مع اقتراب كل أزمة سياسية أصبح هناك عرف تقليدى لدى الأحزاب الإسلامية أن تقيم شعائرها من خلال قالب محفوظ لديهم, فالسيناريو يكون عبارة عن إعلان القوى السياسية رفضها الحدث من خلال تنظيم احتجاج فتخرج الأحزاب الإسلامية بعين الحكيم الذى يخاف على إراقة الدماء فتسارع كل منها لإطلاق مبادرة شعبية للتواصل بين الاحزاب الإسلامية والقوى المعارضة من التيار المدنى, ولكن غالبا ما تعي الاحزاب المدنية هذا الفخ وتعتبر ان هذه مبادرات واهية لا طائلة منها فهى لا تعتبر إلا مكلمخانة فتأبى التواصل معها فتعود منكسرة وتموت المبادرة. حزب النور هو الاول دائما فى إطلاق المبادرات السياسية بدعوى أن الحوار هو الحل والشارع لا فائدة منه ولكن الفشل يكون نتيجة حتمية للنور، خاصة وأنه الحزب المكروه حاليا من قبل جماعة الإخوان المسلمين ومؤسسة الرئاسة, فتسعى الجماعة والرئاسة سواء لإحراج الحزب وحرقه سياسيا فترفض نداءاته مكررا, لكن اليأس لا يعرف طريقه للنور فيصمم ان يطلق مبادرات لا يلتفت إليها أحد والأخيرة كانت قبل أيام قليلة, وتهدف الى تغيير الحكومة وتشكيل حكومة جديدة تضم جميع القوي السياسية، وإقالة النائب العام، وتعديل بعض مواد الدستور، ووضع ضمانات لانتخابات نزيهة. ولأن النور لا يلقي إعجاب الجماعة فاعلن رفضه للحوار معهم رغم أن النور قد تودد منذ أسابيع قليلة مضت وذهب يلبى دعوة حزب الحرية والعدالة لدراسة مخرج من الازمات السياسية, فذهب حزب الوسط ليعلن عن مبادرة سياسية جديدة لم تختلف كثيرا عن مبادرة النور سوى انها تلقي إعجاب الجماعة وخاصة بعد زيارة أحد قيادات الجماعة قبل أيام لمقر حزب الوسط والتقى بقياداته ليلعب الوسط دور الوسيط بين القوى المعارضة والإخوان. فعرض حزب الوسط على 16 حزبا سياسيا إسلاميا ومدنيا مبادرته التى تتضمن اقتراح الحزب كيفية تحقيق شراكة سياسية بين كل أبناء الشعب والموقف من الحكومة القائمة, الموقف من انتخابات مجلس النواب, بجانب الموقف من المخاطر الخارجية التى تهدد كيان الدولة المصرية وعلى رأسها مشروع سد الألفية الأثيوبية. وجاء رد الكثير من القوى السياسية رافضا لها متمسكا باجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وعن المبادرة الثالثة التى لم تتضمن شروطا مسبقة للحوار أو نقاط محددة للنقاش خرجت مبادرة الأزهر الشريف تضمنت دعوة الأزهر والكنيسة وكل المنابر الثقافية والفكرية والإعلامية الحرة إلى رفض لغة العنف ودعوات المساس بدماء المصريين أو ترويعهم وتهديدهم، وترويج أسس العمل السياسى الصحيح والنضال الثورى السليم. وعدم قبول المعارضة ان تكون عبارة عن غطاء سياسى لأى عنف قد يتورطون فيه. وفى نفس السياق قال الدكتور شعبان عبدالعليم عضو الهيئة العليا بحزب النور إن مبادرة حزب الوسط مازالت محل دراسة لديهم, واستنكر الاعلان عن عقده مبادرات لا جدوى منها وخاصة انها تنتهى الى لا شىء. وأضاف: كلما أصدر النور مبادرة سارع الآخرون من خلفه بمبادرات لا فائدة منها, فكان على الوسط الاكتفاء بمبادرة النور ونظر اليها بجدية. وعن أسباب فشل كافة المبادرات المطروحة قال عبدالعليم «لا أحد يسمع الى الصوت المعارض له وهذا ينطبق على كافة الأطراف سواء الرئاسة أو الأحزاب الأخرى فالعبرة ليست بالمبادرات ولكن بمدى الاستجابة لها». وأضاف الدكتور مصطفى النجار، أحد شباب الثورة ورئيس حزب العدل: إن هذه المبادرات كما تعرف توقيت صدورها مع كل أزمة سياسية تعيشها مصر هى أيضا على علم بفشلها ونهايتها, وقال: إن الحركة القادمة فى 30 يونيو لن يوقفها أحد ولن تشفع أى مبادرة لثورة هؤلاء الشباب لأنه لا يوجد شخص أو حزب مركزى يقود هذه الموجة الثورية. وشدد النجار على رفض القوى الثورية لمبادرات الأحزاب الإسلامية بشكل خاص لأنها لا تعبر إلا عن نفسها وهؤلاء يفرضون أنفسهم على المشهد السياسى لتحقيق مكاسب معينة ولكن الكثير من الشعب فقدوا الثقة بهم ومحاولاتهم لن تكلل بالنجاح.