كل يوم يكتسب اعتصام وزارة الثقافة دعما وتأييدا جديدين من المثقفين والسياسيين، حيث انضم رئيس حزب الدستور الدكتور محمد البرادعى إلى المعتصمين، واستغل المثقفون تصادف وجوده فى الاعتصام مع تاريخ ميلاده واحتفلوا، بعيد ميلاده، عند استقبالهم له لدى زيارته اعتصامهم. وردد المعتصمون أغنية عيد الميلاد باللغتين العربية والإنجليزية، وابتسم الدكتور محمد البرادعى، فيما واصل المثقفون هتافهم: «لسه الثورة مستمرة.. تحيا مصر». يذكر أن الدكتور البرادعى من مواليد 17 يونية 1942. وكان البرادعى والإعلامية جميلة إسماعيل، قد وصلا إلى اعتصام المثقفين بمكتب وزير الثقافة بالزمالك، ودخلا فى اجتماع معهم حول الوضع السياسى الراهن، ثم غادرا معًا عقب انتهائه. وقال الدكتور محمد البرادعى فى بداية لقائه مع المثقفين: «إننى أعبر عن سعادتى وشرفى بأن أكون معكم فى الوزارة من أجل معركة الحرية، مطالبا جموع المصريين بالنزول يوم 30 يونية لتصحيح ثورة 25 يناير العظيمة، مؤكدا أن محاولات وأد الفكر باسم الأيديولوجيات رأيناها كثيرا فى التاريخ ولم تنجح. و أكد أن النظام الحالى لا يعرف معنى الحرية والإبداع، وأن هوية مصر معروفة منذ سبعة آلاف عام وقال البرادعى إن الفن والثقافة والإبداع هى قلب الإنسان، وعندما نأخذ من الإنسان قلبه وعقله نقتل المجتمع، وهذا ما نراه فى مجتمع ظالم مستبد. ثم تطرق الحديث إلى الأوضاع السياسية وأبرزها إعلان البرادعى عن عدم نيته الترشح لرئاسة الجمهورية، حتى وإن أجريت انتخابات رئاسية مبكرة، كما طالب الرئيس مرسى بتقديم استقالته، وحث المثقفين على ضرورة الاتفاق على مرشح واحد للثورة. كما أكد الدكتور محمد البرادعى أنه يجب ألا تكون هناك أى انقسامات بين القوى السياسية، وإذا كانت هناك انتخابات رئاسية مبكرة يكون للثورة مرشح واحد فقط، حتى لا يتكرر سيناريو الانتخابات السابقة. كما أكد البرادعى خلال اجتماعه بالمثقفين المعتصمين، ضرورة أن ينزل الجميع للمشاركة فى يوم 30 يونية، وضرور المصالحة الوطنية بين جميع الأطياف السياسية الرافضة للأحداث السياسية والاقتصادية الحالية. وأضاف البرادعى قائلا «الحرية والثقافة هى قلب وروح الإنسان وهى التى قامت الثورة من أجلها فمحاولات قمعها تحت أى غطاء إيديولوجى أو أخلاقى لا تستمر، وما نراه من هذا النظام الفاشل هو ما أدى إلى تصحيح مسار الثورة فى 30 يونية الجارى ومن الطبيعى جدا أن تنحرف الثورات، ومن البديهى أن يتم تصحيحها». وقال البرادعى، إن ما رأيناه فى الاستاد يؤكد الجهالة ومحاولات الرجوع بمصر إلى الوراء، وهو ما لم ولن يتحقق أبدا، مشيرا إلى أن هذا الوضع يؤكد أننا نعيش فى فترة عبثية كما فى أعمال «كافكا» و«بريخت» ولابد وأن نضع لها نهاية بأيدينا بأسلوب سلمى، لافتا إلى أن راشد الغنوشى وهو من التيار الإسلامى، أكد أن محاولات كبت الحريات سوف تخلق مجتمعا منافقاً، وأن ما يحدث هو محاولة قتل حرية الرأى تحت غطاء الإيديولوجية ينتهى بقمع الحريات، الشعب المصرى سينزل يوم 30 لتصحيح مسار الثورة، النظام الذى يصف من سينزل يوم 30 بالكفار لا يستحق أن يستمر، النظام الذى يصف 150 مليون شيعى بالكفار لا يمكن أن يستمر، تغييرنا سيكون سلمياً وآمل أن ينزل الشعب المصرى يوم 30 يونية، محاولة وأد الفكر والحرية باسم الأخلاقيات ينهى الحضارات، آمل أن تكون هذه المرة هى الأخيرة التى أزور فيها اعتصام المثقفين، أطلب من الجميع التحلى بالصبر والشجاعة، نأمل أن يكون رحيل النظام قريباً وعلى مرسى تقديم استقالته، نأمل أن يكون بعد رحيل النظام فترة انتقالية تشمل المصالحة الوطنية، العدالة الانتقالية مهمة والقصاص ونأمل أن تكون هناك انتخابات مبكرة، أود أن أطمئن المصريين أن هناك وحدة فى الرأى ويجب تعديل الدستور، النظام الحالى لم يتكلم عن أى مشكلة نعيشها، الكلام عن الاستقواء بالخارج عبثى والتغيير يأتى على أيدينا، نحن نعرف هويتنا وقيمنا والمشكلة الحقيقية فى التعليم، ما رأيناه أمس فى مؤتمر مرسى لا يمثل مصر. وعلى جانب آخر حضر الاعتصام مجموعة من الفنانيين منهم لبنى عبدالعزيز، رانيا فريد شوقى وتوفيق عبدالحميد وعمرو سعد وأحمد سعد وخالد يوسف وسميرة أحمد وصفوت غطاس، بالاضافة إلى مجدى محمد على ومحمد العدل المتواجدين يوميًا فى مقر الاعتصام، وأحيا الليالى الفنية المطرب أحمد سعد، وقام بغناء مجموعة من