليه لمن أراد الله ان يفعل به ذلك أو من إهلاكه بما يشاء الله تعالى من عقوباته المعجلة ثم يصلى فى الآخرة مذموما على قلة شكره لمولاه وسوء صنيعه فيما سلف مدحورا مطرودا من رحمة الله، ومن أراد الآخرة وإياها طلب ولها عمل عملها الذي هو طاعة الله وما يرضيه عنه فأولئك كان عملهم مشكورا بحسن الجزاء. وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «من سمع الناس بعمله به مسامع خلقه وصغره وحقره» وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من عبد يقوم فى الدنيا مقام سمعة ورياء إلا سمع الله به على رؤوس الخلائق يوم القيامة» والرياء مشتق من الرؤية والسمعة مشتقة من السماع وإنما الرياء أصله طلب المنزلة فى قلوب الناس بإيرائهم خصال الخير