أدانت الولاياتالمتحدة، إيران بسبب مزاعم تزويدها لروسيا بطائرات مسيرة خلال الهجمات التي تشنها على أوكرانيا منذ فبراير الماضي، ما تسبب في اشتباك أمريكا وحلفاؤها مع إيران وحليفتها، روسيا داخل أروقة مجلس الأمن الدولي. موسكو تتهم واشنطن باعتقال أكثر من 60 مواطنًا روسيًا بتهم غير عادلة واتهمت واشنطن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالرضوخ للتهديدات الروسية، والفشل في إطلاق تحقيق حول هذا الشأن، وفقًا لموقع سكاي نيوز الإخباري. وخلال اجتماع مثير للجدل لمجلس الأمن، أمس الإثنين، بشأن القرار الذي يؤيد الاتفاق النووي بين إيران و6 دول كبرى، تبادلت الولاياتالمتحدةوإيران الاتهامات بالتسبب في توقف المفاوضات بشأن عودة إدارة الرئيس جو بايدن للاتفاق الذي انسحب منه سلفه دونالد ترامب. في عام 2018، انسحب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من اتفاق عام 2015 الذي حد، في بند أساسي، من تخصيب طهران لليورانيوم إلى درجة نقاء تبلغ 3.67 بالمئة، أي أقل بكثير من 90 بالمئة اللازمة لتصنيع قنبلة نووية. وأعاد ترامب فرض العقوبات الأمريكية على إيران، مما دفع طهران إلى استئناف الأنشطة النووية المحظورة سابقا وأحيا ذلك المخاوف الأمريكية والأوروبية والإسرائيلية من أنها قد تسعى لامتلاك قنبلة نووية. وتنفي إيران أن لديها مثل هذا الطموح. وتُخصب إيران اليورانيوم حاليا بنسبة نقاء 60 بالمئة بما في ذلك في منشأة فوردو، وهو موقع تحت جبل، مما يجعل من الصعب تدميره من خلال عملية قصف. وشدد أمير سعيد ايرواني، سفير إيران لدى الأممالمتحدة، على أن فريق التفاوض الإيراني مارس أقصى درجات المرونة في محاولة التوصل لاتفاق، بل وقدم حلا مبتكرا للقضايا العالقة بهدف كسر الجمود، لكنه زعم أن نهج الولاياتالمتحدة غير الواقعي والمتشدد أدى لتوقف المحادثات في الوقت الحالي بشأن اتفاقية عام 2015، والمعروفة باسم خطة العمل الشاملة المشتركة. وأضاف المسؤول الإيراني موضحًا الأمر بأن الضغط والترهيب والمواجهة ليست حلولا، ولن تؤدي إلى شيء، مؤكدًا استعداد إيران لاستئناف المحادثات وترتيب اجتماع وزاري في أقرب وقت ممكن لإعلان استعادة خطة العمل الشاملة المشتركة. وقال إنه يمكن تحقيق هذا إذا أظهرت الولاياتالمتحدة إرادة سياسية حقيقية، مؤكدًا إن الكرة الآن في ملعب الولاياتالمتحدة. وفي حديثه أمام ايرواني، قال روبرت وود، نائب السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة، باب المفاوضات ما يزال مفتوحا لعودة أمريكية إيرانية متبادلة لتنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة بشكل كامل. لكنه أضاف أن تصرفات إيران ومواقفها كانت مسؤولة عن منع هذه النتيجة. وأضاف وود قائلا إن الصفقة التي وافق عليها جميع الأطراف كانت في المتناول في سبتمبر الماضي، وحتى إيران كانت مستعدة للتوقيع. ولكن في اللحظة الأخيرة، قدمت إيران مطالب جديدة غير منصوص عليها في خطة العمل الشاملة المشتركة، وهي تعرف أنه لا يمكن تلبيتها. وفي ختام اجتماع مجلس الأمن، طلب وود الكلمة لدحض تصريحات ايرواني، وقال إن مطالب إيران الدخيلة ورفضها لجميع مقترحات التسوية هما سبب عدم العودة إلى الامتثال المتبادل لخطة العمل الشاملة المشتركة. من جانبها، قالت باربرا ودوارد، سفيرة بريطانيا لدى الأممالمتحدة، والتي ما تزال بلادها طرف في الاتفاق النووي، إن التصعيد النووي الإيراني يجعل التقدم في خطة العمل أكثر صعوبة بكثير. من جانبها، قالت روزماري ديكارلو، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، إنه من الواضح تقلص مساحة الدبلوماسية بوتيرة سريعة. وأشارت إلى تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية يفيد بأن إيران تعتزم تركيب أجهزة طرد مركزي جديدة في مفاعل نطنز، وإنتاج المزيد من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 بالمائة في مفاعل فوردو لتخصيب الوقود، وهو مستوى قريب من المستوى المطلوب لصنع سلاح نووي. وكثفت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن العقوبات على إيران في الأشهر الأخيرة واستهدفت كيانات صينية تسهل مبيعات النفط الخام الإيراني وعاقبت مسؤولين إيرانيين على انتهاكات حقوق الإنسان. وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن طلب عدم ذكر اسمه إن على الرغم من تعثر المفاوضات فإن إنريكي مورا، وهو الدبلوماسي الأوروبي الذي ينسق المحادثات النووية، يواصل التحدث إلى جميع الأطرا". وقال المبعوث الأمريكي الخاص المختص بالملف الإيراني روبرت مالي للصحفيين في باريس الشهر الماضي، أن أمريكا ستواصل الضغط مع إبقاء الباب مفتوحا للعودة إلى الدبلوماسية، مضيفا أنه إذا تجاوزت إيران عتبة جديدة في برنامجها النووي فسيكون الرد مختلفا بوضوح، لكنه لم يخض في تفاصيل. وربطت إيران إحياء الاتفاق بإغلاق تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية في موضوع آثار اليورانيوم المُكتشفة في ثلاثة مواقع. ولم توافق الولاياتالمتحدة وحلفاؤها على هذا الشرط. لمزيد من الأخبار العالمية اضغط هنا: