توقع الكثيرون أن ترتج الأرض المصرية مع الخروج الكبير لجماهير 30 يونية تحت أقدام نظام الإخوان ولكن لم يتوقع البعض أن ترتج أركان العالم المختلفة من هبة الشعب المصرى العظيم ضد نظام ظلامى سعى لتصحير مصر والنيل من حضارتها. فمع الإعلان عن قرار القوى الوطنية بعزل محمد مرسى العياط ودعم القوات المسلحة لهذا القرار الذى اتخذه الشعب ونفذه الجيش اشتعلت واشنطن والتهبت تركيا ونزعت تونس فتيل الثورة مرة أخرى وواجهت أنظمة هذه البلدان ما حدث فى مصر بمحاولات تزييف للرأى العام ووصف التحرر من حكم الإخوان بالانقلاب العسكرى لأن الموجة الثانية للثورة المصرية أطاحت باستثمارات الأمريكان فى نظام الإخوان الموالى لإسرائيل وأمريكا وجددت الأمل فى تحرر الشعبين التونسى والتركى من أغلال حكم الإخوان الظلامى وهو ما دعا رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان لوصف ما حدث فى مصر بالانقلاب العسكرى والتحريض على النظام المصرى الحر وهو ما دعا البعض للمطالبة بمقاطعة الدراما التركية رداً على اتهامات أردوغان الباطلة وهو ما نناقشه فى السطور القادمة مع عدد من نقاد السينما المصرية الذين يعبرون عن رفضهم لفكرة مقاطعة الدراما التركية لأن النظام هناك كما كان هنا نظام يكره الفنون. فى البداية قال الناقد طارق الشناوى: أنا معترض تماماً على ما قاله أردوغان ولكنى ضد غلق باب الثقافة والفن، ولذلك فأنا ضد مقاطعة الأعمال التركية، لأنه يجب ألا نقحم الفن فى السياسة، فسبق وان جربنا هذا أيام جمال عبدالناصر بعد هزيمة 67 ومنعت الأعمال الأمريكية فى دور العرض المصرية، ولكن بعد شهور قليلة عادت تعرض مرة أخرى. وأضاف الشناوى: هذه دعوة خاطئة تحمل نوعا من انواع الديكتاتورية لأننا لا نملك مشاعر الناس، ويجب ان لا نتدخل فى اذواقهم ونقول انه يوجد بدائل عنها، فالعمل التركى لا يستبدل بالمكسيكى أو الكورى، أو غيره من هذه الأعمال، فهذا ممكن ان يطبق فى الاقتصاد وليس الفن. أما الناقدة خيرية البشلاوى فقالت: أنا ضد هذه المقاطعة لأن أردوغان نفسه ضد الدراما التركية ويقول انها تسىء لتركيا، وسلاطينها الذين يعدون رمزاً من رموز الدولة، فنحن لا نريد مقاطعة الشعب التركى لانه نفسه معاد لأردوغان والاحداث الماضية تدل على ذلك، وأنا أعتقد انه يوجد عدد كبير من الشعب التركى متعاطف ومؤيد للشعب المصرى. وأشارت البشلاوى إلى أن الشعب التركى مؤيد للمصريين بل والشعب الأمريكى أيضا بالرغم مما يصدر عن حكوماتهم، ففى مثل ذلك الوقت يجب ان تتضامن الشعوب مع بعضها البعض لنبنى مستقبلا أفضل بعيداً عن العنصرية والتعصب، فالشعب المصرى قام بثورة ضد نظام فاشى كان لديه حلم صهيونى يريد تحقيقه فى مصر ولكن الثورة أضاعت آمالهم، وبناء عليه شنت أمريكا هذه الحرب على مصر لأنها كانت الراعى الرسمى له وأنفقت الملايين لتحقيق ذلك الحلم فى مصر. وأكدت خيرية ان هذه الدعوة لو كانت للتعبير عن رفضنا للادارة التركية فأنا أوافق ولكن لو كانت ضد الشعب فأنا ارفضها تماماً. بينما قال الناقد نادر عدلى: أنا لست مع هذه المقاطعة لأن الحركات السياسية يجب ان تكون بعيدة عن الدراما والفن، لان الثقافة تختص بالشعوب ويجب ان تكون بعيدة عن حماقات الساسة والسياسيين، ونحن كشعب أبهر العالم فى ثورته وحضارته يجب ان نفرق بين الاثنين. وأضاف عدلى قائلاً: السياسة يتبدل موقفها يوماً بعد الآخر لكن الثقافة تعيش بين الناس ودعوتنا للمقاطعة فيها كبت للحريات، فلا يجب ان نرغم المشاهد على رؤية عمل بعينه لأن فى هذا توجيهاً للجمهور وهو ما يرفضه الشعب المصرى، فإذا منعناه من رؤية الاعمال التركية من على القنوات الفضائية يوجد طرق أخرى مثل شبكة الانترنت وموقع اليوتيوب، بجانب انه أصبح لدينا عدد لا نهائى من القنوات الفضائية الخاصة التى لن تهتم إلا بمصالحها الشخصية وستعرض ما نمنعه وسيشاهده من يريد المشاهدة.