4 مستهدفات تحول الشركة لكيان عملاق من يرغب فى التقدم نحو الأمام، عليه أن يخطو وهو واثق بذاته، فحينما تؤمن بما تسعى إليه فأنت على استعداد للتضحية من أجله.. عندما تتبنى أفكارا، عليك أن تكون شجاعا للدفاع عنها.. أن تمسك قلماً وتخط على الورقة، فمعناها أنك تملك قدرا كبيرا من الفكر والرؤية وكذلك محدثى لديه الجرأة على التفكير والجرأة على العمل والجرأة على التوقع. عندما تجد ما يثير الاهتمام اترك كل شىء حولك وادرسه، فهناك صدف توفر رؤية بعيدة، لكنهم لا يركزون على ما مروا من تجارب قد توفر لهم الكثير من الفرص، وعلى هذا سطر الرجل مسيرته من تجارب والاستفادة منها، وصل به إلى منطقة ليست متوافرة للجميع. إيهاب رشاد نائب رئيس مجلس إدارة شركة مباشر كابيتال للاستثمارات المالية.. إيمانه بأن القيمة تتحدد بالشيء الذى تقرر أن تصنعه بنفسك، فى منهجه الناجح يعتبر المتاعب الكبيرة أمورا هينة، البساطة أهم ما تميزه، ودستوره الالتزام والصدق، يدين بالفضل لكل من دعم نجاحاته وأولهم والدته وزوجته. الحديقة بتصميمها وطابعها المتفرد تمثل بيئة مميزة، بما تحتويه من أشجار ونباتات، تسر من يراها، مساحات عشبية، وزهور كثيفة ترسم لوحة فنية، مساحات مخصصة لأشجار نادرة.. عند المدخل الرئيسى الطلاء والأرضيات والأثاث، تحمل اللون البيج، بما يضفى أناقة على المكان، مع التصميم الحجرى السائد فى المكان، هدوء وبساطة بمثابة طاقة إيجابية. على بعد أمتار مجموعة كبيرة من الكتب والمجلدات المتنوعة، منها ما هو تاريخى، ومنها ما يتعلق بمجال عمله، وبعض من الروايات الأدبية والمختلفة، غرفة مكتبه تبدو بسيطة.. سطح مكتبه يتسم بالنظام والترتيب، يدون كل ملفاته العملية والشخصية على أدواته الذكية، اللهم سوى أجندة بسيطة سطر فى صفحاتها ذكرياته، بالشكر والثناء لأبويه، وكلمات خاصة لوالدته صاحبة الأثر الأكبر فى صناعته بقوله "تعلمت منك أن عمل المعروف يدوم.. لك منى كل الثناء والتقدير". مزيج من الهدوء والحماس تشكل صورة الرجل، يبحث عن الابتكار، وتقديم كل ما هو جديد، أفكاره مرتبة ومنظمة، يحلل المشهد بموضوعية وحيادية، لا يغفل الانتقادات والملاحظات، والقصور فى المشهد.. يتوقف كثيرا عند الاقتصاد الوطنى، نقاط قوته وضعفه، يقول إنه "حتى عام 2019 كان مسار الإصلاح الاقتصادى يسير فى الطريق الصحيح، وفقا لما هو مخطط له، بنسب نمو كبيرة تدعم موقفه فى التخلص من العثرات، والتدعيات التى واجهها منذ ثورة يناير 2011، لكن أزمة كورونا، وتوقف النشاط الاقتصادى عالميا، وما صاحبه من مشكلات عديدة فى سلاسل الإمداد، والبضائع، نتج عنه ارتفاع فى معدلات البطالة، مع عدم قدرة الاقتصاد العالمى على بناء النمو". التركيز على التفاصيل من السمات المميز بها الرجل، تجده حينما يتحدث عن الاقتصاد الوطنى وما حققه من نمو رغم جائحة كورونا، بالمقارنة لباقى اقتصاديات الدول، ولكن كان تأثير الحرب الروسية الأوكرانية كبير على الاقتصاد المحلى، مما تسبب فى مشكلات لاقتصاد، ومنها الاتجاه إلى الاقتراض خاصة الخارجى، مع تصاعد الأزمات فى الدولار، وتأثر كبير فى الإيرادات، والموارد الرئيسية من المصادر السيادية، باستثناء تحويلات المصريين العاملين بالخارج، وكذلك المشكلات الهيكلية التى أثرت على تمويل الاستيراد، وفى ظل ارتفاع الأسعار عالميا، تكشفت المشكلات ومعاناة العملة المحلية، والتى كان من نتائجها، المشكلات التى عليها تم تحرير سعر الصرف، بعدها كانت الحرب الروسية الأوكرانية الأكثر تأثيرا، على قطاعات السياحة، كونه من القطاعات التى تعتمد عليها، وبذلك تحول المشهد من التعافى عقب جائحة كورونا إلى الأسوأ بسبب الحرب الروسية الأوكرانية التى تعتمد عليهما فى استيراد المواد الأساسية، واضطرت السياسة النقدية ممثلة فى البنك المركزى إلى استكمال عملية الاقتراض، بسبب انخفاض الاحتياطيات النقدية، وزيادة تكلفة الاستيراد، بعد تخارج المستثمرين الأجانب، وتوجيه أموالهم إلى اقتصاديات الدول التى قامت بزيادة أسعار فائدتها. ● إذن ما رؤيتك لمعدلات التضخم.. وهل مستمر فى الارتفاع بالسوق المحلي؟ - برؤية دقيقة يجيبنى قائلا إن "قفزات معدلات التضخم، لا تزال قائمة، بأرقام ومعدلات كبيرة، رغم أن معدلاته شهدت حالة من الاستقرار خلال الشهرين الماضيين، لكن عادت مرة أخرى إلى الارتفاع، وتبين ذلك فى السوق المحلى، بعد تراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار" ومتوقع خلال الفترة القادمة بحسب تحليلية أنه مع تحرير أسعار الوقود سوف يسهم ذلك فى ارتفاع معدلات التضخم. بمنطق لا تحصل على المعرفة إلا بعد أن تفكر، ونفس الأمر يسير به الرجل، عندما يتحدث عن أساليب مواجهة التضخم، من خلال التوسع فى الزراعة والمحاصيل التى تحقق الاكتفاء، والتصدير، تتصدرها، الزيوت النباتية، وغيرها من المنتجات الأخرى، الذى يتكلف استيرادها الملايين من الدولارات، والتوجه إلى خطط من شأنها تحقيق عملية سد احتياجات السوق المحلى، والتصدير، مما يؤثر إيجابيا على الميزان التجارى، بالإضافة إلى التركيز على التصنيع، خاصة بعد الوصول فى بعض الصناعات إلى جودة عالية، وأخرى لا تزال لم تحقق المستهدفات، لكن فى ظل انتشار التكنولوجيا والاتجاه إلى تصديرها، من شأنها يسهم التوسع فى توطين الصناعات، وهى حلول بسيطة لجذب استثمارات، وفى هذا الصدد.. تساءل قائلا: لماذا لا يتم الاستعانة بخبراء أجانب لإدارة الاقتصاد الوطني؟.. بحيث يكون بفكر احترافى وكفاءة للتخطيط، مثلما يتم فى العديد من المجالات الأخرى، خاصة أن السوق المحلى يحظى بنقاط قوة كبيرة فى العنصر البشرى، مع دعم المصانع المتعثرة، وعودتها للإنتاج مرة أخرى بما يخدم السوق المحلى والصناعة، حتى يدخل الاقتصاد فى التعافى التدريجى خلال الفترة القادمة، مع