ترامب.. أول رئيس أمريكى يواجه اتهامات جنائية

وجهت هيئة محلفين كبرى في منهاتن اتهامات للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بعد تحقيق حول دفع أموال لإسكات ممثلة، قبل الانتخابات الرئاسية في عام 2016، فيما ينفي ترامب القضية ويصف الأمر بأنه "حملة اضطهاد".
اقرأ أيضًا.. الجمهوري الأمريكي يثأر ل"ترامب".. اتهامه ألحق أضرارًا لا يمكن إصلاحها
ويمثل توجيه اتهامات لترامب البالغ 76 عامًا سابقة في الولايات المتحدة، ذلك أنّه لم يتم توجيه اتهام قط لرئيس أمريكي، سواء كان في منصبه أو غادر البيت الأبيض.
وقد تؤثر الاتهامات، التي أعقبت تحقيقًا قاده المدعي العام في منهاتن ألفين براغ المنتمي للحزب الديمقراطي، على سباق الانتخابات الرئاسية في 2024.
ويتمحور التحقيق حول تسديد مبلغ قدره 130 ألف دولار في العام 2016 لممثلة الأفلام خارجة عن الأدب ستورمي دانييلز واسمها الحقيقي ستيفاني كليفورد، مقابل تسترها عن علاقة تقول إنها كانت قائمة بينها وبين ترامب قبل عقد من الزمن.
وأدلى محامي ترامب السابق مايكل كوهين بإفادته أمام هيئة المحلفين، علمًا بأنه أكد في العام 2019 أمام لجنة في الكونغرس أنه سدد الأموال بإيعاز صريح من المرشح الجمهوري الذي أعاد له المبلغ ما إن دخل البيت الأبيض.
ويسعى القضاء في نيويورك إلى تحديد ما إذا كان ترامب مذنبًا بتزوير بيانات - في ما يعدّ جنحة - أو بخرق قوانين تمويل الحملات الانتخابية، في ما يشكّل جريمة جنائية يعاقب عليها بالحبس لمدة تصل إلى 4 سنوات.
اضطهاد سياسي وتدخل في الانتخابات:
قال مراسل نيويورك تايمز، إن ترامب وصف الاتهام بأنه "اضطهاد سياسي وتدخل في الانتخابات".
وجدد ترامب تأكيده بعدم صحة الاتهامات قائلًا: "أنا بريء تمامًا".
وأفاد بيان صدر عن ترامب بأن "الديمقراطيين كذبوا وخدعوا، لكنهم الآن فعلوا ما لا يمكن تصوره، توجيه اتهام إلى شخص بريء تمامًا".
وندد ترامب ب"ملاحقة سياسية ستأتي بنتائج عكسية" على جو بايدن.
من جانبها، أشارت محامية ترامب إلى أنها غير متأكدة من موعد تسليم ترامب لنفسه.
وأكد محامو ترامب أنهم سيحاربون بقوة في المحكمة ضد الاتهامات.
مثوله أمام المحكمة:
قالت محامية دونالد ترامب لوكالة فرانس برس الجمعة إن الرئيس الأمريكي السابق تم استدعاؤه للمثول أمام المحكمة الثلاثاء، بعد أن وجهت هيئة محلفين كبرى اتهامات إليه بشراء صمت ممثلة خارجة عن الأدب عام 2016.
وأوضحت سوزان نيتشيليس في بيان "نتوقع تلاوة لائحة الاتهام الثلاثاء" دون أن تذكر مزيدًا من التفاصيل.
وفي المقابل، صرّح محامي نجمة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز الخميس بأن توجيه الاتهام إلى ترامب يظهر أن "لا أحد فوق القانون".
وقال كلارك بروستر إن "اتهام دونالد ترامب ليس مدعاة للفرح"، مضيفًا "الآن لندع الحقيقة والعدالة تسودان".
وأكد المدعي العام الخميس توجيه الاتهام لترامب، وأفاد مكتبه بأنه تم الاتصال مع محامي المتهم ل"تنسيق تسليم نفسه من أجل مثوله لتلاوة الاتهام".
وتقول ستورمي دانيالز إنها تلقت المال نظير الصمت بشأن لقاء جنسي مع ترامب في 2006.
وينكر ترامب دخوله في علاقة من الأساس مع دانيالز، ووصف المبلغ المدفوع بأنه "معاملة خاصة بسيطة"، مضيفًا أنه لم يرتكب جريمة، واصفًا التحقيق بأن له دوافع سياسية.
أول رئيس للبلاد يواجه اتهامات جنائية:
بينما تظل التهم غامضة، فإن ترامب هو أول رئيس سابق في تاريخ الولايات المتحدة يتم توجيه تهم جنائية له، ومنذ ما
يقرب من أسبوعين، توقع بشكل غير دقيق اعتقاله، ومن المحتمل أن مكتب المدعي العام سيسعى الآن لترتيب استسلامه.
وتثير تلك الخطوة تساؤلات حول تأثيرها على خوض ترامب السباق الرئاسي العام المقبل.
ويرى خبراء سياسيون أن تلك الخطوة لا تقوض مسار حملة ترامب الانتخابية كثيرًا، حيث يمكنه إدارة الحملة من السجن، لكنها تضع مستقبل ترشحه للرئاسة عن الحزب الجمهوري على المحك، وتنذر بأزمة دستورية في حالة فوزه بالانتخابات وإدانته رسميًا.
وقال بول كويرك، أستاذ العلوم السياسية بجامعة كولومبيا البريطانية في كندا، لمجلة "نيوزويك" الأمريكية، في وقت سابق، إن ترامب قد "يتحدث إلى الجمهور من منصة في ساحة سجن"، حيث ستواجه "إدارة السجون ضغوطًا سياسية شديدة لاستيعاب أنشطة حملته".
وأشار إلى أنه "من وجهة نظر دستورية، ستكون هناك أسباب قوية للسماح له بالقيام بحملة ليقرر للشعب ما يجب فعله مع سجله الإجرامي".
واستبعد ديفيد بيتمان، الأستاذ المساعد بجامعة كورنيل في نيويورك، أن يدير ترامب حملته من السجن"، قائلًا إنه "ما لم تتم إدانته قبل أو أثناء الانتخابات التمهيدية أو قبل نوفمبر 2024، وهو أمر غير مضمون نظرا لطول فترة المحاكمة، فإن التأثير الأكثر ترجيحًا للائحة الاتهام لن يكون تعطيل حملته ولكن تغيير الاستراتيجيات"، على حد تعبيره.
وأكد بيتمان أنه "لا يوجد ما يمنع انتخاب شخص في السجن رئيسًا".
وأشار إلى أنه إذا انتخب ترامب رئيسًا وأدين بحلول موعد التنصيب، فستكون هناك "أزمة دستورية واضحة، حيث لا يوجد توجيه لحل مثل هذا النزاع بين سلطة الولاية والسلطة الفيدرالية".
وكان أشهر مرشح رئاسي أمريكي أدار حملة من السجن هو الاشتراكي يوجين دبس، الذي أدين بتهمة مناهضة مشاركة الولايات المتحدة في الحرب العالمية الأولى، وحكم عليه بالسجن 10 سنوات.
وحل ديبس في المركز الثالث خلال انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 1920 التي خاضها من السجن وحصل على أصوات أكثر من 900 ألف أمريكي بالانتخاب المباشر، أي ما يعادل أصوات 3.41% من الناخبين، وفشل في الحصول على صوت واحد بالمجمع الانتخابي.
لمزيد من الأخبار العالمية اضغط هنا: