10 ملايين جنيه مستهدف رأس مال الشركة عام 2022 إذا اختبرت نفسك فوجدتها على حق، فأنت قادر على مواجهة الألوف، قد تكون قاسية لكنها أرحم من الهروب، حتى الوضوح أيضا مؤلماً، لكنه أقل ضرراً... اعلم أن الشجاعة لا تعنى عدم الخوف، ولكنها تعنى الصمود والثبات إلى النهاية، فكل الذين هزموا أعداءهم، لم يكونوا أقوى، بقدر ما كانوا أكثر شجاعة... وكذلك محدثى مواجهته فى محاربة العوائق والوصول للأهداف، مهما كانت العواقب. لا تتمنى أن تصبح الصعاب أسهل، بل تمنى أن تصبح أنت الأقوى، عليك أن تجعل من العقبات صخوراً تصعد فوقها فترفعك لأعلى وتقربك أكثر لهدفك، فهذا من صفات الناجحين.. وعلى هذا أسس مسيرته. أسامة حماد العضو المنتدب لشركة المجموعة المصرية لتداول الأوراق المالية... إيمانه أن النقد الإيجابى هو سر التقدم.. محاربًا فى الحق، ولا يصمت عن الخطأ، سعادته تكمن فى الرضا والقناعة حيثما كان، خوض التجارب لديه ليس بحثًا عن المال، ولكن الاستفادة، وتحقيق قيمة مضافة. أرض صغيرة متنوعة الأشجار، يسارًا تجد أشجار المانجو، ويمينًا أشجار الجوافة، مساحة محدودة، لكن ترسم صورة جمالية... عند المدخل الرئيسى، الهدوء سمة المكان... الألوان المعبرة عن طبيعة الرجل الهادئة تسود الحوائط، البساطة، والديكورات المصممة برؤية متميزة، مشاهد الأشجار فى أماكن متفرقة، توحى بحب الخيال، وشعور بحالة من الرضا، إضاءة قوية، تجسد الوضوح، مجموعة من تحف الكريستال محفور عليها بعض رسومات التراث الريفى، الهدوء والقراءة بمثابة طاقة إيجابية للرجل.. على بعد أمتار، وبالطابق الثانى حجرة مكتبه البسيطة، عشرات من المجلدات والكتب، ساعات على الحوائط، تقديرًا للوقت، أكثر نظامًا، وترتيبًا، سطح المكتب منظم، بعض القصاصات يدون بها ملاحظته... أجندة تقص تفاصيل محطاته بدايتها «لتكن كلمتك طيبة، وليكن وجهك بسيطاً، لتكن أحب إلى الناس ممن يعطيهم الكثير» مسيرته الطويلة الشاقة، تبعها بكلمات شكر وعرفان لأسرته وكل من صنع توفقه. بمنطق العمر يكسب الخبرة، ويكسب العقل الحكمة يتحدث الرجل، يستشهد بالدلائل، والبراهين، يتحمل مسئولية الكلمة، تجده أكثر حذرًا، يحلل المشهد الاقتصادى بموضوعية، ووضوح.. يقول إن «مسار الإصلاح الاقتصادى يسير بصورة صحيحة، رغم العديد من المطبات، لكن كان التعامل أكثر احترافًا، بخطوات استباقية، فالإصلاحات طالت كل القطاعات، والمجالات، ومستمرة لتحقيق وتعزيز النمو الاقتصاد، التى ستكتمل بتوفير كافة التيسيرات لتعميق المنتج المحلى حتى يصل إلى التنافسية العالمية، من خلال نقل التكنولوجيا العالمية المتطورة، وتنظيم دورات تدريبية للعمالة المصرية بالخارج، ورفع المستوى التعليمى للفرد، حيث إن عدم الاهتمام بذلك تسبب فى خفض الطلب على العمالة، وبالتالى زيادة معدلات البطالة». لكن ما رؤيتك فى موجة التضخم العالمية وانعكاسها على السوق المحلى؟ بهدوء وحكمة يجيبنى قائلًا إن «موجة التضخم العالمى متوقع استمرارها لفترة، وفى ظل غياب المنتج المحلى، وعدم توافر المواد الخام المدخل الرئيسى للإنتاج المحلى، وارتفاع أسعارها، بصورة عالمية، بالإضافة إلى زيادة تكلفة النقل، وهو ما تسبب فى زيادة الأسعار بالسوق المحلى»؟. تابع أنه «يجب على الحكومة عدم تصدير المواد الأولية، والعمل على تحويلها إلى مواد خام، بدلا من استيرادها من الخارج». «الكلمات كالثمار تحتاج لوقت كاف حتى تنضج» ونفس المشهد عندما يتحدث عن نتائج الإصلاحى