مشكلة النظام الحاكم انه مازال يتعامل مع الشعب بعقلية تنظيم تحت الارض.. و ليس بعقلية نظام يحكم دولة كبيرة فى حجم مصر... فلغة الخطاب السياسى للرئيس والحكومة لم ترق للمستوى الذى ينال رضاء الشعب او يكسب ولو فئة قليلة من القوى السياسية النشطة التى يمكن ان تؤثر فى الرأى العام... او الطبقة الفقيرة الباحثة عن الحد الادنى من الحياة الكريمة.. فالقطاع العريض من الشعب يعبر عن رفضه للنظام الحاكم ...كما ان عدداً غير قليل من المنتمين للاخوان او المتعاطفين معهم عبروا عن استيائهم و تمردهم على النظام الحاكم لعدم شعورهم بالأمان واحساسهم بان الاخوان خذلوهم..ولم يحققوا جزءاً بسيطا من الأهداف و المبادئ التى عبرت عنها ثورة يناير ..»عيش -حرية-عدالة اجتماعية كرامة انسانية».. بل انهم شعروا ان بعض قادة الاخوان اتسموا بالانتهازية السياسية و السعى للمنفعة الخاصة و حركة تمرد تكسب كل يوم انصاراً جدداً.. وقد أدت لغة التهديد التى وردت على لسان الرئيس مرسى و بعض المتحدثين فى مؤتمر نصرة الشعب السورى الذى عقد باستاد القاهرة ..لتوسيع دوائر التمرد و زيادة الفجوة بين النظام و الشعب.. الحشد الجماهيرى للاخوان و السلفيين داخل استاد القاهرة ظهر و كأنه استعراض و فرد عضلات مما استفز مشاعر القوى السياسية المعارضة و مشاعر قطاع عريض من الشعب الذى ازداد اصراره على النزول فى الشوارع و الميادين يوم 30 يونية.. فالتصريحات العنترية اتت بنتائج عكسية حتى اطلق البعض على خطاب مرسى فى الاستاد بانه خطاب الوداع ...فالذين شجعوا مرسى على الحشد و لغة الخطاب فى هذا اليوم قد ورطوه و أساءوا اليه. كما ان استغلال بعض الاخوان و السلفيين للدين فى تأجيج المشاعر و الاندفاع وراء وصف المعارضين بالكفار او المشركين اثار غضب غالبية الشعب وآثار حماس المترددين فى النزول يوم 30 يونية للتعبير عن تمردهم ورفضهم لحكم الاخوان .. الناس دائما ترفض الحاكم الديكتاتور ..او التنظيم القائم على الاتجار بالدين .. أو الطاغية الذى يصم اذنيه ولا يسمع الا نفسه..ولا يرحم المعارضين. النظام الحاكم لم يستمع للعقلاء.. وتمسك بعباءة الإخوان والالتزام بخط المرشد.. وأصعب ما يتعرض له المرء العاقل الطبيعى أن يرى للحمقى صولة.. و البليد فى الصدارة.. والمبدع فى الزنزانة..وعاشق الأرض محاصراً او طريداً . اخطأ الرئيس عندما رفض الاستشارة والشراكة مع القوى الأخرى.. وآثر البقاء فى خندق واحد.. هو خندق الإخوان. هل هناك فرصة للرئيس.. أم أن الوقت قد «فات» وانتهت المباراة السياسية.. بينما تعلن النتيجة يوم 30 يونيه؟! النتيجة فى عالم الغيب.. ولكن أتمنى أن يخرج الوطن سالماً.. ولا تسيل نقطة دم واحدة فى هذا اليوم.