حذر رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان"، أن هنالك جهات تعمل على زج المجتمع التركي في خضم الصراعات الطائفية التي تشهدها المنطقة عن طريق التحريض المذهبي، وأكّد أن بلاده لن تسمح بتخندق الشارع التركي.. وأنها بسنييها وعلوييها وتركها وكردها وسائر مكوناتها، ستواصل مسيرة التسامح وحماية الديمقراطية وروح التعاضد الموجودة في المجتمع. وطلب أردوغان من المجتمع التركي، في كلمة ألقاها أمام كتلة حزب العدالة والتنمية البرلمانية في العاصمة التركية أنقرة، أن يحتاطوا من الفتنة المذهبية التي يحرض عليها البعض، لأن مثل تلك الفتنة ما هي إلا خطوة على طريق هدم المجتمع التركي، مشيراً أن تركيا بلد منفتح على الجميع، والكل يمارس فيه حرياته ولا يمتلك أي أحد حق التدخل في أسلوب وطريقة حياة أي مواطن لأن الجميع هنا يعملون من أجل تركيا، مشدداً على أن تركيا لن تسمح بخلق أزمات داخلية جديدة، على غرار أزمة الإرهاب التي شهدتها تركيا على مدار 30 عاماً، لأن مثل تلك الأزمات لا تهدف إلا لإرهاق للمجتمع التركي. وقال أردوغان منتقداً "كمال قليجدار أوغلو"، رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض: "إن الجميع يعرف مدى ضعف حزب الشعب الجمهوري، ومدى اخفاقه في الانتخابات التركية المتعاقبة وتناقضه في إطار ذاته، خاصة وأن زعيمه هو سبب افلاس مؤسسة الضمان الاجتماعي التركية عندما كان مديراً لها، ولا نخفي أننا مسرورون من وجود هكذا زعيم على رأس هكذا حزب"، مشيراً أن عجز أحزاب المعارضة التركية، دفع تلك الشريحة من المواطنين إلى الشارع للتعبير عن رأيهم، وذلك لفقدانهم الأمل من المعارضة السياسية واخفاقاتها وفشلها المستمر في البرلمان، كذلك فشلها في التعبير عن رؤى وتطلعات تلك الشريحة من المجتمع التركي. واتهم أردوغان حزب الشعب الجمهوري المعارض بالسعي من أجل إفشال عملية السلام الداخلي في البلاد، وأنه يرى – أي حزب المعارضة الرئيسية - أن ما حدث في "الريحانية" ما هو إلا عملية طبيعية هدفها التعبير عن الرأي بكل حرية وديمقراطية، مشيراً أن تحقيقات السلطات المختصة بموضوع تفجير بلدة الريحانية على الحدود السورية – التركية ما تزال جارية على قدم وساق، وأن بعض الأسماء قد بدأت تتكشف، وأن حزب الشعب الجمهوري ضالع في تلك العملية، وأن الاتصالات التي حصلت مع الجانب السوري موجودة لديه، واصفاً أن الاعتداء الذي جرى على مكتبه في العاصمة التركية انقرة، هو اعتداء إرهابي مثل إعتداء الريحانية، والأحداث الذي يشهدها "ميدان تقسيم". وانتقد أردوغان بعض الأساتذة الجامعيين موضحاً أنهم دفعوا بعض طلاب الجامعات إلى الطرقات، في الوقت الذي قدمت فيه حكومة حزب العدالة التنمية في عهدها افضل المنح وأكثر الخدمات الطلابية تقدما على مستوى العالم من سكن جامعي وكتب مجانية وكمبيوترات لوحية مجانية للطلاب عبر مشروع "الفاتح"، كما وفرت الحكومة أحدث وسائل التعليم، فضلاً عن أن قطاع التعليم نال النصيب الأكبر من حصة التوظيف لدى الدولة، وأن الحكومة التركية أسست جامعات في جميع الولايات التركية كي يتمكن الطلاب من متابعة تحصيلهم العلمي بين أهلهم وذويهم. وتابع أردوغان أن حزب العدالة والتنمية لا يمارس ديكتاتورية على أعضائه – في إشارة إلى بعض أحزاب المعارضة-، وأن الشعب التركي حمى ديمقراطيته واقتصاده، ونجح بتجاوز هذه التجربة في زمن "سقوط الأقنعة"، مشدداً أن الذين جلسوا في الطرقات واغلقوها وقاموا بشتم الشرطة، قد أضروا بالأمن العام، ونظام الدولة، وأن كل ذلك مسجل وموثق بالصور والفيديو، وأن كل من شتم الشرطة والدولة سترفع بحقه دعاوى في المحاكم، وسيدفع غرامات مادية لقاء ما فعل، كذلك ستكون عاقبة من حرّض ولفق الأخبار. وختم أردوغان بشكر المواطنين الذين تداعوا من كل صوب وتفهموا الفترة الحساسة التي تمر بها البلاد، وعبروا عن أرائهم بشكل مدني وحضاري وديمقراطي دون اللجوء إلى الحرق والكسر، وفق أجواء من التسامح، كما شكر الشرطة على صبرها وتحملها وتصرفها وفق مقتضيات المسؤولية، ووسائل الإعلام التي عملت بمسؤولية عالية، كذلك "الأخوة والأصدقاء" في العالم، الذي هبوا إلى نصرة تركيا، مشدداً أن تركيا، خرجت من امتحان مهم دعّم قوتها. مشيراً في نهاية الحديث إلى جملة من الأهداف التي ستعمل الحكومة على تحقيقها على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، أبرزها خفض التضخم ورفع حجم الصناعات الدفاعية وزيادة الاستقطاب السياحي والالتزام بتحقيق السلام في المنطقة على صعيد السياسة الخارجية، وتعزيز الوحدة الوطنية وذلك بالتزامن مع الحفاظ على قيم ومبادئ الديمقراطية في تركيا.