قبل اثنان وعشرون عامًا، شهد العالم أجمع على حادث استشهاد الطفل الفلسطيني محمد الدرة، بقطاع غزة فى اليوم الثاني من اندلاع انتفاضة الأقصي، ولا يزال مشهد مقتل الدرة على الهواء مباشرًا فى الثلاثون من سبتمبر عام 2020، حاضرًا في عقول وأذهان الفلسطينيين والشعوب العربية، وهى الجريمة التي لا تستطيع القوات الآسرائلية محوها من ذاكرتنا. اقرأ أيضًا.. مصور لحظة استشهاد محمد الدرة: الصورة هزت مشاعر العالم من هو محمد الدرة. ولد محمد الدرة، وسط أسرة بسيطة لاجئة بمدينة الرملة، فهو من مواليد الثاني والعشرون من نوفمبر عام 1988، حيث كان يعمل والده نجارًا، وبعد استشهاده رزقت عائلته بطفل أطلق عليه اسم محمد. سبب الانتفاضة الثانية 28 سبتمبر 2000 اقتحم زعيم حزب الليكود أرئيل شارون، ساحة المسجد الأقصى برفقة حراسه فى ذلك التوقيت، وهو الأمر الذي أثار غضب الشعب الفلسطيني مهما أدي إلى اندلاع الانتفاضة الثانية في 28 سبتمبر 2000، والتي استمرت الانتفاضة حتى عام 2005، وسقط خلالها أكثر من 4400 شهيد، و 50 ألف مصاب، بينما قُتل 1100 إسرائيلي، بينهم 300 جندي، وجُرح نحو 4500 آخرين، ووقعت انتفاضة الأقصى بعد أسبوعين من مفاوضات في كامب ديفيد، والتي لم يتم الوصول إلى حل سلمي، وتميزت الانتفاضة الثانية مقارنًا بالأولى التي اندلعت عام 1987، بكثرة المواجهات بين الفصائل الفلسطينية وجيش الاحتلال. قصة استشهاد محمد الدرة فى صباح 30 سبتمبر 2000، خرج جمال الدرة، رفقة طفله محمد، من منزلهم بقطاع غزة، إلى مزاد للسيارات، حتى يقتني واحدة، وفجأة وجد نفسه محاصرًا ومستهدفًا بنيران جنود الاحتلال الإسرائيلي، في شارع صلاح الدين، وتمكن جمال من الاختباء خلف برميل أسمنتي وأسند صغيره محمد خلفه، وكان يصرخ على جنود الاحتلال لوقف إطلاق النار إلا أن صرخاته لم تجد صدى. عشرات الرصاصات طالت كل ما حولهما، ووصلت إلى الجسد والأقدام والأيدي حتى الحوض، واخترقت بطن محمد الذي صرخ والده: «مات الولد.. مات الولد» وأصيب والده بجروح، في مشهد هز العالم ووثق بالفيديو لمدة 63 ثانية، بعدسة مصور قناة فرانس2، طلال أبو رحمة، الذي قال في شهادة خطية له بعد أيام من الواقعة، إن المتظاهرين الفلسطينيين تجمعوا من مختلف الأنحاء في تمام السابعة من صباح يوم 30 سبتمبر، وألقوا الحجارة وقنابل المولوتوف فأطلق الجيش الإسرائيلي الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع. ذكر طلال أبو رحمة، أنه قد صور 27 دقيقة من الأحداث التي استمرت 35 دقيقة، وتركزت حوالي 64 ثانية من اللقطات على جمال الدرة وابنه محمد، وتم تحرير الشريط للبث لتصل مدته إلى 59 ثانية، تعرض مشهد الدرة، ثم أضاف شارل إندرلان رئيس القناة تعليقًا صوتيًا. وكان هناك العديد من مصوري الوكالات، ولكن عدسة أبو رحمة التقطت وحدها اللحظة الحاسمة التي وقعت فيها الحادثة، مؤكدا أن محمد ظل ينزف لمدة 17 دقيقة على الأقل، قبل أن تصل سيارة الإسعاف وتحمله، رغم عدم رفع أي فيلم لهذا المشهد.