عقد اليوم الاجتماع الأول للجنة التيسيرية لمبادرة "سفراء ضد الختان" ، برئاسة الدكتور جابر طايع رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف سابقا، وذلك تحت مظلة اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث برئاسة مشتركة بين المجلس القومي للمرأة والمجلس القومي للطفولة والأمومة. وفي بداية الاجتماع أعرب الدكتور جابر طايع عن فخره لترأسه تلك اللجنة التي تضم نخبة مميزة من القادة الدينيين ممثلي الجهات الشريكة من الأزهر والأوقاف والكنيسة المصرية بطوائفها الثلاثة والمتخصصين الاجتماعيين والصحيين المعنيين بقضية ختان الإناث، مثنيا على أهمية وجود تأصيلات شرعية من الأديان السماوية أن الختان عادة وليست عبادة، وتطرق إلي جهود المجلس القومي للمرأة في القضايا والمبادرات المختلفة، مشيرًا إلى مبادرة سفيرات المحبة والسلام التي استطاع فيها أن يوحد بين الواعظات والراهبات والمكرسات وخادمات الكنائس في عمل مشترك يستهدف تصحيح المفاهيم المغلوطة ضد المرأة في المجتمع من خلال حملات التوعية المختلفة. وأوضح الدكتور جابر طايع أن الهدف من إنشاء اللجنة هو جمع الأدلة والأسانيد الشرعية واجتهاد الفقهاء، ورصد الاتجاهات الإيجابية في الفتاوى الشرعية والردود الدينية على الأسئلة الشائعة عن الختان، وصياغة مادة علمية حول الرأي الطبي عن مخاطر الختان على الصحة البدنية والنفسية، بجانب صياغة مادة قانونية تستعرض مجالات وأسباب تجريم الختان، وذلك للخروج بدليل تدريبي شامل حول ما تم جمعه من المواد الشرعيه والقانونية والطبية. فيما أشارت الأستاذة ايزيس محمود المديرة العامة للإدارة العامة لتخطيط البرامج والحملات بالمجلس إلى جهود المجلس القومي للمرأة بالتعاون مع وزارة الأوقاف والكنيسة المصرية في المبادرات التي يطلقها لتوعية المواطنين والمواطنات على أرض الواقع عبر الاستعانه بنخبة من أفضل الأئمة و القساوسة والواعظات والراهبات، لافتة إلى أنه في إطار المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية وضمن محور التثقيف والتوعية تم تدريب 10.000 قيادة دينية مسلمة ومسيحية على القضية السكانية، للوصول إلى مليون مستهدف خلال ثلاثة سنوات هي عمر البرنامج، وأشارت إلى نجاح المجلس فى تدريب ما يقرب من 5 آلاف قيادة دينية استطاعوا الوصول إلى أكثر من 4.5 مليون من المستهدفين من قري مبادرة حياة كريمة في جلسات الدوار، وأكدت أن هؤلاء القادة الدينيين هم المستفيدين من عمل اللجنة، عبر تعزيز قناعاتهم وإيمانهم وقدرتهم على إدارة حوار متكامل عن مخاطر الختان يشمل جوانبه الدينية والطبية والقانونية. وتطرقت إلى أهمية مناهضة جريمة ختان الإناث والذي يعد الدور الأساسي لتكوين مبادرة "سفراء ضد الختان" مشيرة إلى انخفاض نسبة ختان الاناث الى 8٪ خلال الفترة من 2014 وحتي 2021 (بحسب المسح الصحي السكاني الأخير)، مؤكدة وجوب العمل سويا على منع هذه الجريمة حتى يتم القضاء عليها بشكل كامل في 2030 . فيما أضاف القس رفائيل ثروت نائب أسقف الخدمات، والأستاذة بربارة سليمان مديرة المكتب البابوي للمشروعات والعلاقات أهمية تعزيز الشراكة بين جميع المؤسسات الرسمية لتبني خطاب مستنير موحد وجهد متكامل بين المتخصصين من الأطباء والقانونيين والإعلاميين في الإعلام التقليدي وسائل التواصل الاجتماعي لمواجهة تلك الجريمة. وتطرق الدكتور هشام عبد العزيز علي رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف إلى وجوب تنوير المجتمع المصري بالفرق بين الدين والعادات والأعراف، مؤكدا أن الطب قد أوضح رأيه بوقف هذه الجريمة لخطورتها الصحية و النفسية، كما أعلنت المؤسسات الدينية موقف الدين من تلك الجريمة وأنها لا أساس لها في الدين بل هي ممارسة ضارة منزلتها منزلة التحريم. فيما تحدث المستشار أحمد النجار مستشار وحدة مناهضة العنف ضد المرأة بالمجلس عن الجانب الجنائي لمحاربة أي جريمة، مشيرا إلى أن محاربة الجرائم له شقين، الشق الأول هو منع حدوثها، والشق الثاني هو معاقبة الجاني، و شدد علي خطورة عدم إبلاغ الأشخاص عن تلك الجريمة. كما طرح القس إيميل أنور ممثل الكنيسة الإنجيلية أسئلة مهمة حول أهمية العلاقة بين النص الديني والثقافة المتوارثة وتأثير أحدهما في فهم الآخر، وهل الفقه ساعد تقديم الرؤية الصحيحة المقنعة لهذه الجريمة، خطورة ختان الإناث على جسد الفتاة وآثاره النفسية الممتدة؟ وأشارت الأستاذۃ ريم الشربيني إلى أهمية إشراك الرجال في جلسات التوعية، إذ أثبتت التجربة أن تقديم المعلومة للرجال تجعلهم ينتبهون ويتساءلون عنها و عن مخاطرها والدور المطلوب منهم كصانعي قرار في الأسرة. وأشارت الأستاذة بربارة سليمان مدير المكتب البابوي للمشروعات والعلاقات بأن هذه الجريمة أسفرت عن وفاة عدد من الفتيات خلال السنوات الماضية، ومن المهم تسليط الضوء على المآسي التي تعاني منها الأسرة نتيجة فقد بناتها لتحذير باقي الأسر بضرورة التخلي عن ارتكاب هذه الجريمة. وفى ختام الاجتماع تم تقسيم الحاضرين إلى ثلاثة مجموعات رئيسية كالآتي: "مجموعة قانونية" و"مجموعة دينية اجتماعية"، و " مجموعة طبية نفسية" لضمان دراسة مخاطر جريمة ختان الإناث من جميع الجوانب. تجدر الإشارة إلى أن اللجنة تضم في عضويتها الأستاذ الدكتور حسن السيد خليل رئيس الإدارة المركزية للثقافة الإسلامية، والأستاذ الدكتور محمود صدقي الهواري رئيس الإدارة المركزية للدعوة والإعلام الديني، والواعظة الأستاذة هدى محمد عبيد الشاذلي، والدكتور هشام عبد العزيز علي رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، والواعظة جيهان ياسين طبيبة وواعظة بالأوقاف، والقس رفائيل ثروت نائب أسقف الخدمات، والأستاذة بربارة سليمان مدير المكتب البابوي للمشروعات والعلاقات، والراهبة جانيت ألفي سويحة قلادة ممثلة الكنيسة الكاثوليكية بمدرسة الراعي الصالح، والدكتورة إيمان محمد حبيب ممثل المجلس القومي للطفولة والأمومة، والمستشار احمد النجار مستشار وحدة مناهضة العنف ضد المرأة بالمجلس القومي للمرأة.