«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شيخ النقاد زين نصار.. 60 عامًا من العطاء
تمنى أن يكمل مشواره بالتأريخ للموسيقى العربية
نشر في الوفد يوم 26 - 09 - 2022

رحل عن عالمنا العالم الجليل شيخ النقاد الموسيقيين الدكتور زين نصار بعد أن قضى 60 عامًا من عمره فى النقد والتأريخ الموسيقى فى مصر، ليترك إرثًا إبداعيًا غير مسبوق جعله بمرور الزمن أحد الأسس التى قام عليها النقد الفنى فى مصر.
رحل نصار، بعد أن قدم للتاريخ الموسيقى مجموعة غير مسبوقة من المجلدات التى أرخت للموسيقيين على لسان أصحابها، فسجل أحاديث لكل مبدعين التلحين والتأليف والعازفين وقاده الفرق بعدما اكتشف أن تاريخ الموسيقى فى مصر لم يدون إلا لشخصيات بعينها واستحوذ المطربون على الشهره وحدهم، لتحظى مكتبته بمجموعة من التسجيلات على لسان أصحابها تعتبر منجماً ابداعياً حقيقيًا يكشف أسرار إبداع أصحابها، وقضى عمره يبحث عن التأريخ الصحيح للموسيقى والموسيقيين المصريين، ودخل فى سجالات وصراعات نقدية كثيرة ليثبت أهمية الموسيقى المصرية وأنها سبقت العديد من الدول التى تدعى الريادة.
بجانب عمله النقدى، شغل العديد من المناصب الأكاديمية، منها وكيل وعميد لعدد من معاهد أكاديمية الفنون، وعمل أستاذًا أكاديميًا بالعديد من الكليات المتخصصة فى الشأن الموسيقى حتى رحيله، وظل عمله الأكاديمى فخرًا فى حياته يعتبره هدفًا أسمى أن يساعد فى تخريج إجيال جديدة من النقاد والمبدعين يعون أهمية الفن المصرى، وبالفعل تخرج على يديه عدد كبير من النقاد والإعلاميين فى مصر والعالم العربى، كان الرابط الإنسانى هو الدائم بينهما، فظل أستاذًا وأبًا وصديقًا ومرجعًا لكل طلابه وزملائه، كما أشرف وشارك فى مناقشة العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه فى مجالات الموسيقى والغناء والنقد، ولم يتوقف مشواره عند هذا الحد، لكنه قرر أن يفنى عمره فى جمع وكتابة المواد العلمية الموسيقية، وكان من بينها مواد البرامج الموسيقية فى الإذاعة المصرية ومن بينها: عالم الموسيقى الذى استمر مدة 30 عامًا وما زال يذاع حتى الآن، و«أوتار موسيقية» الذى يذاع كل يوم أربعاء حتى الآن، وأيضاً برامج فن الباليه، وسؤال موسيقى، والموسيقى المصرية المتطورة، وإيقاعات ونغمات، وسهرة مع الموسيقى، ومع الموسيقى العالمية، وأوتار موسيقية، والموسيقى عبر العصور: وبجانب برامجه وكتبه الكثيرة صاغ «موسوعة الموسيقى والغناء فى مصر فى القرن العشرين» فى مجلدين صدر الأول منهما فى 2018، تناول خلالها المؤلفين والملحنين المصريين عبر أجيالهم المختلفة على مدار 150 عامًا، أما الجزء الثانى الذى صدر فى 2020، ضم باقى عناصر الحياة الموسيقية فى مصر وهم المؤلفون وعازفو آلة الناى والقانون والكمان وآلات الإيقاع العربية والنقاد الموسيقيون المصريون، ليضع بذلك حياة الفنانين الذين مثلوا القوة الناعمة لمصر فى عالم الموسيقى والغناء فى مجلدين موجزين... ليرحل فى سلام ويترك خلفه توثيقًا حقيقيًا لمعظم المبدعين الموسيقيين فى مصر ويكون وداعه الأخير يليق به من محبيه وتلاميذه وأصدقائه الذين عاصروا إبداعه ونهمه الشديد فى إرثاء قواعد النقد الموسيقى فى مصر.
وتنشر «نجوم وفنون» حوارًا أجرته مع الراحل يتحدث فيه عن إبداعاته ودوره فى التوثيق الموسيقى فى مصر..