أغنياته، «سألت نفسى كتير، مش باقى منى» وأهو ده اللى صار وأغنية العندليب الأسمر «عدى النهار»، وقام بتوقيع استمارة تمرد أمام المعتصمين أثناء غنائه على المسرح. وتفاعل الجمهور مع سعد خاصة أنه قام بتركيب كلمات ضد حكم الإخوان على أغانيه. كما انضمت مسيرة من العمال والعاملين بالسياحة معلنين تضامنهم مع المعتصمين لحين سقوط النظام. وأصدر المثقفون بيانا جاء فيه «يستمر اعتصام المثقفين المصريين لليوم الثانى عشر وقد تحول بتواصل جماهير الشعب المصرى العظيم إلى بؤرة متجددة لانطلاق حركة الشباب والثوار وحشد قواهم المتنوعة والخلاقة والمبدعة على طريق استرداد ثورته المغدورة فى 30 يونية المقبل وتحقيق أهدافها فى الحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية. إن شرارة الاعتصام التى أضاءت أجواء الواقع الثقافى والسياسى فى مصر تستمر فى فتح الأبواب التى طال اغلاقها وتحرير العقول والقلوب فى الموجة الجديدة من ثورتنا العظيمة، فتحية من المعتصمين بالقاهرة إلى إخوانهم من المثقفين وفنانى المسرح بالإسكندرية «والذى يشمل مجموعة كبيرة من الجماعات والفرق والمؤسسات المستقلة والذين بدأوا اعتصامهم بمسرح بيرم التونسى وكذلك العاملين والمبدعين بقصر ثقافة روض الفرج، وكذلك نوجه التحية إلى كل من أصدر بيانات بتأييد الاعتصام ودعم المعتصمين وهم: الحزب الاشتراكى المصرى، الجمعية الوطنية لنساء مصر، مثقفو ومبدعو الفيوم، أدباء الجنوب والممثلون لهم أعضاء مؤتمر اقليم جنوب الصعيد، مثقفو شبرا الخيمة، المبدعون بمحافظة الشرقية، تحالف اتحادات النقابات المهنية، حزب الأحرار الاشتراكيين، المركز المصرى للمعهد الدولى للمسرح «التابع لليونسكو»، الجمعية الوطنية للتغيير، حزب التجمع، حزب التحالف الشعبى الاشتراكى، أبناء ومثقفو دمياط، مؤتمر المثقفين بالمجلس الأعلى للثقافة، حزب العمال والفلاحين المصريين، الحزب العربى الاشتراكى الناصرى، حزب الكرامة، حزب الدستور، التيار الشعبى، المصريين الأحرار، حزب الأحرار المصريين، الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، اتحاد طلاب المعهد العالى للفنون المسرحية، طلاب كلية الإعلام جامعة القاهرة، الجمعية المصرية للمترجمين. ويهم المعتصمين المتابعين لحركة الواقع الثقافى والسياسى والمتفاعلين معهم أن يؤكدوا تأييد ابعاد وزير الثقافة المشبوه عن رئاسته للمجلس الأعلى للثقافة خاصة فيما يتعلق بمنح جوائز الدولة المستحقة للمبدعين المصريين وتوفير مناخ مناسب للتصويت على هذه الجوائز وعدم حرمان المستحقين من التقدير الضرورى لجهدهم المتميز وكذلك عدم اهدار جهد اللجان التى درست وراقبت وقدرت استحقاقهم لهذه الجوائز وأخيرًا عدم استغلال الظرف الحالى فى إهدار أموال هذه الجوائز ومصادرتها لصالح المشروع الظلامى للوزير المشبوه. كما يعلن المعتصمون رفضهم الكامل لإلغاء المهرجان القومى للسينما المصرية والذى هو المناسبة الوحيدة التى تقدر فيها الدولة ممثلة فى وزارة الثقافة جهود المبدعين السينمائيين عبر دورتين متعاقبتين، ويؤكدون أن هذا الإلغاء يمثل خطوة أخرى فاضحة ومشينة لهذا الوزير البائس فى خطته الرامية لإظلام كل مواقع الثقافة والفن تحت دعاوى وقف إهدار المال العام. ويؤكد المعتصمون مجددًا تحذيرهم من الخطر المحدق على الأمن القومى المصرى واستمرار سيطرة جماعة غير وطنية على دار الكتب والوثائق المصرية وما بها من وثائق مصر الاستراتيجية والخطيرة، ويحملون كل المؤسسات الوطنية والدولية المسئولية الكاملة عن استمرار هذه الجريمة التى نسعى لايقافها قضائيًا وأمنيًا وشعبيًا. ويعلن المعتصمون رفضهم الكامل والمطلق لاستمرار اعتقال السياسيين والنشطاء الذين يتصور النظام الغاشم أنه بحبسهم يمكنه التأثير على حشد طاقات الثوار قبل 30 يونية ويعلنون رفضهم الكامل للحكم فى مناضلى الثورة المصرية الشرفاء وكذلك يعلنون تأييدهم للمناضلين المضربين عن الطعام فى سجن طرة وغيره من معتقلات مصر. ويدعو المعتصمون جميع مثقفى مصر إلى الانطلاق مجتمعين من مقر الوزارة فى صباح 30 يونية الجارى بشكل يليق بالحركة الثقافية والفنية ويحمل حكومة الجماعة الفاشية مسئولية أى نوع من العنف فى مواجهة جماهير الشعب المصرى الذين يستخدمون حقهم المطلق فى استرداد ثورتهم وإنهاء النظام الفاقد للشرعية والمغتصب للسلطة والمتستر بالدين الحنيف.