بعد ساعات قليلة من اجتماع الرئيس مرسي مع بعض قيادات الأحزاب والقوي الوطنية في مصر لمناقشة الآثار المترتبة علي سد النهضة الاثيوبي، فوجئ المصريون بكارثة جديدة. قررت أوغندا إنشاء سد مائي لإنتاج الكهرباء بقدرة 6 آلاف ميجاوات، تنفذه شركة صينية بتكلفة تصل إلي 1.3 مليار دولار، يقام السد علي نهر كاروما أحد روافد النيل في أوغندا، وقررت الحكومة الأوغندية استخدام حصص مياه اضافية من بحيرة فيكتوريا لتعزيز قوة اندفاع المياه من روافد النيل. أكد الدكتور حسن شعبان وزير التنمية الريفية في حكومة الوفد خبير الموارد المائية أن سد أوغندا لن يكون له تأثير كبير علي حصة مصر من المياه، لأن أوغندا ورواندا وتنزانيا تحصل علي 15٪ من ايراد مياه النيل. وطالب «شعبان» الحكومة المصرية بإقامة مشروعات عاجلة في قناتي جونجلي (1) و(2) لمواجهة الأزمات المائية. وأضاف أنه يتم إهدار نحو نصف مليار متر مكعب من المياه سنوياً في بحر الغزال وبحر القرزون في السودان الشمالي، وأن لجوء إثيوبيا وأوغندا لإقامة سدود في هذا الوقت يعد تقصيراً شديداً من القيادة السياسية، وأن وزارة الري المصرية غائبة عن ترشيد مواردها المائية، ولابد من استخدام أحدث النظم في عمليات الري بالتقطير وليس الغمر. وأكد «شعبان» أن مصر أخطأت عندما فتحت مفيض توشكي وأهدرت آلاف الأمتار من المياه في الصحراء، مما أدي إلي وجود انطباع لدي دول حوض النيل بأن مصر لديها فائض في المياه. وأكد «شعبان» أن الدراسات الاثيوبية تشير إلي أن ملء السد في فترات الفيضان العالية والمتوسطة سيكون له تأثير علي الكهرباء المولدة من السد العالي فقط، وأن الدراسات تؤكد أنه في حال ملء الخزان في فترات الجفاف فإن منسوب السد العالي يصل إلي أقل من المنسوب التشغيلي له لمدة 4 سنوات متتالية، مما يؤثر علي توفير المياه اللازمة للري وعدم القدرة علي توليد الكهرباء. وطالب «شعبان» القيادة السياسية بالتحرك السريع وإلزام اثيوبيا وأوغندا بالمعاهدات الدولية وأن هذه الأزمات لن تحل بالخطب والشعارات كما فعل «مرسي» في العيد الخمسين للوحدة الافريقية بأديس أبابا. وفي تنزانيا أعلنت هيئة الكهرباء الوطنية في تنزانيا عن خطة لإنارة 1000 قرية ريفية قبل حلول نهاية العام الجاري من خلال مشروع سد دوما الذي دخل في مراحل إنشائه الأخيرة، وقال جورج سيمباتشوين وزير الكهرباء والمعادن في حكومة تنزانيا انه تم اعتماد 275.6 ألف دولار لاستكمال المرحلة الثانية من مشروع كهربة الريف وتحقيق الربط الكهربي بين 12 قرية في اقليم كيبنيجو بشرق تنزانيا كما تم اعتماد 143 مليون شلن تنزاني لتمويل اقامة خط ربط كهربي بقدرة 33 كيلو فولت ومحولات ملحقة به لتوزيع الكهرباء علي نحو 50 تجمعاً ريفياً في شرق تنزانيا والعمل علي تقديم خدمة كهربائية لأبناء الريف التنزاني المحرومين من الكهرباء لا تقل عن تلك التي تقدم في مدن تنزانيا الحضرية. وتتبني تنزانيا خطة استراتيجية للوصول إلي هدف ايصال الكهرباء لكافة مناطق الريف التنزاني بدأ تنفيذها علي مراحل منذ أكتوبر 2010 بإنشاء هيئة وطنية مستقلة للكهرباء لإنارة الريف التنزاني الذي يفتقد غالبيته هذه الخدمات وغيرها من خدمات البنية الأساسية.