وسط هذا الهرج والمرج السياسي والأكاذيب الإخوانية والرئاسية وادعاء البطولات الوهمية نجد أن أجمل ما في إعلامنا المعاصر هو تلك الذاكرة بالصوت والصورة التي يستطيع الجميع الحصول عليها ليعرفوا الحقيقة دون تزييف، ولا أعرف كيف يتشدق البعض ببطولات وهمية رغم أنه بالرجوع الي البرامج التليفزيونية من الممكن معرفة من يتكلم.. بالطبع لم يكن حوار الرئيس صادما، فمن كتب عليه قدرة الاستماع الي خطاباته السابقة يجده يكاد يكون نسخة منقحة من سلسلة خطاباته التي تعالي فيها التهديدات والوعيد.. ولا تعرف ماذا تفعل مع التناقض الموجود في كلامه تجاه الإعلام فهو تارة يعلن أنه مع حرية التعبير تبعه بسلسلة من تعبيرات الترهيب لكل من تسول له نفسه الأمارة بالنقد والاعتراض والاقتراب من الرئيس المنزه، وإذا أردت أن تصاب بالسكر والضغط فشاهد لقاءات الرئيس الشرعي مع محمود سعد وعمرو الليثي وآخرين كانوا يهللون له، بالطبع أن محمود سعد اكتشف الحقيقة مبكرا فنا له ما نال المعارين من هجوم إخواني متواصل وربما تشهد الأيام القادمة انضمامه الي قائمة سجناء الإعلام، فلقد خلع الرئيس برقع المهادنة مع حرية التعبير وعلق مشانقه فمن سيكون ضحيته الإعلامية الأولي.. حيث ستتوالي التنكيلات لأنه لا يريد إلا إعلامي قناته الإخوانية ورفيقاتها من القنوات الدينية. وأتساءل: هل سيتحمل سيادته في يوم من الأيام أن يقدم فيلما عن حياته ينتقصه ويرفضه كما في فيلم «أوباما أمريكا 2016» تلك التوليفة الفنية التي سخرت لبث رسائل سياسية معادية لأوباما، من خلال التحليل السياسي المتحيز والمعتمد علي المواقف الشخصية طارحا شخصية أوباما علي أنه راديكالي يساري واشتراكي زرعت فيه المبادئ المعادية لأمريكا منذ طفولته، مشيرا الي نشأة باراك أوباما، من هاواي الي إندونيسيا مرورا بكينيا مسقط رأس والده، محاولا إسقاط فكرة أن تلك النشأة جعلته ينظر لأمريكا بمنظور يؤدي الي تقليص بصمتها في العالم، الي جانب الاستعانة بكل الانتقادات الموجهة الي أوباما بأنه لا يقف مع إسرائيل بكل جوارحه وأنه المسئول عن فشل الحكومة في كل المجالات بل إن المخرج والكاتب الهندي دينيش دسوزا يحاول الإيحاء للمتفرج بتنبؤات سوداوية لمسار أمريكا في حال نجاح أوباما لولاية ثانية ويؤكد دسوزا أن ماضي أوباما يحدد ملامحه بقوة، وكيف يقود الولاياتالمتحدة والعالم، مشككا في ولاء أوباما لأمريكا، وهل يعرف سيادته أن أوباما لم يصل ويجل ويتوعد أمام ما أطلقته منظمة كود بنك الأمريكية نساء من أجل السلام، مطلع الشهر الحالي من حملة حقوقية وإعلامية واسعة في الولاياتالمتحدةالأمريكية تضامنا مع الصحفي اليمني عبدالإله حيدر شائع المعتقل في جهاز الأمن السياسي منذ 16 أغسطس 2010 بقرار من الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وأتساءل: هل وحدة مكافحة البلطجة التي أنشأها سيادة الرئيس هي الذراع الباطشة بالإعلام في المرحلة القادمة، وهل شاهد الرئيس انتقاد چون ستيورات له خلال تقديمه برنامج «ذا ديلي شو» معترضا علي التضييق علي برنامج «البرنامج» الذي يقدمه الإعلامي الساخر الدكتور باسم يوسف قائلا: لقد سخر باسم يوسف من قبعتك ومن قلة أدائك الديمقراطي الموعود لماذا أن تقلق أنت رئيس مصر ولديك جيش.. هو لديه برنامج أنت لديك الدبابات والطائرات ونحن نعلم لأنه مازال لدينا إيصالات الدفع. وأبدي استياءه من توجيه تهم لباسم يوسف لإهانته مصر والإسلام قائلا «أنا أعرف باسم، باسم صديقي وأخي وأكثر شيء يحبهما من قلبه هما مصر والإسلام». وتابع ستيورات سخريته أنا آسف لابد أن تسمع ما نقوله عن رئيس يفترض أننا نحبه قاصدا باراك أوباما، وعرض مقطعا من انتقاده لرئيس الولاياتالمتحدة قال فيه براك أنت تدخن كثيرا رئتيك هي الشيء الوحيد الأسود منك.. وشعار حملتك الانتخابية هو أجل نستطيع.. نعم نستطيع لكن هل ينبغي علينا أن نفعل, وأكد أن سخرية باسم يوسف من مستوي اللغة الانجليزية للرئيس مرسي هو نفسه قدم من خلاله حلقات عن الرئيس بوش ومستواه المتدني في اللغة, للأسف أن الرئيس نفسه يقدم لنا مادة جيدة في السخرية من اللغة الانجليزية المصر علي التحدث به رغم أنه من الممكن التحدث بلغته الأم في أي مكان وهذا ما يقوم به معظم رؤساء العالم, والحمد لله أنه لم يقدم مقارنة بين ما كان يقوله قبل الانتخابات وبعدها والتي كان يجب أن يتبعها بالتأكيد علي أن المصريين لبسوا في الحيط بعد انتخابهم مرسي.. يا سيادة الرئيس الذي وجهت رسالة تهديد لنا عليك أن تعلم أن لا خطوط حمراء يجب الوقوف عندها للذين قبلوا العمل العام ولا أحد منزه عن النقد إلا الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام لأنه لا ينطق عن الهوي إلا إذا اعتبرت نفسك رسولا يوحي إليه أو إلها يعبد!!