وصفها الإمام الأكبر بالمسيحية الأزهرية الكاتبة والشاعرة المسيحية مريم توفيق أحد الوجوه النسائية التى برزت على الساحة الثقافية والأدبية، رسمت لنفسها طريقًا واحدًا يدعو للحب والسلام والاحترام بين الأديان، رأت فى القامات الدينية المصدر الحقيقى لكثير من الصفات الإنسانية فى أجمل معانيها والإخوة الإنسانية فى أبهى صورها، استقت معظم كتاباتها من وحى السلام، حيث صدّرت كتبها ومؤلفاتها بباقات السلام والمحبة، حتى وصفها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بقوله إنها مسيحية - أزهرية، حظيت بلقاءين مهمين مع قداسة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان وقداسة البابا تواضروس، حتى أنها خصصت ضمن مشروعها الفكرى ثلاثية عن رموز الأديان المتمثلة فى شخوصهم الثلاثة. مريم توفيق عضو اتحاد الكتاب وجمعية الأدباء ونادى القصة والمنتدى الثقافى المصرى ورابطة الأدب الحديث وعضو الجمعية المصرية التاريخية، صدر لها العديد من الأعمال الشعرية مثل اعزف على أوتار العشقب واأزهار الخريفب ومن المؤلفات التى حظيت بإقبال شديد اإمام المصريينب وامن سنا العشق الإلهىب وامحبة وسلامب وامع القلب الطيبب، والما القلب يبقى طيبب، كما تمت ترجمة أعمال السلام التى كتبتها بمعرفة الأزهر الشريف إلى الملفات الأجنبية والفرنسية والإيطالية والإسبانية وتم عرضها بمكتبة الفاتيكان العالمية. االوفدب التقت الكاتبة الكبيرة مريم توفيق، وهذا نص الحوار. بداية="" ..="" ماذا="" يمثل="" لك="" شهر="" - هذا الشهر يعيدنا إلى أيام الطفولة الجميلة جداً، فحتى الآن أستعيد كل الأيام الحلوة فى هذا الشهر من خلال الكتابات شعراً ونثراً ومقالات، فعلى أيامى لم تكن هناك عمليات الإرهاب التى رأيناها فى السنوات الأخيرة، فقد كنا نحضر امدارس الأحدب فى كل الكنائس دون أى حراسات على الأبواب مثل أى مؤسسة، فكانت الدنيا جميلة جداً، وحينما يأتى شهر رمضان كنا نشارك فى تعليق الزينات والفوانيس، وكنا صغاراً لا ندرك معنى رمضان، لكننا نرى أولاد الجيران يعلقون الزينة فنشاركهم هذه الطقوس الجميلة، وكذلك كنا فى المدارس نبكى إذا غبنا يوماً فنذهب بفساتين العيد وحتى المدرسات كن يصطحبن الفتيات المسيحيات أمام التلاميذ فى مقدمة الفصل لتقديم التهنئة لنا بالعيد، ولذلك تربينا على الحب والوحدة الوطنية الحقيقية، كذلك فإن والدى قبل رحيله كان يقوم بعمل إفطار كبير لأبناء الجيران وكنا نشاركهم الفرحة. فلم تكن هناك تلك المدنية الجامدة جداً، فالحياة كانت بسيطة، فهناك حب حقيقى ومشاعر طيبة، وكل هذا ترسخ فى قلبى فتربيت على العطاء وقمت بتربية أبنائى على ذلك أيضاً وحب الناس، فليس لدينا تعصب، فنحن من المنصورة ولدينا تقاليد وعادات، وأتذكر وأنا فى سن كبيرة أني اشتريت افانوسًاب ووضعته فى بلكونة المنزل، لكن الجيران اقترحوا علىّ وضعه فى الشارع، فكان افانوسًاب له طعم آخر لديهم، لأننى مسيحية أشارك إخوتى المسلمين فرحتهم بهذا الشهر