كشفت جلسة الحوار الوطني التي عقدها الرئيس محمد مرسي، أمس، مع عدد من رؤساء الأحزاب والشخصيات العامة لمناقشة أزمة بناء "سد النهضة" الإثيوبي، عن عدم استعداد مؤسسة الرئاسة، لمناقشة هذه الأزمة الخطيرة.. وكان عدم علم معظم الحاضرين ببث الجلسة على الهواء، ما يدعو للسخرية. وتأكد لمن عزفوا عن حضور المؤتمر، أنهم كانوا على حق، حيث رفض الحضور كل من الحزب المصري الديمقراطي، والتيار الشعبي، وحزب المؤتمر، خاصة بعد طلب عمرو موسى، من الدكتورة باكينام الشرقاوي، مساعد رئيس الجموهورية والمسؤولة عن الحوار الوطني، نسخة من تقرير اللجنة الثلاثية حول سد النهضة، وهو ما لم ترد عليه باكينام، وبالتالي قرر عمرو موسى عدم الحضور. شهت الجلسة فاصلا من مجاملات بعض الحضور للرئيس مرسي، وكان على رأسهم الدكتور أيمن نور رئيس حزب غد الثورة، الذي قال للرئيس: أول مرة أبقى سعيد علشان عرفت قيمة إن عندنا رئيس مهندس. ولا أعرف ما هي القيمة التي أضافها الرئيس محمد مرسي إلى مصر، ولا يراها سوى أيمن نور، بعد معناة المصريين على كافة المستويات في سنة أولى "مرسي"، في حين يوجد في سجون النهضة أكثر من 3 آلاف معتقل. صمت أيمن نور، كان أفضل من مجاملة رئيس لم يف بوعد، ولم يحقق مطالب الثورة التي أتت به رئيسا لمصر. أيمن نور، الذي نافس مبارك في انتخابات الرئاسة المصرية 2005 والتي حل فيها ثانيًا طبقا للأرقام، وحُكم عليه بالسجن 5 سنوات في ديسمبر 2005 بتهمة تزوير في توكيلات تأسيس حزب الغد، وهو ما نفاه معتبرًا القضية سياسية، وتم الإفراج عنه في 18 فبراير 2009 لأسباب صحية، كان ينبغي عليه، وباقي الحضور الارتقاء بمستوى الحديث عن الأزمة، التي نعيشها في ظل بناء إثيوبيا لسد النهضة، والتعبير عن قلق الشارع المصري، ودراسة الأمر جيدا قبل الإدلاء بأي مقترحات غير مسؤولة على الهواء مباشرة، أو مجاملة الرئيس من أجل مكاسب شخصية على حساب شعب يعاني. كان ينبغي أن يكون هذا الحوار الهام سريا، بحضور ممثليين عن الجيش والمخابرات، وكل القوى السياسية والثورية، مع دراسة جيدة ودقيقة للأزمة وتقرير اللجنة الثلاثية، قبل البدء في المقترحات. لكن يبدو أن جماعة الإخوان مستمرة في حرق الشخصيات السياسية، مثل ما حدث مع الأخوين "مكي"، ويبدو أن إذاعة الحوار على الهواء كان فخاً لحرق مزيد من الشخصيات التي ليست على هوى الإخوان.