مصر عادت مد المصريون أيديهم واستعادوا بلدهم وحريتهم،واثبتوا للعالم للمرة الثانية انهم اقوي شعوب الأرض بسلمية ومشهد سيسطره التاريخ علي مر الزمان. لكن اصعب من النجاح الحفاظ عليه، ونحن الان نحتاج ان تكتمل الصورة بحفاظنا علي ابناء مصر كلهم، بكل افكارهم، وانتماءاتهم، فلا اقصاء، ولا استبعاد، ولا تكفير، لا اخواني، ولاعلماني، ولا ليبرالي، ولا اشتراكي، بل مصري، ومصري فقط، وجميعنا نحاسب تحت مظلة قانون واحد، بالقانون فقط نحاسب الفاسد، ونعاقب المخطئ، بالقانون والقانون وحده . الان اكتملت اركان الثورة، فلا حكم فاسد، ولاحكم ديني، ولاحكم عسكري، الان حكم الشعب، ولا اعتقد ان اي مسئول في اي موقع يمكن ان يحيد عن الطريق المستقيم، فالشعب كله رقيب، ولن يسمح لاي من كان ان يسرقه، او يستغفله مرة اخري . الاهم من كل ذلك ان يتذكر الجميع اننا لسنا ضد اي فصيل، فعندما انتقدنا اداء النظام السابق لم نكن في عداوة مع جماعة الاخوان، لكننا كنا ضد نظام فاشل، وكوادر سعت وراء هدف محدد يخدم مصالحهم هم فقط، هدف جماعة دينية، زرعت الفتنة بين ابناء الوطن الواحد، نظام كان كل همه السيطرة علي مفاصل الدولة لخدمته، دون مراعاة لمصالح الوطن . الان المسئولية اكبر ودورنا جميعا لاعادة كل مصري لحضن الوطن أكبر وأهم، خاصة شباب الثورة فعليهم دور كبير في إفساح المجال أمام شباب الاخوان ليعودوا الينا الي بلدهم التي تحتاج اليهم، الي جهدهم، وافكارهم، وعلمهم، لتدينهم، فمصر تحتضن كل أولادها، ولن تكتمل الصورة وابن واحد من ابنائها بعيد عنها. الان نحتاج لم الشمل، واقترح ان يتدخل العقلاء والعلماء والشيوخ والمثقفون والساسة، لإنهاء الوضع الحالي الحاد من قبل بعض الجماعات الاسلامية، فهم يتصرفون من منطلق خوفهم للعودة لايام الظلم والزج بهم في المعتقلات دون محاكمة، علينا ان ندخل الطمأنينة لقلوبهم، ونضع كافة المواثيق والبراهين علي عدم عودة هذه النظم، وكذلك كل صاحب رأي وفكر وعقيدة عليه ان يتيقن من عيشه داخل وطنه بحرية دون اضطهاد أو ارهاب، طالما لا يضر بمصالح المجتمع الذي يحيا داخله . فلا انهزام، ولا انكسار، ولا خوف ولا قهر ولا ظلم لأحد من ابناء مصر . الان ابتدا المشوار و بات علينا ان نكمل المسيرة كل في موقعه، فكما بهرنا العالم بقوة سلميتنا في استعادة وطننا، علينا ان نبهره بسرعة تنميته واخراجه من ازمته الاقتصادية، ووضعه بين مصاف دول العالم المتقدم، لنسلمه للاجيال القادمة مرفوعي القامة والقيمة .