أكتب هذا الحديث ليلاً لكن علي أضواء الشموع، وتمثلت الحكمة القديمة القائلة: (إن الحرية الحقة تكتب علي أضواء الشموع). .. وإذا ما عم الليل -هذه الأيام- وأرخى سدوله، بحثنا عن شعاع نور آت من قريب أو بعيد.. انتظرناه حتي مطلع الفجر الوليد.. وأشرقت الأرض بنور ربها.. وبدأت أشعة الشمس تأخذ طريقها.. هازمة جيوش الظلام، وصدق الحق سبحانه وتعالى في أم الكتاب: «والليل إذ عسعس والصبح إذا تنفس». وجاء الصبح جميلاً عبقاً كما قال الشعراء: «يا أيها الملاح قم شد القلوع».. وعاد المصباح إلي الوجود من جديد، وبدأنا نتناجي معه سهر الليالى ونتذكر ما قيل عنه فى «الزمن القديم» وإن اختلفت الرؤى وتشعبت الأفكار وهربت المعانى نحو «بئر سحيقة».. والقمر «مصدر الضياء فى.. الليل البهيج.. هو إلهام الشعراء على مر السنين.. يتربع علي عرشه الأبنوسى.. ونعود إليه بلغة الشعراء.. نتغزل في معناه ونترجم كبرياءه بلغة الشعراء.. فهو معنا منذ الأبد.. (أضاء لآدم هذا الهلال) فكيف تقود الهلال الوليد وحيث يخيم الليل علي الكون، ولا نجد القمر وقد غاب، والمصباح وقد انطفأ نوره.. نترجم في وجداننا قصص الحب القديم لكي ينسي الإنسان رهبة الظلام.. ولكن: «سجى الليل حتي هاج لي الشعر والهوى ما البيد إلا الليل والشعر والحب. والحديث عن الحب «نور يضىء القلوب» «نور علي نور». وإذا انطفأ النور وعم الظلام، ما عاد لنا إلا أن نتناجي بالقلوب الجريحة والألم المكتوم في الصدور حكايات نتسلق بالفكر أعتابها.. ونرويها مع النفس لتنير لنا ظلمات الزمان والمكان.. قصة قديمة حفظناها وأخذنا مع.. ظلمة المكان وصمت الطريق المملوء اليوم بالأشواك. جاء القراء والكتاب من كل حدب وصوب في مجلس.. الخليفة.. يتقربون إليه مادحين وقال قائل منهم تمجيداً لهذا الخليفة الهمام: إقدام عمرو في سماحة حاتم في حلم أحنف في ذكاء إياس. فما كان من «الرأى الآخر» أن هب واقفاً مخاطباً الشاعر القائل بهذا الوصف: «مازدت أن وصفت الخليفة بصعاليك العرب.. فما كان من الشاعر «صاحب المشاعر» أن رد قائلاً: «لا تنكروا ضربي لي من دونه ملك في الندا والبأس فالله قد ضرب الأقل لنوره. مثلاً من «المشكاه والنبراس». وبهت القوم.. وحسن الاستدلال واضح وأيضاً «والمعنى في بطن الشاعر».. وإن ضاع نورهم فنور الله به نهتدى.. نور على نور يهدى الله لنوره «من يشاء».. وهذا هو النور الحقيقى.. الهادى إلى الرشد.. وطريق النجاة وأقول قولى هذا.. وقد أطل النهار الوليد.. وأطفأنا الشموع.. وصدقت الحكمة القائلة: «الله أكبر أن نور محمد في الورى أقوم وأقوم قيلا ظهر الصباح إذن.. فأطفئوا القنديلا وإنها كلمات تعبر عما يجول في الصدور.. (وتحتاج إلي ترجمة) والمعنى في بطن الشاعر (وكلنا شعراء).