* إعداد موسوعة عن الموسيقى والغناء المصرية من الأهداف التى سعى د. زين لتحقيقها فى حياته.. عنها يتحدث؟
- فى عام 1977م كنت أعد دراستى للماجستير، ولم يكن هناك تاريخ مكتوب للموسيقى بشكل يفى بالغرض لدى كباحث، ومن هنا بدأت الفكرة وأنا أعمل على المؤلفين المصريين ومؤلفات الأوركسترا السيمفونى، وقد نشرت هذا الكتاب عام 1990م تحت عنوان: «الموسيقى المصرية المتطورة»، بعد ذلك بدأت فى تسجيل حوارات حية مع كبار الملحنين، وصدرت الموسوعة عام 2018م، كان جزؤها الأول فى 615 صفحة وخصصته للملحنين ورتبتهم فيها حسب أسبقية تواريخ الميلاد بداية من عبده الحامولى إلى عمار الشريعى ورتبت هؤلاء الملحنين وفقًا لتواريخ ميلادهم وليس وفقًا لترتيب الحروف الأبجدية لأسمائهم، وهى فكرة جديدة تجعل من يقرأ هذه الموسوعة يسير فى التاريخ بالترتيب الزمنى للأحداث ليعرف المعاصرين للملحنين أو الذين كانوا قبله وتأثر بهم أو الذين جاءوا بعده فأثر فيهم.
* وعن الجزء الثانى الذى صدر فى 2020 يتحدث قائلًا؟
- جاء فى 708 صفحات ويضم باقى عناصر الحياة الموسيقية فى القرن العشرين، وهم المؤلفون الموسيقيون المصريون وقسمتهم إلى جيل الرواد ويشكله يوسف جريس وحسن رشيد وأبوبكر خيرت، والجيل الثانى وضم بداية من محمد حسن الشجاعى وحتى د. طارق على حس، والجيل الثالث ضم كلاً من جمال سلامة وعادل عفيفى وأحمد الصعيدى وعمر خيرت وراجح داود ومونا غنيم، كما ضمت الموسوعة دور قادة الأوركسترا السيمفونى المصريون بداية من طه ناجى وحتى أحمد الصعيدى وقادة الموسيقى العربية بداية من على فرج وحتى أمير عبدالمجيد، وبعده دور العازفين على آلات الموسيقى العربية، ومن بينهم عازفو آلة الناى وعددهم 28 عازفًا، وعازفو آلة العود وعددهم 22 عازفاً، وعازفو آلة القانون وعددهم 28 عازفًا، وعازفو آلة الكمان وعددهم 37 عازفًا، وعازفو آلات الإيقاع العربية وعددهم 4 عازفين.
* وسألته.. لماذا لم تقدم موسوعة موازية عن الموسيقى والغناء فى العالم العربي؟
- لدى خبرة كبيرة فى مسألة الجمع والتسجيل والتفريغ، وكنت كلما أنجزت رصدًا لحياة وتاريخ وأعمال ملحن أو مؤلف أقوم بنشر ما أنجزت فى مجلة الفنون التابعة للنقابات الفنية التى صدرت عام 1977م، وبدأت مشاركتى فيها من العدد الخامس، ولدى خطة طموحة لتأريخ موسيقى العرب، ولكن فى حال توافر الطاقة والجهد الملائم فإننى سأشرع فى ذلك.
* فى رأيك ما المحطات الأساسية فى تاريخ الموسيقى والغناء المصرى فى القرن ال20؟
- صناعة الأسطوانات عام 1904م هى أول خطوة فى تاريخ الفن المصرى الحديث، حيث سُجِّل للشيخ سلامة حجازى وغيره، المحطة الثانية هى ظهور المسرح الغنانى لسلامة حجازى وسيد درويش وزكريا أحمد وكامل الخلعى وغيرهم. والمحطة الثالثة كانت ظهور الإذاعة المصرية عام 1934م، فقد كانت من قبل إذاعات أهلية يقوم كل صاحب محطة بإذاعة وقول ما يريده من خلالها، حتى قررت الحكومةإلغاء هذه الإذاعات وإنشاء الإذاعة المصرية فقط، وكانت تقدم المؤلفات المصرية والعالمية من خلال أوركستراالإذاعة المصرية، وظلت هذه الأوركسترا موجودة فى الإذاعة حتى عام 1959م إذ انتقل إلى دار الأوبرا. لكن المحطة الرابعة فى نظرى هى ثورة يوليو التى تعاملت بسخاء مع الفن، كما أنشأت أكاديمية الفنون عام 1959م وما بها من معاهد فنية.
والمحطة الخامسة كانت ظهور شرائط الكاسيت، وتضافرت مع مجيء عصر الانفتاح الذى أضر بكل شيء؛ إذ إن المهنيين كانوا يعودون من بلدان الخليج بما معهم من أموال، فيقومون بالاستثمار فى المجال الفنى، كل حسب ذوقه ودرايته بالفن، فظهرت شرائط الكاسيت خارج نطاق لجان الإذاعة المصرية، وهذا عاد بنتائج سيئة جداً على الذوق العام، ولنا أن نتخيل أن فريد الأطرش توفى عام 1974م، وتوفيت أم كلثوم عام 1975م، وتوفى عبدالحليم حافظ عام 1977م، هكذا خسر العالم العربى أهم وأشهر ثلاث قامات فى الغناء على مدار ثلاث أو أربع سنوات، لنفتح المجال لكل من أراد أن يغنى، وكل من أراد أن يملأ شريطاً ويطرحه.