الاقتصادى، ومدى استفادة رجل الشارع من هذه الإصلاحات، خاصة فى العديد من الخدمات والمبادرات التى انعكست إيجابيًا عليه، لكن تظل الأزمة فى زيادة دخل المواطن، وبما يتناسب مع زيادة أسعار السلع والخدمات، أو العمل على انخفاض الأسعار، بما يحقق التوازن، وهذا لن يتحقق إلا من خلال حزمة محفزات للشركات العاملة فى السوق سواء من خفض أسعار الطاقة، أو اعفاءات ضريبية تساعد على التوسع فى استثمارات هذه الشركات، بما يسهم فى توفير فرص عمل، وبالتالى خفض معدلات البطالة، وأيضا رفع معدلات الأجور. القدرة تحليل المشهد ببساطة، تعزز قدرته على التقدم والتطور، تجده عندما يتحدث عن ملف السياسة النقدية أكثر ارتياحًا، يعتبر أن البنك المركزى قد حقق نجاحًا فى عملية استقرار أسعار الصرف، ومواجهة معدلات التضخم المرتفعة، وذلك رغم الظروف التى واجهها فى ظل جائحة كورونا، من خلال استخدام أدواته المالية. رغم هذا الرضا فإن الرجل لا يخفى مطالبه بضرورة تحقيق طفرة لتنشيط ودفع عجلة الاستثمار بالسوق المحلى، من خلال التيسير على الشركات فى تخفيض معدلات فائدة الإقراض، خاصة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وفتح المزيد من المناطق الصناعية، واستيراد التكنولوجية المتقدمة، بما يسهم فى تنشيط الاستثمار، والتوسع فى المشروعات الاستثمارية، لمصلحة النمو الاقتصادى، بالإضافة إلى ضرورة رفع القيود عن السحب النقدى بالعملة المحلية، مع تخفيض الرسوم والمصرفات الخاصة بالمنظومة الإلكترونية، لتشجيع المواطنين على استخدام هذه المنظومة، وبالتالى التوسع فى الشمول المالى. رغم قيام البنك المركزى خلال العام الماضى 2020 بتخفيض أسعار الفائدة بنحو 4%، فإنه فى العام الجارى 2021 قد قام بالتثبيت، فما تعليقك؟ بهدوء وثقة يجيبنى قائلًا إن «خفض أسعار الفائدة خلال العام الماضى كان بهدف تنشيط الاقتصاد فى ظل أزمة كورونا، وأسهم ذلك فى خفض أعباء الدين العام، وعلى الدولة خلال الفترة القادمة لامتصاص التضخم، التوسع فى المشروعات الاستثمارية، كون هذه المشروعات أداة جيدة للحد من التضخم، خاصة أن الأموال متراكمة بالقطاع المصرفى، ولا تتم الاستفادة منها، لكن تشغيلها سوف يسهم فى دفع عجلة النمو الاقتصادى، إلا أن عملية خفض ورفع الفائدة تخضع لمتطلبات الدولة». القدرة على مواجهة المشاكل واتخاذ القرار من الصفات التى يتمتع بها الرجل، يتكشف ذلك خلال وجهة نظره فى الاقتراض يقول إن ارتفاع الاقتراض بسبب زيادة الناتج المحلى، ولكن لا يزال فى الحدود الآمنة، بالإضافة إلى أن حجم الاقتراض غير مقلق، طالما يتم توجيهه فى مشروعات قومية تحقق عوائد، لذلك على الدولة فى هذا الصدد توجيه جزء من هذه الأموال إلى دعم قطاع الصناعة الوطنية، كونه القطاع القادر على توفير العملة الصعبة من خلال الاهتمام بالصناعة، والعمل على التصدير. الصراحة والصدق دائمًا يجعلانه محل ثقة، وهذه الصراحة تتكشف حينما يتحدث عن ملف السياسة المالية، يعتبر نجاح السياسة المالية يبنى على دعم الشركات الحكومية، وتحولها من الخسائر إلى الأرباح، من خلال تنظيم إدارى محترف وقوى، يغير من هذه الشركات للأفضل، مع العمل على زيادة الحصيلة الضريبية، بتوسع القاعدة، وليس زيادتها، حيث يحقق هذه التوسع زيادة فى الضريبة، بالإضافة إلى إلزام الجهات والمؤسسات كافة على إصدار فاتورة، وقبل كل ذلك لا بد من ضم الاقتصاد غير الرسمى إلى منظومة الاقتصاد الرسمى، مع الحرص على منح محفزات للاقتصاد الموازى من إعفاءات ضريبية، ودعم متكامل، بما يسمح فى الوصول إلى أكبر قاعدة فى القطاع، وبالتالى زيادة الإيرادات. رغم الاهتمام الكبير من الدولة بملف الاستثمار، وتوفير كافة الدعم من محفزات، وبنية تحتية، وشبكة طرق فإن قيم الاستثمار الأجنبى المباشر لا تزال متدنية للغاية.. فلماذا؟ علامات ارتياح وتفاؤل تتبدى على ملامحه يقول إن «نشاط الاستثمار يتحقق من خلال رفع كافة القيود التى تواجه هذا الملف، وتسهم فى تطفيش الأموال، لذا يجب إعادة النظر فى التكلفة التى يتحملها المستثمر، عند تأسيس مشروع استثمارى، مع ضرورة إعادة تسعر الطاقة، التى تدفع العديد من الشركات للهروب إلى أسواق أخرى، بل تعرض أيضًا العديد من الشركات للتصفية». خبرته الطويلة، وقدرته على الإدارة تمنحه رؤية وتحليل دقيق فيما يتعلق بالقطاع الخاص، يعتبره قد واجه معاناة شديدة، على مدار السنوات الماضية، خاصة بعد ثورة 25 يناير 2011، وكذلك الأزمات التى يواجهها فى القطاع الخاص فى رفع أسعار الطاقة، لذلك على الدولة العمل على دعم القطاع الخاص، لما يمثله من دور مهم فى التنمية، ودعم النمو الاقتصادى، لما له الدور الأكبر فى عملية الترويج للمشروعات القومية. فكر فى فكرة واحدة، واجعلها هدفًا، ونفس الأمر على الحكومة أن تفعل ذلك فى ملف برنامج الطروحات الحكومية، خاصة أن السوق فى حاجة إلى طرح شركات ناجحة، وذات مركز مالى قوى، بما يحقق للمستثمر عائدًا أفضل من ودائع القطاع المصرفى، مع إعادة النظر فى حزمة الضرائب التى يسددها المستثمر، وهذه الإجراءات كفيلة بالترويج للاستثمار والمشروعات القومية، واستقطاب استثمارات جديدة فى البورصة. لا يخف الرجل الدور الكبير التى تقوم به الرقابة المالية فى تحقيق الاستقرار للسوق، وحماية صغار المستثمرين، ولكن على الرقابة إعادة النظر فى عمليات الإلغاء للعمليات المنفذة، وكذلك إلزام الشركات فى حالة الصعود والهبوط بصورة غير مبررة، بإعداد دراسة قيمة عادلة للأسهم، وتوقيع أشد عقوبات على المتلاعبين، بعيدًا عن إلغاء العمليات والضرر بصغار المستثمرين، مع أيضًا طرح شركات برأس مالى قوى، منعًا للتلاعبات، وكلها أمور تضبط السوق دون تدخل. ابحث عن أدوات لتحقيق ما تريده واصنع معجزتك بنفسك، هكذا ظل مشوار الرجل منذ صباه إلى أن حقق نجاحات متتالية، من منطلق أن الطموحات ليس لها سقف، مشوار طويل انتقل خلالها من محطة إلى أخرى إلى أن وصل إلى القمة، يسعى دائمًا مع مجلس الإدارة لتحقيق طفرات للشركة من خلال استراتيجية طموحة تقوم على زيادة رأس مال الشركة من 5 ملايين جنيه إلى 10 ملايين جنيه، خلال العام القادم 2022، على أن يوجه جزء من هذه الزيادة لتمويل العملاء بنظام الشراء بالهامش، وكذلك فتح فروع جديدة، فرعين بالعاصمة الإدارية، ومدينة التجمع، وأيضًا التوسع فى قاعدة العملاء، باستقطاب المزيد من المستثمرين الجدد، بتقديم خدمات جديدة عبر تطبيق «موبايل أبلكيشين»، وتأسيس إدارة للأبحاث المالية، تسهم فى مساعدة العملاء على اتخاذ القرار الاستثمار, وتطوير البنية التكنولوجية بأحدث الوسائل. طريق النجاح ليس ممهداً، وإلا لتمكن الجميع من بلوغه، مسيرة طويلة بدأها مبكرًا، محطات لم تكن بالسهلة مر بها، ظل طوال مشواره يبحث عن أن يكون الأفضل، حرص على أن يزين سطور ذكرياته بالنصيحة لأولاده بالكلمة الطيبة، لكن يظل شغله الشاغل الوصول بالشركة إلى الريادة فى السوق... فهل يستطيع تحقيق ذلك؟