قد يصل هذا المقال إلى القارئ الكريم وقد تغيرت الخارطة السياسية في بلاد الشام، الأحداث تتسارع نحو التصعيد على كل الصعد، حزب الطائفة الشيعية في لبنان بقيادة نصر الله قد انجر محبا أو كارها إلى أتون المعركة العسكرية إلى جانب جيش الطائفة في سوريا الذي يحارب الشعب السوري العظيم الباحث عن الحرية والكرامة وحقه في اختيار نظام حكمه. لم يكن انخراط "حزب الطائفة الشيعية اللبنانية" في المعارك العسكرية على جبهة القصير في سوريا إلا بموجب تعليمات صادرة من طهران. يقول علي أكبر ولايتي المرشح لرئاسة الجمهورية الإيرانية ومستشار المرشد الإيراني: إن سوريا ليست وحدها وأن إيران لن تتركها وحيدة في الميدان ولن تسمح بسقوط النظام في دمشق. هذا القول يؤكد أن اشتراك حزب الطائفة الشيعية اللبنانية في الحرب ضد الشعب السوري لم يتم إلا بموجب أوامر صادرة من طهران. (2) وأخيرا انكشفت الأقنعة عن الوجوه، هذا يدعي أنه ينسب إلى بيت النبوة ويمارس أعمال أبو لهب ضد أتباع بيت النبوة، وذاك يدعي أنه حامي قبور / مراقد آل البيت الشريف وهو يدفن منهم على سنة محمد عليه السلام أحياء كما شاهدنا على شاشات التلفزة العالمية، كل ذلك من أجل حماية سلطة ظالمة قاهرة حاقدة، إنها سلطة بشار الأسد. الكل يعلم أن من ينسب إلى بيت رسول الله لا يحق له أن يكذب أو يفتري، لأن بيت النبوة مقدس عند كل من يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. السيد حسن لم يكن صادقا في كل ما كان يقول عن تورطه في الحرب الدائرة بين جحافل بشار الأسد الطائفية الشعوبية والشعب السوري. السيد كان يقول في بادئ الأمر إنه يعمل من أجل حماية الشيعة القاطنين بين أهل السنة النبوية في القرى السورية الحدودية مع لبنان، وكأنه المكلف من قبل الحكومة اللبنانية المسؤول الشرعي لحماية الشعب اللبناني أفرادا وجماعات في داخل لبنان وخارجها، يقول إنه ذاهب مع جحافل قادمة من العراق وإيران ولبنان ومرتزقة آخرين لحماية "المراقد" وكأن تلك الأضرحة مهددة بالنبش والإهانة، ونسي السيد ورهطه أن تلك المراقد لها مئات السنين لم تمس بضرر وقد مرت على سوريا الحبيبة غزوات الصليبيين وجحافل التتار وغيرهم ولم تمس تلك الأضرحة، لأنها ليست ذات أهمية في أي صراع حتى تكون هدفا اليوم. السيد حسن يقول إنه يحارب الأمريكان والصهاينة والتكفيريين، أين ميدان المعركة؟ إنها سوريا الحبيبة على امتداد القطر السوري، وأنه ذاهب، كما يقول، بكل قواته لتحرير مدينة القصير السورية من أهلها السوريين، لأن تلك المدينة الباسلة وقفت في وجه قوات بشار الأسد الظالمة، أنه ذاهب إلى حمص من أجل تحريرها من أهلها السوريين الذين يتصدون لقوات الأسد لأكثر من عامين لم يستطع جيش بشار اختراق محيطها رغم جبروته العسكري، استخدم الطيران الحربي والمدفعية بكل أنواعها وراجمات الصواريخ والدبابات ضد أهل القصير وحمص العزل من السلاح النوعي ولم يفلح جنده في ذلك، فجاء السيد بجحافله الجرارة المكونة من مليشيات حزبه وآخرين من العراق الطائفي وجحافل الحرس الثوري وفيلق القدسالإيرانيين وغيرهم. السؤال الذي يطرح نفسه على السيد حسن: أليست مزارع شبعا اللبنانية التي طالما تحدثت عن تحريرها سابقا أولى بتحريها من قبضة الصهاينة بدلا من مدينة القصير السورية التي لا يوجد فيها صهيوني واحد؟. كان السيد حسن نصر الله يقول إنه نصير المظلومين والمهمشين والمقهورين وصدقناه في بادئ الأمر، ولكنه أثبت اليوم أنه نصير الظالمين الحاقدين الحاكمين في دمشق. (3) كثيرا ما يتحدث الشيخ حسن نصر الله عن التكفيريين دون تحديد، فهل من ينكر نزول الوحي على محمد صلى الله عليه وسلم ويقول بعلي عليه السلام بدلا من محمد كافر أم مؤمن بالإسلام؟ وهل من يقول بدلا من تشهّده في الصلاة "أخطاء الأمين" أي جبريل عليه السلام عندما نزل بالوحي على النبي محمد وكان من المقرر، كما يدعون، أن يكون الوحي إلى علي عليه السلام يعتبر من الكافرين؟ هل من يقول: "إن النبي كتم شيئا مما أوحي إليه به" وأن القرآن محرف، يعتبر من المسلمين أم من الكافرين؟ أليس القائلون بذلك هم من الكافرين؟ وما تفسيركم للآية الكريمة 67 من سورة المائدة؟ وما حكم من يطعن في شرف أمهات المؤمنين اللاتي برأهن الله عز وجل في كتابه الكريم؟ ألستم مروجي "حديث الإفك"؟. آخر القول: عشقناك قبل انخراطك لنصرة الظالمين في دمشق، ووقرناك وناصرناك عندما كنت تحارب إسرائيل، كانت خطاباتك منطقية وحجة قوية، أما اليوم فأقوالك وخطاباتك حق عليها قول الحق: " وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ"، صدق الله العظيم. نقلا عن صحيفة الشرق القطرية