الفضيل، وهذه كلها مشاعر جميلة محفورة داخل قلبى. ودائما أذكرها فى الكتب خاصة كتب االسلامب التى ركزت عليها فى كتاباتى منذ عام 2016 وحتى منذ بداياتى 2006. ما="" تقييمك="" لدور="" بيت="" العائلة="" فى="" احتواء="" وإبطال="" مفعول="" الفتن="" التى="" تحاك="" لتمزيق="" الوحدة="" الوطنية="" فى="" - فكرة بيت العيلة جميلة جداً جاءت فى وقتها، فبعد الثورة حدثت أكثر من عملية إرهابية، فجاءت فكرة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف بتأسس بيت العائلة عندما جاء لتقديم واجب العزاء لقداسة البابا تواضروس فاقترح عليه تأسيس بيت العائلة، فهناك بعض المشاكل بين المسلمين والمسيحيين، خاصة فى صعيد مصر بسبب الثأر وبعض المعاملات التجارية، ولذلك فوجود بيت العائلة شيء جميل جدًا، بسبب وجود رموز الديانتين سواء القساوسة أو المشايخ لرأب أى شرخ أو أى عنف، وتهدئة النفوس حتى يعيش الكل فى وطن واحد، ولذلك أرى أن دور بيت العائلة ممتاز، إلا أننى لم أشارك به بالرغم من أنه طلب منى ذلك، ولكن لضيق الوقت قلت إننى من الممكن أن أقوم بدور كبير يساهم فى جهود بيت العائلة من خلال تأليف الكتب، فلابد من تغيير الفكر بالفكر، عن طريق الدراسة والكتابة وأترك أعمالًا جيدة للأجيال القادمة. ما="" تقييمك="" لجهود="" فضيلة="" الإمام="" الأكبر="" شيخ="" الأزهر="" والبابا="" فرنسيس="" فى="" توقيع="" وثيقة="" الإخوة="" الإنسانية،="" وهل="" تمثل="" الحركة="" المشتركة="" لهما="" قوة="" دفع="" لمبادئ="" الحريات="" الدينية="" وضمانة="" لحرية="" - أشعر بسعادة غامرة عند الحديث عن وثيقة الإخوة الإنسانية، فلم أر طيلة حياتى توافقًا روحانيًا مثل الذى بين قداسة بابا الفاتيكان فرنسيس وفضيلة الإمام الدكتور أحمد الطيب شيخ الأهر فهناك كاريزما وقبول بينهما، وبالطبع بين قداسة البابا تواضروس وأقدم خالص تهنئتى له من خلال منبر جريدتكم الموقرة، بمناسبة صيام عيد القيامة، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، فقد قابلت هذين الرمزين الروحيين، كما حظيت بمقابلة قداسة البابا فرنسيس، فوجدت أن هناك محبة كبيرة جدًا بينهما، ولذا رأيا أن يستثمر هذه المحبة وحب الناس لهما كرمزين روحيين لهما تأثير كبير فى عمل وثيقة لضمان سلامة الإنسان بصرف النظر عن دينه ومعتقده ولونه وجنسه، والحمد لله تم توقيع هذه الوثيقة التى اعتمدتها الأممالمتحدة كوثيقة عالمية وتمت ترجمتها إلى كل لغات العالم، وما يتبقى هو تطبيق هذه البنود، لأنها ليست بين الأديان السماوية أو الإسلام والمسيحية فقط، ولكنها للأديان السماوية وغير السماوية، أى للبشرية بشكل عام أولها احترام عقائد الآخرين التى تساوى االدين المعاملةب فقط، فنحن لا نريد غير ذلك، إلا نشر المحبة والسلام فى كل مكان، وقد قمت بكتابة كتاب عن وثيقة الإخوة الإنسانية أسميته اعلى درب المحبة بين الأزهر والفاتيكانب وكتاب آخر بعنوان اعندما يكتمل البدرب من وحى وثيقة الإخوة