شهيدان وعشرات المصابين والمعتقلين واقتحام ل«الأقصى» وحفلات راقصة بالمسجد الإبراهيمى تصاعدت أمس حدة المواجهات العنيفة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلى فى الضفة المحتلة، ووصلت لذروتها مع حصد الأرواح وسقوط عشرات المصابين والمعتقلين فى عدة مناطق، وتوافد المتطرفون اليهود وواصلوا تدنيسهم للمسجد الأقصى والحرم الإبراهيمى بإقامة الحفلاات الصاخبة واستباحة ساحاته المباركة. واستشهد شابان خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلى لضاحية التربية والتعليم، شمال رام الله. وأوضحت مصادر فلسطينية، أن قوات الاحتلال اقتحمت ضاحية التربية والتعليم قرب مخيم الجلزون شمالاً، وأطلقت النار على ثلاثة شبان داخل مركبتهم، ما أدى لاستشهاد اثنين منهما، وهما: باسل بصبوص، وخالد عنبر من مخيم الجلزون، وإصابة سلامة رأفت من بلدة بيرزيت. وأضافت المصادر أن قوات الاحتلال اختطفت جثمانى الشهيدين، واعتقلت المصاب الثالث. وأكد شهود عيان أن الاحتلال اقتحم وسط مدينة رام الله، وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع والصوت صوب الشبان. واندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال فى بلدة تقوع، جنوب شرق بيت لحم. وتركزت المواجهات قرب مدرسة الخنساء فى منطقة خربة الدير. وأدان المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة، استمرار عمليات القتل اليومى بحق الشعب الفلسطينى، التى كان آخرها جريمة إعدام الشابين باسل قاسم بصبوص «19 عاماً»، وخالد فادى عنبر «21 عاماً» من مخيم الجلزون، شمال رام الله. وطالب أبوردينة حكومة الاحتلال بالتوقف عن هذه السياسة الخطيرة وغير المسئولة وعدم اللجوء إلى كل هذه الأساليب الطائشة التى أوصلت الأمور إلى مرحلة ستدمر كل شىء. وجدد التأكيد على أن التصعيد الإسرائيلى الخطير والمتواصل سواء فى القدس وضد المقدسات الإسلامية والمسيحية أو فى جنين أو نابلس أو فى أى مكان من الأراضى الفلسطينيةالمحتلة، تجاوز للخطوط الحمراء وينذر بانتفاضة ثالثة فى الضفة. وأكد رئيس الوزراء الفلسطينى محمد أشتية أن الوضع القانونى والسياسى والدينى لمدينة القدسالمحتلة غير خاضع للمراجعة، وأن أى خطوة بهذا الاتجاه نعتبرها انتهاكاً صارخاً للقانون الدولى، وللمسئوليات التاريخية لدولة بريطانيا صاحبة وعد «بلفور» المشئوم وغير القانونى الذى تسبب وما زال فى مأساة الشعب الفلسطينى. ووصف قاضى قضاة فلسطين مستشار الرئيس الفلسطينى للشئون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش ما يجرى فى الأراضى الفلسطينية بأنه تصعيد خطير يسعى من خلاله الاحتلال إلى توظيف الدم الفلسطينى فى الانتخابات الإسرائيلية لكسب أصوات الناخبين فى مجتمع يتحول أكثر نحو التوحش والإرهاب والرغبة العارمة فى القتل والتدمير.
