لم تكن السعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي الذي تنطلق فعالياته الأربعاء القادم موجودة في الفترة من 1946 إلي 1955، وكانت لجنة تحكيم المهرجان تمنح الجائزة الكبري، ولكن بعد ذلك أصبحت السعفة الذهبية هي الجائزة، التي لا تعرف الصراعات الإنسانية ولا الاتجاهات السياسية.. إنها فقط متحيزة للفن والإبداع، لذلك فاز بها معظم الاتجاهات الإبداعية في العالم. كان عام 1956 تحيزا للأفلام الوثائقية، فمنح السعفة الذهبية لفيلم «عالم الصمت» يكشف لنا القبطان كوستو وفريقه ولأول مرة بالألوان جمال البحر، اكتشاف بواخر غارقة وحدائق المرجان وأسراب حوت العنبر والدولفين والسباحة مع أسماك القرش، يدعونا غطاسو باخرة «كاليبسو» إلي التعرف علي عالم مدهش، والفيلم نتاج عمل مشترك مع المخرج لويس مال، وكان بمثابة عمل بارز في عالم الأفلام الوثائقية لما يقدمه من صور بحرية رائعة. الحياة حلوة، «بالإيطالية: la dolce vita» هو فيلم إنتاج عام 1960 للمخرج الإيطالي فدريكو فلليني، ويعد الفيلم مرحلة انتقالية لفلليني من الأفلام الواقعية إلي الأفلام ذات الطابع الفلليني، وأحداث الفيلم حول الصحفي مارسيلو وحياته الشخصية وما يدور فيها وخلال إحدي جولاته يلتقي إحدي العاهرات التي تكون سبباً في انتحار صديقته ايما. اما «فيريديانا» الفائز بسعفة ذهبية في كان للمخرج الإسباني المشهور عنه كرهه للبرجوازية ورفضه للدين، فلم يخرج في فيلمه عن هاتين الفكرتين، وفي 1967 فاز «blow up» من إخراج antonioni michelagelo يتحدث الفيلم عن شاب طموح في مهنة التصوير الفوتوغرافي، يدعي توماس، يعيش في مدينة لندن ولديه منزل داخله الاستوديو، وغرف لتحميض الصور.. يلتقط الصور لعارضات الأزياء يلبسن آخر صيحات الأزياء والملابس. و«وقائع سنين الجمر» فيلم جزائري للمخرج الجزائري محمد الأخضر حمينة، تدور أحداث هذا الفيلم الذي حاز علي جائزة السعفة الذهبية بمهرجان كان عام 1975، حول وقائع تاريخ الجزائر النضالي، الذي غطته مساحات الدماء الحمراء، من أجل نيل الاستقلال، كما صور الفيلم الحياة القبلية في جبال الجزائر، ثم لم تلبث أن تحولت الصحراء إلي ساحة للقتال والجهاد، ويغلب علي الفيلم روح التراجيديا، حيث سادت فيه مناظر البؤس والألم والمجازر الدموية لمئات من المواطنين.. في عام 1982 حصل فيلم «مفقود» الذي أخرجه اليوناني الأصل كوستا جافراس مستعرضاً أحد مآسي المخابرات الأمريكية التي ساندت وبدعم من البيت الأبيض واحداً من أكثر النظم الدموية نظام الديكتاتور «أوجست بونشيه»، جافراس من خلال مشاهده القاتمة، أوضح للمتلقي أن مفقوده ليس هو الوحيد فكم من مفقود في معظم بلدان أمريكا اللاتينية. وحقق ستيفن سودربيرج في فيلمه الأول «أكاذيب وجنس وأشرطة فيديو» ما لم يكن أحد يتوقع، فكان فيلماً مثل وحصل علي سعفة «كان» الذهبية، والفيلم عن أربع شخصيات رئيسية تتمثل في الزوجة المخدوعة «آنا» الذي يقوم زوجها «جون» بخيانتها بشكل دوري مع أختها، إخراج رومان بولانيسكي.. كما فاز الفيلم بجائزة السعفة الذهبية، في مهرجان كان السينمائي، فاز أيضاً بأوسكار أفضل مخرج، وأفضل ممثل وأفضل سيناريو مقتبس، وقام المخرج بتمويل الفيلم بالكامل. وفيلم «فهرنهايت 11/9» هو فيلم وثائقي من إنتاج عام 2004 كتبه وأخرجه منتج الأفلام الأمريكي المخرج مايكل مور، وينتقد فيه المخرج فترة الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش، بداياتها وأحداثها، أحداث 11 سبتمبر 2001، طريقة تعامل الرئيس الأمريكي ومعاونيه مع أحداث سبتمبر، الحرب علي الإرهاب وطريقة تغطية وسائل الإعلام الإخبارية الأمريكية لتلك المواضيع، وعرض لأول مرة في مهرجان كان، وبعد عرضه نال أطول تصفيق في تاريخ المهرجانات السينمائية لمدة 20 دقيقة، ترشح الفيلم للعديد من الجوائز وفاز بكثير منها أهمها: جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي عام 2004، وانتهي به المطاف ب 26 جائزة و12 ترشيحاً. في 2006 فاز فيلم «الرياح التي تهز الشعير» يعود هذا الفيلم إلي أيرلندا في بداية العشرينيات من القرن الماضي، وفاز الفيلم التايلاندي «lung boonmee raluek chat» بالسعفة الذهبية في دورته الثانية والستين، والفيلم يحكي قصة رجل يحتضر، ويتخيل شبح زوجته المتوفاة وابنه المفقود، وإخراج أبيشات بونج ويراسثاكول. وفيلم شجرة الحياة «the tree of life» إخراج وسيناريو تيرانس ماليك، بطولة براد بيت وشون بن وجيسيكا تشاستين، العرض الافتتاحي له كان في «كان 2011» وحصل المخرج تيرانس ماليك علي جائزة السعفة الذهبية لفئة أفضل فيلم يتحدث عن أصل الحياة علي الأرض، لب الموضوع هو كم يؤدي التشدد الديني إلي نقيضه، وفي العام الماضي فاز بالسعفة الذهبية. «amour» الذي يأسرك بأبعاده الإنسانية حول عجوز وأزمته عندما تفقد زوجته قدرتها علي الحركة قبل أن تصاب بشلل كامل، ويطرح الأحاسيس المخرج النمساوي الكبير «مايكل هنكه» وفاز الفيلم ب 15 جائزة، بالإضافة إلي 12 ترشيحاً آخر.. الفيلم يختلف عن الأفلام الرومانسية الشائعة، فأحداثه تدور حول زوجين في الثمانين من عمريهما يعيشان وحدهما بعد أن أحيلا الي المعاش، تصل الأحداث إلي قمتها الإنسانية عندما تصاب الزوجة بمرض خطير يجعلها غير قادرة علي قضاء حاجاتها بنفسها، فيقوم زوجها بالمساعدة الدائمة لها، لتظهر مشاعر الحب الحقيقي.