* ولكن السوشيال ميديا والتقنيات الإلكترونية الحديثة غيرت معالم الموسيقى فى السنوات الأخيرة؟
- للأسف أصبح الرث أكثر من الجيد، حتى ضاع الجيد فى كثرة السيئ، ولابد أن نعترف بأن ظهور أجهزة تغيير الصوت وتحسينه وضبطه غير معايير الغناء والموسيقى بشكل عام، حيث أسيء استخدام الأورج الكهربائى وكافة الآلات الكهربائية، وأصبحنا نعيش فى عالم زائف لا وجود له، عالم من الخداع والبرامج الجاهزة التى تستخدم من دون فهم، إضافة إلى أن الحس الإنسانى فى الغناء والموسيقى لم يعد موجوداً. وللأسف لا أحد يعرف أن الموسيقى العربية أساسها العود، وأن كل هذه الآلات غربية. الموسيقى العربية هى العود وليس الجيتار، وأهم أساس لإنتاج موسيقى جيد هو فهم الآلات وطبيعتها إضافة إلى الموهبة والدراسة، أما الاستخدام العشوائى للآلات توفيراً لتكاليف الفِرَق أو عدم معرفة بالفن والموسيقى فقد أدى ذلك كله إلى قتل المواهب وإفساد الذوق العام وجعل الفن كتمثال من نحاس، ضجيج بلا روح، وهو ما أضر بالبناء الموسيقى كله، كما فتح المجال على مصراعيه للسرقة
من الأعمال العالمية أو التراث الشرقى، وكذلك فتح المجال للاستسهال واستخدام الألحان القديمة بتوزيعات جديدة، حتى أن كل الإعلانات الآن تقوم على سرقة ألحان مهمة مثل الليلة الكبيرة وغيره، وللأسف قانون جمعية المؤلفين والملحنين حسبما علمت مؤخراً يسمح بأن يدفع أى شخص رسوم استغلال أى لحن ويقوم بإعادة إنتاجه، وهذا الأمر كارثة لأنه يفقد المرجع أهميته، وقد يزيحه ولا يتذكر الناس سوى شكل الإعلان، كما أنه لا يدفع الشباب إلى الابتكار والمغامرة وتقديم طرح موسيقى جديد بقدر ما يجعلنا ندور فى حسبة عدد معين من الألحان نعيد إنتاجها بشكل مبتذل ومتكرر.
* هل هذا بسبب السعى وراء الربح؟
- ربما من أجل استمرار الحياة، لكن الآن أصبح التفكير فى هذا الاتجاه متزايداً، ومع تدهور الذوق العام تضمنت الأغانى المصرية ألفاظاً خارجة وبذيئة وسوقية، وصاحب ذلك تركيبها على أعمال فنية تليفزيونية تدعو إلى البلطجة وتجعل الشباب يتصورون أن هذه هى الحياة الحقيقية، وقد لعب عامل الربح بشكل واضح على دفع الفنانين من شعراء وملحنين وموزعين إلى السير فى ركاب الموج العالى للمادة، وهذا أسهم بشكل واضح فى تزييف كل شيء بدءاً من الموسيقى وصولاً إلى القيم التى يتغنون بها.
* فى رأيك كيف يمكن الحفاظ على تراثنا الموسيقى؟
- رسالتى فى الحياة، كتابة تاريخ الموسيقى بشكل صحيح ودقيق، وتسجيله على تسجيلات صوتية ومرئية للأجيال المقبلة، ونشره الآن فى الصحف والمجلات ومختلف تقنيات الإعلام الحديثة، مع تعريف بأهم الفنانين والملحنين والتعليق على أعمالهم وما حدث أثناء إنجازهم لها وكل ما يعن من تفصيلات مفيدة فى الرصد والتأريخ.
* كيف ترى ظاهرة أغانى المهرجانات؟
- أرفض هذا النوع من الأغانى تماماً، وأعتبره نوعًا من السرطان فى عالم الغناء، نظراً لاستخدام الألفاظ غير اللائقة، واستخدام الموسيقى الإلكترونية، وهذا لون من الغناء لا تليق بمصر ولا بالمصريين الذين تعودوا على سماع روائع الغناء والطرب الأصيل.
