على مقربة من موقع استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض على ضفة قناة السويس بمدينة الإسماعيلية يقبع تمثال الصمود في قلب الميدان الذي حمل اسم الشهيد البطل رئيس عمليات الجيش المصري والذي يشهد اليوم الذكرى ال54 لاستشهاده بعدما قذفته صواريخ العدو الإسرائيلي أثناء قيامه بعمليات متابعة على الجبهة في 9 مارس 1969. تمثال الصمود الكائن حاليًا بميدان الشهيد عبدالمنعم رياض بالإسماعيلية والمتمركز بمدخل منطقة نمرة 6 التي شهدت واقعة استشهاد الجنرال الذهبي شرع في صنعه ابن الإسماعيلية جلال عبده هاشم -أحد رجال المقاومة الشعبية -عقب استشهاد الفريق أثناء حرب الاستنزاف معبرًا فيه عن بطولة المجند المصري على الجبهة والمقاتل المدني بمنطقة القناة الذي يصمد أمام غارات العدو. موقع تمثال الصمود يشهد عادة زيارات متعددة من طلبة المدارس والزائرين للمدينة ليلتقطوا بجانبه الصور التذكارية تمثال فريد من نوعه صنع من شظايا الصواريخ ومخلفات القنابل التي دكت مدينة الإسماعيلية مابين عامي 196و1973. ويقول جلال عبده هاشم صانع التمثال "إنه شرع في تجميع الشظايا وبقايا القنابل منذ أولى الهجمات على مدينته من الطرقات وحوائط البيوت المدمرة والمتناثرة بجانب أجساد الضحايا وقام بصناعة التمثال الذي استخدم فيه نحو 4500 شظية مختلفة الأشكال والأحجام على هيئة جسد مقاتل مدني يرفع بيده اليمنى بندقيته ويحمل في اليد الأخرى دانة. ويرتكز التمثال على عشرات من الشظايا وبواقي الصواريخ ويصل طوله لنحو مثر ونصف فيما يرتكز على قاعدة رخامية تتعدى طولها نحو ثلاثة أمتار فوق سطح الأرض. ويقول هاشم "كان غرضي من عرض التمثال الذي يزن 312 كيلو جرامًا أن يراه أكبر عدد من المصريين ليكون محفزًا لهم حينذاك على صمود الشعب المصري أمام مرارة هزيمة النكسة وضربات العدو الإسرائيلي الموجعة لمدن قناة السويس". ويضيف أن التمثال لا يزال ملهمًا للشباب ومجسدًا لبطولة الآباء وتم اختيار مكانه في بداية التسعينيات عندما قرر اللواء عبدالسلام المحجوب وضعه في ميدان عبدالمنعم رياض بمدخل منطقة نمرة 6 ليكون شاهدًا على بطولة الفريق الراحل على مقربة من مكان استشهاده. مع بداية يوم 8 مارس 1969، شنت المدفعية المصرية قصفًا لنقاط العدو فى خط بارليف، وحققت نتائج مبهرة وأصابت العدو بحالة من الجنون، وفى اليوم التالي قرر الفريق أول عبدالمنعم رياض أن يكون هناك على الجبهة بين جنوده وضباطه يشد من أزرهم، وذهب الشهيد لمقر قيادة الجيش الثاني. وفور وصول رئيس الأركان الأسبق إلى الإسماعيلية، استقل الشهيد سيارة عسكرية إلى الجبهة، وأصر على زيارة المواقع الأمامية التي لا يفصلها عن العدو سوى عرض القناة، وانطلق يسأل الجنود ويستمع لهم. وفجأة انهالت دانات المدافع الإسرائيلية بعد وصول الفريق أول عبد المنعم رياض للموقع المتقدم وتجددت اشتباكات المدفعية وتبادل الجانبان القصف، وراح الشهيد يشارك في توجيه وإدارة المعركة النيرانية وإلى جانبه قائد الجيش ومدير المدفعية. وأصدر الشهيد "رياض" أوامره إلى قائد الموقع وضباطه بأن يتصرفوا بسرعة حتى يديروا المعركة وبقى في مكانه يراقب اتجاه دانات المدافع، وبعدها بدقائق معدودة سقطت قذيفة مدفعية بالقرب من الخندق الذي يحتمي فيه الشهيد ومعه قائد الجيش ووقع انفجار هائل وانطلقت الشظايا إلى داخل الحفرة، فتوفي الشهيد الفريق أول عبدالمنعم رياض، وحُمل جثمان الشهيد في عربة عسكرية إلى مستشفى الإسماعيلية ومنه إلى مستشفى المعادي العسكري بالقاهرة. للمزيد من أخبار المحافظات اضغط هنا