الإنسانية، وقد ترجم لى 3 أعمال فى بداية كتاباتى عن السلام اعشق مختلف جدًاب اكلمات فى جزيرة السلامب واكلمات فى أرض السلامب ترجمها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، وبعد أن مرت الزيارة التاريخية لقداسة البابا أستطيع أن أقابل قداسته لو تمت ترجمة أعمالى على أساس أن تكون هناك مادة مكتوبة أعرضها أمام قداسته، وبالفعل وجه فضيلة الإمام بترجمة كتبى إلى خمس أو ست لغات من بينها الإيطالية، بشكل أدبى بمفردات مبسطة سهلة وبه روحانية، ثم تواصلت مع سفير الفاتيكان، وطلبت منه بعد ترجمة هذه الكتب الثلاثة أن يعرض الأمر على قداسة البابا بوجود مصرية قامت بدور بمفردها وتبناها الأزهر الشريف، وهذا معناه أننا فى رباط إلى يوم الدين، لأن هناك بعض الدخلاء والمرتزقة الذين يريدون إفساد العلاقة ولا يعرفون معنى التسامح الدينى والتعايش المشترك والوسطية التى يتبناها منبر الأزهر، ففوجئت بتوجيه دعوة لى من بابا الفاتيكان بعدها بأسبوع للقائه، وبالفعل قابلته وقدمت له أعمالى وكتبى، واستغرقت وقتًا كبيرًا فى اللقاء معه أكثر مما تمنيت وتوقعت، وخرجت بانطباع أن البابا يكن له كل الاحترام والتقدير والمحبة، لشخص فضيلة الإمام أنه يترجم أعمال مسيحية، لكن ذلك ينم عن أنه صاحب رسالة إنسانية أولًا ثم رسالة وطنية، لأنه عندما يحافظ على شركاء الوطن ولحمة النسيج الواحد، فهذا دور وطنى لأنه يخاف على البلد والشعب. ثم طلب منى فضيلة الإمام بيان لماذا أقوم بهذا الدور فى مؤلف جديد، ثم طلبت من سفير الفاتيكان مقابلة البابا للمرة الثانية، وكان عندى أمل ففوجئت أنه أرسل لى للمرة الثانية لمقابلته وأثنى على أعمالى ودور فضيلة الإمام، وطلب منى ألا أتوقف عن هذه الرسالة أبدًا، لأننى أنشر المحبة والسلام كسيدة مسيحية بمفردى، وبعد أن كتبت كتابًا عن وثيقة الإخوة الإنسانية وترجمه الأزهر، فوجئت بإشادة بابا الفاتيكان على لسان سفير الفاتيكان عند مناقشة هذا الكتاب فى ندوة بمركز المؤتمرات بالأزهر ثم بعدها بأيام وصلني خطاب شكر وإشادة من قداسة البابا نفسه يعبر عن سعادته بأعمالى وكتاباتى. وهل="" ترين="" أن="" وثيقة="" الإخوة="" الإنسانية="" من="" الممكن="" أن="" تؤصل="" لحوار="" إسلامى="" مسيحى="" يخدم="" البشرية="" من="" أجل="" التعايش="" - بكل تأكيد، فالوثيقة أولًا لا تجرم إهانة عقائد الآخرين فقط، لكنها تعطى حقوقًا للطفل وحق المرأة فى التعليم والعمل، فما نراه فى أفغانستان يعد أكبر قهر للمرأة هناك، فالجامعات أغلقت أبوابها هناك، حتى تم تحريم عمل المرأة، فالوثيقة جاءت لتوضح حق المرأة فى العمل وتجرم عمالة الأطفال على كل الأصعدة، وتشجع على احترام الناس بعضهم البعض، فكل إنسان سوى يتمنى أن يسود الحب والوئام بين البشر، فيجب تطبيق بنود الوثيقة لمحاربة الأفكار الظلامية والتى رأيناها إبان ثورات الربيع العربى بسبب إقحام الدين فى غير محله، فالآيات كلها تدعو للسلام والمحبة والتسامح. فى="" رأيك="" كيف="" تسهم="" جولات="" الحوار="" بين="" الشرق="" والغرب="" وبين="" أهل="" الأديان="" فى="" تعزيز="" التعايش="" والتصدى="" للتوترات="" الطائفية="" والمذهبية="" التى="" تؤثر="" على="" الحريات="" - كنت سعيدة بمؤتمر اقادة الأديانب فى كازاخستان وفى البحرين، فمثل هذه اللقاءات تذيب الجليد، فاللقاء المباشر يكسر حاجز الرهبة ويقرب المسافات ولا يقرب الأديان، لأن كل إنسان عقيدته غالية عليه ويقدرها ويقدمها ومقتنع بها، لكن هذا لا يمنع أن يسود الحب بين البشرية كإخوة فى الإنسانية، فهذه اللقاءات تعزز الحوار والتعايش المشترك. 13="" عامًا="" مرة="" على="" تولى="" الإمام="" الأكبر="" الدكتور="" أحمد="" الطيب="" مشيخة="" الأزهر="" ما="" تقييمك="" لجهوده="" فى="" دفع="" عملية="" الود="" والوئام="" بين="" أصحاب="" العقائد="" - كنت أول من قدم التهنئة لفضيلته فى مؤتمر بالإسكندرية، فقد قام بجهود كثيرة، وعلى مستوى الشخصى فيكفى أنه تبنى أعمالى ووجه بترجمتها، أما جهوده على المستوى العام فحدث ولا حرج وقد طرحت كتابى امحبة وسلامب وتحدثت فيه عن الإخوة والمحبة الخالصة بين فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر وقداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، فهاتان القامتان الدينيتان هما المصدر الحقيقى لكثير من الصفات الإنسانية فى أجمل معانيها والإخوة الإنسانية فى أبهى صورها، فقد جاءتنى فكرة الكتاب من الصورة الشهيرة التى تناقلتها وسائل الإعلام العالمية من المؤتمر العالمى لزعماء الأديان بالعاصمة الكازاخية نور اسلطانب حين توجه الإمام الأكبر نحو قداسة البابا فرانسيس الجالس على كرسى متحرك، نظرًا لظروفه المرضية ليتبادلا السلام والمحبة فى لفتة جميلة تدل على الأخلاق الكريمة لصرح العلم والتنوير الأزهر الوسطى السمح الجميل وعلمائه الأجلاء ورثة الأنبياء. ووصفت فضيلة الإمام وقداسة البابا فرنسيس برمزى الإخوة والمحبة اللذين أرسيا قواعد السلام للعالم مجددًا ليكون بمثابة صمام الأمان والاستقرار لكل الشعوب، التى تتوق لبناء مستقبلها بسواعد أبنائها دون تمييز، وأكدت أن االطيبب يعد أحد سادات التنوير فى العصر الحديث ومصدر إلهام الكثير من محبى السلام والإخاء الإنسانى، كما أن البابا فرنسيس رمز لكل ما هو فاضل وأصيل. ماذا="" عن="" مؤلفاتك="" - أعكف حاليًا على كتابة عمل عن قداسة البابا تواضروس بابا الإسكندرية والكرازة المرقصية لتكتمل ثلاثية أعمالى عن الرموز الثلاثة كتاب اإمام المصريينب عن الإمام الطيب، وكتاب اشموع وتراتيلب عن القداسة فرنسيس، وكتاب البابا تواضروس واسمه الحن الملائكةب. أخيرًا..="" رسالة="" توجهينها،="" فإلى="" - أوجه رسالتى لكل الناس.. أحبوا بعضكم بعضًا مثلما قال السيد المسيح، وأوجه التهنئة لإخوتى من المسلمين بشهر رمضان الفضيل، شهر المحبة والتسامح والعطاء، حتى أن الصيامات المباركة أتت كلها فى آنٍ واحدٍ، فمصر ستظل نسيجًا واحدًا بإذن الله.