صدر مؤخرًا عن المركز القومي للترجمة، النسخة العربية من كتاب "كيف يسقط العمالقة" خريطة اقتصادية لنهاية العهد الأمريكي، من تأليف مايكل جيه.بانزنر، ومن ترجمة طارق راشد عليان. يقع الكتاب في 388 من القطع الكبير، ويتكون من جزأين و 9 فصول، يأتي الفصل الأول بعنوان خطوط تصدع إمبراطورية اّخذة في الأفول، ثم يتحدث عن الفرص والتهديدات في الجزء الثاني. ويتحدث المؤلف، في سخرية: "لو سألت الأمريكيين، كيف يمكن لحياتهم أن تتبدل إذا لم تعد الولاياتالمتحدة القائد العسكري والسياسى والاقتصادي والثقافي الأول في العالم، لنظر الكثير منهم إليك في دهشة"، ويستطرد المؤلف، يعلمنا التاريخ أن الإمبراطوريات دائما ما تأتي وتذهب، فمن قبل الولاياتالمتحدة كان هناك بريطانيا العظمي وإسبانيا وهولندا، ولو رجعنا بالتاريخ للوراء أكثر لوجدنا روما، فلماذا ينبغي أن تكون هذه المرة مختلفة؟, لأن كل الاحتمالات تقف ضد ذلك، فهناك كثير من الأدلة التي تشير إلى أن أيام الولاياتالمتحدة باعتبارها زعيمة للهيمنة باتت معدودة، حيث إن الولاياتالمتحدة التي كانت يوما ما تجسيدًا للرخاء، تكتشف الآن أن مواردها المالية في حالة يرثى لها، وتعتمد اعتمادًا كليًا على الأموال المقترضة، ولم يعد الدولار مخزونًا للقيمة بلا منازع أو وسيطًا للتبادل مقبولًا عالميا, وفي الوقت نفسه نرى القوى الصاعدة مثل الصين وروسيا والهند، تُعرض بصورة متزايدة عن إتباع خطى الولاياتالمتحدة، وحتى تفوق الولاياتالمتحدة يقع تحت طائلة الشك في ظل الإنكسارات التي حلت بها في العراق وأفغانستان. بحسب المؤلف، فإن استطلاعات الرأي قد كشفت أن زعيمة العالم الحر لفترة طويلة لم تعد تحظي بالاهتمام أو بالإعجاب كما كانت من قبل، فإن الكثير ممن يعيشون في أماكن مثل الشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية وآسيا، وحتى في أوروبا الغربية يرفضون معايير الولاياتالمتحدة وقواعدها وأهدافها السياسية وتقاليدها الثقافية، لصالح معاييرهم, حقيقة الأمر أن الأجانب يعترفون بتحول هيكلي في النظام العالمي وهو أمر لا يعلم معظم الأمريكيين حتى بحدوثه!. يقول المؤلف، إن السنوات المقبلة لن تمثل لكثير من الأمريكيين شيئًا أقل من العصور المظلمة الحديثة، حيث يجلب كل يوم إليهم مخاوف جديدة ومخاطرغير مألوفة واحساسًا عميقًا بهواجس الشر، ولعمل ذلك، سيتعين على الناس بطبيعة الحال، أن يفهموا كيف وصلت الأمور إلى ما هى الآن، والأهم من ذلك أنهم سيكونون بحاجة لمعرفة كيف ستمضى الأمور على جميع المسارات في المستقبل. إن هذا الكتاب، هو خريطة طريق اقتصادية لنهاية العهد الأمريكي، فهو يجيب على الكثير من الأسئلة، فبدءا من دراسة القضايا الاقتصادية والسياسية والجيوسياسية، والاجتماعية، ووصولا إلى الحقائق العملية لكسب العيش، وحماية الثروة والحفاظ عليها، وإدارة الأعمال التجارية، يقدم هذا الكتاب لمحة واضحة وشاملة لتحقيق أكبر استفادة في أشد الأوقات تزعزعًا وعدم الاستقرار, وبالنسبة لاولئك الذين ليس بمقدورهم توفيق الأوضاع لصالحهم، فإن الكتاب بمثابة مرشد واضح سلس من شأنه أن يساعده على ضمان توفيقها. المؤلف الخبير الاقتصادي المعروف مايكل جيه بانزنر، وهو رجل محنك وذو خبرة في مجال الأسهم العالمية والسندات وأسواق العملات تمتد لأكثر من 25 عاما، عمل خلال حياته المهنية لدى شركات كبرى في نيويورك ولندن مثل اتش اس بي سي،سوروز فاندز، وهو مؤلف كتاب "معركة هرمجدون المالية" وعضو هيئة التدريس بمعهد الدراسات المالية بنيويورك. مترجم الكتاب طارق راشد عليان، حاصل على ليسانس الترجمة الفورية في اللغة الإنجليزية من جامعة الأزهر، محرر ومترجم بمركز الإمارات للدراسات والبحوث، كاتب ومحرر في مجلة العربي، وفي مشروع كلمة بأبو ظبي، ترجم وراجع العديد من الاعمال نذكر منها (الإضطراب المناخي)، (عندما يضل العلم الطريق)، كما عمل صحفيًا ومترجمًا لدى العديد من الصحف العربية والدولية والمواقع الالكترونية.