* كيف ترى دور الرقابة فى مواجهة هذه الظواهر الغنائية؟
- دور الرقابة متغيب تماماً؛ ويجب أن نشير إلى أن الغناء سلاح خطير يؤثر فى الناس بشكل كبير، خاصة الشباب والأطفال، ومثل هذه الأغانى تمثل الضرر الأكبر على المجتمع من شباب وأطفال، الغناء والفن له رسالة تهدف إلى الرقى بالمشاعر الإنسانية، وهو ما عشناه فى عصر الكبار أمثال «عبدالوهاب وأم كلثوم ومحمد فوزى ومحمد رشدى وغيرهم»، ممن أسعدونا وملأوا حياتنا طولاً وعرضاً بالفن الأصيل فى مصر والعالم العربي؛ فالقوة الناعمة المتمثلة فى الفن تعد أهم ما تملكه مصر وفى مقدمتها الأغانى، لأنها الأسرع تجهيزاً وتقديماً للجمهور مقارنة بالأشكال الفنية الأخرى مثل المسرحيات والأفلام والأعمال الدرامية.
* تلقيت العديد من التكريمات منها تكريمك بالموسيقى العربية.. كيف ترى هذه التكريمات؟
- التكريم أمر جميل يجعل الانسان يشعر بأن جهده لم يضع هدرًا، وتشعره بأن لديه مزيدًا من العطاء، والحقيقة أننى أعتز كثيرًا بتكريمى من مهرجان الموسيقى العربية لأنه مهرجان بلدى، وسعيد أننى كرمت فى حياتى، وأنا من متابعى المهرجان منذ دورته الأولى والمشاركين فيه بأبحاثى وأسعد أن يأتى التكريم من بيتى دار الأوبرا المصرية، لأن المهرجان هو العيد السنوى للموسيقى والغناء فى مصر، يهتم به جموع الموسيقين العرب وينتظرونه كل عام للتعرف على الموسيقى المصرية، بالإضافة إلى جمهور الأوبرا الذى يتشوق دائمًا لسماع الأصوات الجميلة، وينتظرون الفرق الموسيقى العربية والمسابقة التى تقام كل عام فى موهبة معينة ينتظرها الجميع للمشاركه فيها، الأوبرا هى من علمت الجمهور السلوك، وعمرها 102 عام استطاعت أن تصيغ الوجدان الإبداعى المصرى ولها دور مهم فى تعديل السلوك.
قالوا عنه
نعت الدكتورة نيفين الكيلانى وزيرة الثقافة، الدكتور زين نصار وقالت إننا فقدنا واحدًا من أهم المؤرخين الموسيقيين، الذى يُعد أهم أساتذة النقد الموسيقى عبر سلسلة كبيرة من الكتابات فى كبرى المجلات المتخصصة مصريًا وعربيًا فى مجال الموسيقى، وقدمت العزاء لأسرته وأصدقائه ومحبيه، داعية الله أن يتغمده برحمته ويلهم عائلته ومحبيه الصبر والسلوان.
نعاه الدكتور سامح صابر عميد معهد النقد الفنى قائلًا: رحل صاحب التاريخ الفنى الرائد وموثق سير الموسيقيين المصريين، رحمه الله رحمة واسعه وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله الصبر والسلوان.
نعاه الفنان ياسر صادق، رئيس المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، وقال: «إنا لله وإنا إليه راجعون، فقدت الساحة الثقافية والموسيقية والأكاديمية قيمة كبيرة فى النقد والتاريخ الموسيقى الأستاذ الدكتور زين نصار».
وتابع: «كما فقده المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، وقد كان المغفور له بإذن الله أحد أهم أركانه وعضو مجلس إدارته، وفقدت أنا شخصيًا الأستاذ والمعلم والأخ الأكبر والناصح الأمين.. رحمك الله يا أستاذنا الجليل وأسكنك فسيح جناته وجزاك عنا خير الجزاء».
ونعى المخرج خالد جلال رئيس قطاع شئون الإنتاج الثقافى، قائلًا: إن الدكتور زين نصار، ترك لنا إرثًا كبيرًا فى مجال التأريخ للموسيقى والغناء بمصر فى القرن العشرين، وتتلمذ على يديه أجيال عديدة، رحم الله الدكتور زين نصار واسكنه فسيح جناته، وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.
وقال الشاعر جرجس شكري: «وداعاً الناقد والمؤرخ الموسيقى الكبير الدكتور زين نصار الأستاذ العزيز الذى التقيته للمرة الأولى عام 1994 فى معهد النقد الفنى، ولمدة عامين تعلمت منه ما لا أنساه، وما زلت أذكر قاعة الدرس وحديثه الساحر عن الموسيقى الكلاسيكية العالمية، وتاريخ الموسيقى المصرية».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.