رأت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية أن أحدث مشهدًا من مشاهد التحول السياسي في مصر الذي تحتدم فيه الخلافات بين مؤيدي الرئيس محمد مرسي ومعارضيه، وضع الإدارة الأمريكية أمام أكثر المواقف غير المستقرة والمتشابكة التي تجلت حتى الآن فيما يخص سياساتها تجاه مصر. واعتبرت الصحيفة في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء أن المشهد المصري عقب ثورة 25 يناير وفي خلال العامين الماضيين، مثل: حقل ألغام سياسيًا أمام إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي سعى لتحقيق التوازن بين دعم المرحلة الديمقراطية التي تعيشها مصر، والمحافظة على المصالح الأمريكية في المنطقة. وقالت:" بينما يواجه الرئيس محمد مرسي عاصفة قوية من المعارضة التي ربما تمهد الطريق لانقلاب عسكري برزت واشنطن وسفيرتها في القاهرة كأطراف تعمل على امتصاص الغضب في الشارع المصري". وأضافت أنه رغم إعراب أوباما عن دعمه لمرسي مؤخرًا، بدت الإدارة الأمريكية خلال الأسبوع الجاري راغبة في إبعاد نفسها عن التعليق على المشهد المصري، وهو ما تجلى في إصدار بيان عن البيت الأبيض يعلن أن أوباما أبلغ مرسي خلال محادثة هاتفية أن بلاده لا تدعم أي طرف أو مجموعة بعينها". ورأت الصحيفة أن الأحداث في القاهرة يوم أمس الثلاثاء قد تجلت بوتيرة مذهلة.. قائلة:" إن الاحتجاجات الشعبية شهدت أعمال عنف عشية انتهاء المهلة التي منحها الجيش للرئيس والمعارضة من أجل التوصل لتسوية وإلا سوف يضطر للعودة إلى الحكم للحيلولة دون وقوع المزيد من الاضطرابات السياسية أوالانهيار الاقتصادي". ونقلت (واشنطن بوست) عن مسئول أمريكي رفض ذكر اسمه قوله:" إن واشنطن تحاول اتباع نهج دقيق ومحسوب خلال التعامل مع القادة السياسيين والعسكريين، وإنه ما من أحد يرغب الآن في أن تتدخل الولاياتالمتحدة بقوة في خضم هذه الأزمة الضبابية".