الاستفادة من التجارب السابقة، وعدم تكرار أخطاء الماضى. إجادة التفكير والتحليل لتحديد العلاج للمشكلات وهو ما يميز الرجل، تجده حينما يتحدث عن السياسة النقدية يتسم بالهدوء.. يقول إن "السياسة النقدية ممثلة فى البنك المركزى، كانت تنتهج سياسة رد الفعل، وليس الفعل، فى ظل عدم توافر الأدوات التى تسهم فى ذلك، مع وجود أكثر من عامل، حيث إنه لا بد أن يؤخذ فى الاعتبار، لكن فى ظل وجود إدارة جديدة للبنك المركزى، قد يشهد الأمر انفراجة، مع علاج المشكلة من الأساس، وليس تقديم مسكنات وقتية، وكذلك تطبيق القوانين الحديثة فى المناطق الجديد، مثلما يحدث فى العديد من اقتصاديات العالم، بعدم تكرار الأخطاء التى حدثت قبل ذلك بالاستثمار". ● اقتصاديات العالم تتجه إلى حالة ركود اقتصادى.. فهل من الأفضل الاتجاه إلى خفض أسعار الفائدة.. أم إلى زيادتها؟ تفاؤل يرتسم على ملامحه قبل أن يجيبنى قائلا إن "المتغيرات التى شهدتها اقتصاديات العالم، تسببت فى رفع معدلات التضخم، مما دفع البنوك المركزية العالمية إلى رفع أسعار الفائدة، مما تسبب فى سحب السيولة من الأسواق، والسيطرة على التضخم، بالإضافة إلى ضرورة توجه الحكومة إلى التوسع فى المشروعات القومية، وقطاع المقاولات، الأكثر نموا، والقادر على توفير فرص للعمل، مع الاهتمام بالزراعة، والتوسع فى التصنيع الزراعي". الأمانة والشجاعة من السمات المكتسبة من والده، لذلك تجده عندما يتحدث عن الاقتراض الخارجى واضحا وصريحا فيما يقول، فليس قلقا من عملية الاقتراض الخارجى، طالما تتوافر قدرة على سداد أقساط هذه القروض، مع توافر عملة تسهم فى الإيفاء بهذه الأقساط، من خلال مشروعات استثمارية عملاقة قادرة على الإيفاء بالأقساط، وتحقيق قيمة مضافة فى هذا الشأن. غير تقليدى، ويفتش عن الجديد بفكر مختلف، تجده فى حديثه عن السياسة المالية لديه العديد من الملاحظات، بسبب عدم تحريك المياه الراكدة فى هذا الملف، وإدارته، على أن يتغير الفكر فى السياسة المالية، من "الجباية" إلى فكر تشجيع الاستثمار، حتى يتمكن المستثمرون من التوسع فى استثماراتهم، وبالتالى دفع الضرائب، بما يصب فى مصلحة الاقتصاد، مع تطبيق القوانين والقواعد الجديدة المعمول بها فى الاقتصاديات العالمية، وتنفيذها بالمدن الجديدة، والحفاظ عليها، حيث يسهم فى تصدير منتجات هذه المشروعات إلى الأسواق الخارجية، خاصة الأسواق الأفريقية، مع الالتزام على ضرورة ثبات القرارات الخاصة بالمنظومة الضريبية لسنوات طويلة، وعدم تغييرها كل فترة وأخرى، بما يتسبب فى حالة ارتباك للمستثمر فى استثماراته، بالإضافة إلى العمل على إدخال الاقتصاد غير الرسمى وضمه للاقتصاد الرسمى، بما يسهم فى زيادة الإيرادات والتخفيف على نفس الشرائح المسددة للضريبة، مع تقديم محفزات تشجيعية للاقتصاد غير الرسمى، تدفع أصحابه إلى الاقتصاد الرسمى، حيث أن الحكومة لم تحقق نتائج كبيرة فى هذا القطاع. ● ترى.. هل قيمة الاستثمارات الأجنبية المباشرة خلال السنوات الأخيرة تتلاءم مع إمكانيات السوق المحلى وحجمه أم لا؟ - لحظات تفكير ترتسم على ملامح الرجل قبل أن يجيبنى قائلا إن "ملف الاستثمار يعانى خللا هيكليا، مع معوقات بالجملة تعمل على تطفيش المستثمرين، مقابل دول أخرى بالمنطقة تعمل على تذليل العقبات، وتقديم حزم تحفيزية كبيرة لجذب الاستثمارات والأموال الأجنبية، ولمواجهة هذه المشكلات لابد من تطبيق قوانين تتماشى مع المدن الجديدة، مع تنفيذ تجارب الدول التى حققت تقدما نتيجة تطبيقها هذه القوانين، وكذلك العمل على تسهيل الإجراءات أمام الاستثمار المحلى، تحقيق استثمار متكامل من خلال صناديق استثمار متخصصة فى مجالات محددة، تستقطب الأموال الأجنبية". يظل القطاع الخاص مثارا للجدل بين الخبراء والمراقبين، بين معارض ومؤيد لكن محدثى له رؤية خاصة فى هذا الصدد تقوم على أن دور القطاع الخاص فى الاقتصاد مهم وكبير، لكن مواجهته للعراقيل، والقيود عند تنفيذ المشروعات الاستثمارية، فيما يتعلق بالصعوبات الخاصة بالتراخيص. بفكر مختلف يحدد الرجل موقف برنامج الطروحات الحكومية، حيث يقترح زيادة رؤوس أموال الشركات القائمة، بدعم من القطاع الخاص، بمشاركة واسعة، فى هذه الزيادات، بحيث تكون بديلا لبرنامج الطروحات الحكومية، وأيضاً بديلا لمشهد الجمود السائد بالسوق المحلى. يتميز ويبدع هكذا تقول سطور محطاته منذ مرحلة الصبا، مراحل متعددة واجه خلال مطبات، وعراقيل، لكن مع العزيمة والإصرار تجاوز كل هذه العقبات، ليترك فى كل مكان أثرا وبصمة تحمل ما قدمه من قيمة مضافة للمكان.. يسعى مع مجلس إدارة الشركة إلى تقديم المزيد للعملاء والسوق، من خلال استراتيجية متكاملة، تعمل على نمو الشركة وتعزيز ريادتها، حيث حصلت الشركة على الحصول على عدد 2 رخص لعدد من الأنشطة، والاستحواذ على رخصة شركة صناديق استثمار، وإطلاق صندوق "كاش" مباشر ذى عائد دورى تراكمى يعمل فى السندات وأذون الخزانة، ويعمل على جذب استثمارات دولارية لدعم الاقتصاد الوطنى، بالإضافة إلى العمل على مستهدفات للشركة تضم 4 بنود تضم تجهيز الشركة للطرح بالبورصة بحد أقصى 2025، وذلك فى حالة حفاظ السوق على نشاطه، بالإضافة إلى زيادة رأس مال الشركة القابضة إلى 50 مليون جنيه، بهدف إطلاق صناديق استثمار متخصصة، التوسع فى المحافظات من خلال فتح فروع للشركة، واستهداف 50 فرعا، تنشيط الادخار الفردى من خلال أبلكيشن دو انفست، وأيضاً استقطاب الاستثمارات الأجنبية من خلال صندوق كاش مباشر لأدوات الدين. "افعل الخير، واستثمر فى ذاتك" هكذا زيّن الرجل سطور مسيرته بنصيحة لأولاده.. يفتش عن الجديد دائما، ويترك بصمات وأثرا.. لكن يظل شغله الشاغل مع مجلس إدارة الشركة الحفاظ على ريادة الشركة فى السوق المحلى والإقليمى.. فهل يستطيع تحقيق ذلك؟